شمس صغيرة: دمشق بعيون شابين صغيرين



* ألفوز طنجور يرسم ملامح مدينة دمشق سينمائيا، ويرى أن السينما هي رسالة شخصية للمؤلف والمخرج*

دمشق - في فيلمه الجديد "شمس صغيرة" يحاول المخرج السوري الشاب ألفوز طنجور أن يُبرز جمالية مدينة دمشق من وجهة نظر شابين صغيرين، معتمدا على إعادة تجميع عدد كبير من المفردات البسيطة ضمن سياق سينمائي يحتفي بالصورة على حساب النص الذي يبدو هامشيا في الفيلم.
الفيلم الذي لا تتجاوز مدته 16 دقيقة، يسرد حكاية شاب وفتاة يسكنان في أحد أحياء دمشق الفقيرة، حيث تجمعهما علاقة حب طفولي بريء، ويعبران عن رؤيتهما للحياة بشكل مختلف بعيدا عن التفسير المسبق الذي يضعه الكبار لها.
ويجلس العاشقان ذات يوم على قمة جبل قاسيون ويختلفان حول جمال مدينة دمشق، غير أن الشاب الذي يرفض الاعتراف بجمالية المدينة، يردد لاحقا حين يصعد إلى منزل فتاته "كم هي دمشق جميلة"، فيما تفارق الأخيرة الحياة مع دراجتها وبالونها الأحمر حين تصدمها سيارة مسرعة.
ونستطيع القول إن المخرج أفاد كثيرا من الاستشارة الدرامية للمخرجين أسامة محمد وعبد اللطيف عبد الحميد، حيث تبدو بصمات الأخير واضحة إلى حد كبير في رسم ملامح الفيلم، من حيث حركة الكاميرا وطبيعة المشاهد، وهي حالة عامة نجدها عند عدد كبير من المخرجين الشباب.
ويقول طنجور عن فيلمه إن "كل شخص يكتب قصته بشكل مختلف، وكل فيلم يولد بطريقة مختلفة مثل هؤلاء الشباب الصغار، وهذا الفيلم وُلد من مجموعة صور "دراجة -بالون –مدينة"، مشيرا إلى أن "شمس صغيرة هي "لونا" الفتاة التي تأتي للحياة بسرعة وتذهب بسرعة، وهو الضوء الذي يدخل بصعوبة وللحظات إلى البيوت العشوائية ويهرب، وهو أحلامنا التي لا تتحقق أبدا."
ويعتبر طنجور أن أهمية أي عمل سينمائي تأتي من حجم مقولته التي "قد تُنجز خلال نصف ساعة وقد تحتاج إلى أكثر من ذلك"، وبرأيه أن السينما في النهاية هي "مشروع ورسالة شخصية للمؤلف والمخرج، وإلى أي ينجح هذا الأخير في جذب المشاهد إلى فيلمه ومتابعته حتى النهاية."

الثلاثاء 8/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع