إن طريق الحق الصادق مع الذات والناس طويل سيوصل الى برّ الامان



في زيارتها لمدرسة ابن سينا الاعدادية في كفر قاسم يوم الثلاثاء 8/4/2008 قالت السيدة يولي تمير "انها تعتذر لأهل كفر قاسم فالجريمة النازفة والمجزرة لها ذكراها الخاصة لا ولن ننساها، نقول لحكومتنا ولليهود آمل ان يكون الخطأ الاخير بالنسبة لكل الوسط العربي في اسرائيل بالنسبة لحكام اسرائيل وان يكون لغة الحوار مع العرب في اسرائيل وخارج اسرائيل بدلا من السلاح، واضافت لعل هذا الاعتذار يقرب فرص التفاهم بين الشعبين من اجل حياة افضل ومستقبل يخدم مصالحهما".
نحن نشد على ايدي الوزيرة في التقاطها لطرف خيط الحق ونود مطالبتها، في هذه العجالة ان تستمر في جادة الحق صادقة وان بدأته متأخرة كما بودنا ان نهمس في اذنها همسة بريئة ان هذا الطريق وعر وشائك – ونحن بطرحنا لا نريده كذلك – بضرورة ما يفرضه موقعها ومما يحيطون بها من رجال سياسة ومبادئ لا ترتقي الى الانسانية بعنصريتها وطغيانها وفسادها وغطرستها وصاحب القوة قوي زمنيا لا الى ما لا نهاية.. نحن بدورنا لا نريد من حضرتها التلفظ بكلمات دون ان يمتلئ معناها ولا تفكر فيما يرتبط من واجبات منها وعزائم امور.
ان الاعتذار بحد ذاته عن السَقَط امر تجله وتحترمه نفس الحرّ ولكن في حالتنا الامور معقدة كتعقيد قضيتنا بعدالتها وهي مترابطة لا تنفصم دوائرها، فالاعتذار هو اعتراف بارتكاب ذنب، وفي كفر قاسم ارتقى هذا الذنب الى جريمة نكراء بحق الانسانية، مذبحة سيئة الصيت والسمعة ووصمة عار في جبين "دولة العزّ" جريمة راح ضحيتها العديد من الناس العزّل من نساء واطفال وعمال وكهول، ذنبهم كان انتماءهم لشعبهم الفلسطيني، والاعتذار يأتي كبادرة اولى لتصل بالعُرف الى تحمل مسؤولية الخطأ/الجريمة المرتكبة فكيف الامر في حال جرائم عديدة، ومن هنا طالبنا ولا نزال نطالب الدولة وجميع مؤسساتها وعلى رأسهم – وزيرة التربية – بتحمل المسؤولية كاملة وكذلك تبعات ما اقترف بحق كفر قاسم وأهلها، لا ان يستهتروا بدماء بشرية زكية طاهرة وبريئة وتكون نتائج محاكمتهم "العادلة" قرش شدمي، قلنا على رأسهم الوزيرة كونها وزيرة تربية والتربية لها اخلاقياتها وسلوكها انسانيا اولا.
قلنا ان الحلقات والدوائر مرتبطة ارتباطا وثيقا لا تنفصم عراها باحقاق الحق واظهاره وتحمل مسؤولية تبعاته وانصاف كل ذي حق حقه كاملا غير منتقص، وشعبنا مبتلى بكثير من النكبات والمصائب، ويتعرض لما يذهب معه حلم الحليم..
وفي هذا الصدد نحن نقترح على اهلنا في عيلبون ان يدعوا السيدة الوزيرة الى زيارة للقرية الجريحة والتي ارتكب بحق ابنائها مجزرة بكل مفاهيمها.. وما هو موقفها من مجزرة الطنطورة، ودير ياسين، وشهداء يوم الارض، وهبّة اكتوبر 2000 وغيرها من عديد المذابح بحق شعبنا الفلسطيني الذي ما زال دمه ينزف على ارض وطنه، ويقدم الشهداء بكل فخر واعتزاز معتصرا بالالم والدموع لم يتنازل ولن يتنازل عن ثوابته وحقوقه الراسخة في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية الى جانب اسرائيل.
التساؤلات كثيرة ومسؤوليتها كبيرة وعلى الدولة تحمل كل ضيم وجور عانى منه شعبنا وما يزال في وطنه وفي شتاته. أوليس من وجه الحق اعادة مهجري البروة، وعمقا، وكويكات، وإقرث وكفر برعم، وكفر عنان والياجور و و... للحق وجه واحد ومقياس واحد ومعيار واحد وصعوبة الامر رؤيته بالمبتدأ ومن ثم السير في طريقه، في اتباع هذا المسار يتحقق الامن والاطمئنان والسلام العادل والشامل لكلا الشعبين وجميع شعوب المنطقة وينعمون بالتفيؤ في ظلاله.
نحن بدفاعنا عن قضايا شعبنا ندافع عن الانسانية كلها ممثلة بأفرادها البائسين من جهة، وفي قيمها الرفيعة ومثلها العليا ومنازلة المظالم بكل سلاح يتيسر لنا معبرين عن كراهيتنا للظلم بكل الوسائل.
فعلى موقفكِ وامساكك لطرف الخيط صباحك خير وهذا بلاغ لقوم يعقلون.

(كفر ياسيف)

د. جمال شريف *
الجمعة 11/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع