وفد من احرار الجولان يشارك في ذكرى المرحوم جورج حبش



(مقتطفات من كلمة وفد احرار الجولان في حفل الاربعين الذي اقيم بتاريخ 15/3/08 في مدينة رام الله للمرحوم الحكيم جورج حبش، القاها احمد علي القضماني)

الاخوات والاخوة والرفاق الاعزاء،
جئنا اليوم من قرانا العربية السورية المحتلة في الجولان، للقيام بواجب المشاركة في هذا الحفل التأبيني المهيب، مدفوعين بشعور اخوي ورفاقي صادق وبعاطفة عميقة نحوكم، وبنفس الوقت مفعمة بالاجلال والتقدير الكبيرين للمناضل الاصيل جورج حبش، فهو حسب قناعتنا فقيد الأمة العربية جميعها وفقيد القضية الفلسطينية التي هي قضيتنا ايضا كعرب سوريين. ففلسطين هي بالاساس جنوب سوريا الكبرى والطبيعية وجريمة تجزئتها تمت في العشرينيات من القرن الماضي، بأيدي الاستعمار البريطاني والفرنسي صاحبي اتفاقية سايكس بيكو، نتيجة لاطماعهما في بلادنا وتسهيلا لنواياهما السيئة ضد المستقبل العربي المنشود، وتوطئة لتنفيذ وعد بلفور المشؤوم بقيام الكيان الاسرائيلي على ارض فلسطين.
ومن الدوافع الجوهرية لتقديرنا للمناضل الحكيم جورج حبش، تثميننا العالي للعقيدة السياسية التي آمن بها وعمل من اجلها والتي نحن نجلها ونعتقد بصحتها ونتمنى انتصارها في جميع انحاء العالم، ألا وهي العقيدة الاشتراكية العلمية، ومما يسجل ايضا للحكيم انه زاوج بين المطلبين الاشتراكية العلمية والوحدة  العربية واعتبرهما وجهين لعملة واحدة لتحقيق النهوض العربي المأمول في جميع المجالات. وهذا برأينا هو عين الصواب والضامن لولادة المستقبل العربي الرائع المنشود.
فصاحب هذا التفكير السياسي الهام يستحق حسب قناعتنا اصدق الثناء والتقدير وخلود الذكر الجميل والعاطر. وهو بذلك تعامل مع الفكر الاشتراكي الماركسي اللينيني بالشكل الصحيح، ونحن كعرب لم ننجز مهماتنا بعد فوطننا العربي الكبير مجزأ لاقطار عديدة على يد الاستعمار، ومصالحنا الاساسية والجوهرية تتطلب وتحتاج العمل لتحقيق الوحدة العربية طال الزمن على ذلك او قصر. وهذا يلزمنا كعرب بالنضال العربي الوحدوي، كما نحن ملزمون بالنضال الطبقي لاقامة مجتمع العدالة الاجتماعية الحقيقية حسب الاشتراكية العلمية .
وهذا المنطق الصحيح اكده نهج الحكيم جورج حبش واستمر يدين به الى آخر ايام حياته كما نعلم، كما يبرهن ويدل ايضا على اصالته الثورية والانسانية واخلاصه لمصالح وحقوق الجماهير الكادحة والمواطنين الفقراء الذين هم الغالبية الساحقة في شعبنا العربي من الخليج شرقا حتى المحيط غربا وفي كل الشعوب. لا احد منا يجهل بان القضية الفلسطينية بالنسبة للحكيم جورج حبش، كانت دائما همه الوطني الاكبر لآخر ساعة في حياته، وانجاحها حسب قناعته هو مهمة قومية رئيسية من الدرجة الاولى، والشعب العربي الفلسطيني هو رأس الحربة في مهمة التحرير واقامة الدولة الفلسطينية، ويجب ان تبقى القضية الفلسطينية حسب قناعة الحكيم قضية قومية ايضا وليست قضية قطرية فقط، وهذا حسب قناعتنا هو ايضا المنطق الصحيح. وقد ناضل بقوة وصلابة من اجل الوحدة الوطنية ضد الانقسام والاقتتال الداخلي.
الاخوات والاخوة والرفاق الاعزاء، نحن اخوانكم في الجولان العربي السوري المحتل، قلوبنا معكم ونتألم باستمرار لما يصيبكم على ايدي سلطات الاحتلال الاسرائيلي، ونتجرع ما تعانونه بألم وحسرة، والاحداث الاخيرة في قطاع غزة استنفرت اعصابنا وعززت قناعتنا بان غياب الوحدة الوطنية عن الساحة الفلسطينية زاد الطين بلة، وصب في مصلحة الاحتلال، نتمنى من صميم قلوبنا انهاء كل ما يمت للخلاف الفلسطيني – الفلسطيني بصلة بأسرع وقت ممكن.
في الختام نجدد باسمنا وباسم جميع احرار الجولان، التعزية القلبية الحارة لكم جميعا بالمرحوم الحكيم، وبشكل خاص لأسرته واهل بيته الاعزاء، والى عائلته الكبرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، راجين لقادتها وكوادرها ومناضليها النجاح التام في تحقيق كل ما هو في مصلحة القضية الفلسطينية والعربية.

الجمعة 11/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع