لـيـفـنـي فـي قـطـر..



إمارة قطر هي إحدى الدول العربية "المخضرمة.." في العلاقات الودية مع الإمبريالية ومن صاحبات الصولات والجولات في مشوار التطبيع مع إسرائيل.

ليفني في ضيافة النظام القطري لتحاضر عن "الدمقراطيّة"!

حيفا – مكتب الاتحاد - وصلت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني مساء أمس الاحد الى قطر للمشاركة في "منتدى الدوحة الثامن للديموقراطية والتنمية والتجارة الحرة"، وذلك في اول زيارة تقوم بها لهذا البلد الخليجي.
وكان مسؤول مكتب التمثيل التجاري الاسرائيلي في الدوحة روعي روزينفليد صرح لوكالة الصحافة الفرنسية ان ليفني آتية "للمشاركة في منتدى الدوحة و لالقاء محاضرة حول الديموقراطية" مؤكدا انها "ستلتقي طبعا ضيوف المنتدى".
وايفتتح الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر مساء الاحد جلسات المنتدى الذي يستمر حتى الثلاثاء وتنظمه وزارة الخارجية القطرية.
ودعي الى المنتدى شخصيات دولية عدة بينها رئيس البرلمان الاوروبي هنس غيرت باترينغ والامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن بن حمد العطية والامير الحسن بن طلال.
كما دعي وزير الدفاع الاميركي السابق وليام كوهين ورئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان والمرشحة الاشتراكية السابقة للرئاسة الفرنسية سيغولين رويال اضافة الى وزير الخارجية الاردني صلاح الدين البشير.
ومن الجانب الفلسطيني يشارك في المنتدى وزير الاقتصاد والتجارة كمال حسونة والناشط الحقوقي مصطفى البرغوثي في حين لم يتأكد حضور احد من حركة حماس او من الفصائل الفلسطينية الاخرى.
وقالت مصادر الوفد الفلسطيني المشارك في المنتدى ان ايا من اعضاء الوفد لن يلتقي ليفني.
وقال البرغوثي "ارفض اي لقاء مع ليفني ولا علاقة لوجودنا هنا بحضورها المنتدى" مؤكدا "اننا لن نهمل اي محفل لشرح قضينا".
من جهته اوضح حسونة انه حضر الى الدوحة "للمشاركة في المنتدى ولدعوة مستثمرين قطريين الى حضور مؤتمر للاستثمار في بيت لحم".
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ارييه ميكيل صرح في وقت سابق ان الوزيرة الاسرائيلية "ستغتنم الفرصة للقاء القادة القطريين" موضحا انها ستعود الى اسرائيل غدا الثلاثاء.
والغت ليفني العام 2006 مشاركتها في الدورة السابقة للمنتدى بسبب اعلان مسؤولين من حركة حماس مشاركتهم فيها.

 

ورغم عدم وجود اتفاقية رسمية بين حليفتيّ واشنطن هاتين، فالعلاقات القطرية الإسرائيلية ممتازة وثمة مكتب مصالح إسرائيلي يعمل في الدوحة منذ عشر سنوات واللقاءات الدبلوماسية والتجارية تجري في العلن وعلى رؤوس الأشهاد.

 

ويرعى النظام القطري منذ ثمانية أعوام ما يسمى بـ"مؤتمر الدوحة للدمقراطية والتنمية والتجارة الحرّة". وحتى لو اخترنا غضّ الطرف عن مفارقة التنظير عن الدمقراطية في إمارة تسّلم فيها الحاكم الحالي مقاليد الحكم بانقلاب عسكري على والده (عام 1995)، فمن الصعب التغاضي عن حقيقة أن جوهر هذا المنتدى وأجندته السياسية والاقتصادية ينسجمان مع مشروع الهيمنة الإمبريالية الأمريكية في المنطقة وفي الخليج بنوع خاص، من خلال "ضمان استقرار" النظام السياسي والاقتصادي الذي يخدم هذه الهيمنة وينمّي وسائل للتكيّف معها والتخفيف من حدّة تناقضاتها ومن وقع إسقاطاتها على المجتمعات العربية. وكذلك من خلال اللهو بـ"حوار الأديان والثقافات" وما إلى ذلك من اختراعات هدفها الأساسي تغييب الجوهر الحقيقي للصراع في المنطقة والعالم: الجوهر الطبقي.
وهذه السنة، تحلّ على المنتدى ضيفة "مميزة" هي وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، التي أدت مشاركتها إلى انسحاب قادة ووزراء عرب وإيرانيين من المنتدى. وهي ستستغل مشاركتها لتثبيت المحور الإقليمي المتحالف مع واشنطن وتل أبيب ضد طهران ودمشق، وضد قضية الشعب الفلسطيني أيضًا، ولتجميل سياسة الاحتلال والاستيطان بالألوان الأنابوليسية "الزاهية"، وفتح قنوات جديدة مع قوى وأنظمة عربية أخرى تدور في الفلك الأمريكي، وكذلك التذمّر من تغطية فضائية "الجزيرة" القطرية لجرائمها في الأراضي المحتلة.

 

إن ما تريده حكومة إسرائيل هو استثمار "الأجواء السلامية" التي أخرجتها مسرحية أنابوليس لابتزاز المزيد من النفوذ السياسي والاقتصادي في المنطقة. ومشاركة ليفني في مؤتمر الدوحة هي فرصة ذهبية لن تفوّتها إسرائيل. بالمقابل، يجب أن يشتدّ الموقف الرافض لتمرير مخططات الهيمنة مهما كانت الأقنعة التي يرتديها المتآمرون.

 

كارتر في دمشق

 

مصرًّا على لقاء خالد مشعل:

كارتر: اشراك حماس في محادثات السلام أمر مهمّ للغاية

*ويضيف: انا التقي بزعماء حماس منذ سنوات.. حماس اعربت عن استعدادها لاعلان وقف لاطلاق النار في غزة والضفة الغربية والسماح لعباس بالتفاوض نيابة عن الفلطسينيين*

حيفا – مكتب الاتحاد - دافع الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر امس الاحد عن نيته لقاء مسؤولين في حركة حماس على الرغم من الانتقادات الشديدة التي يواجهها من وزارة الخارجية الاميركية واسرائيل.
وقال كارتر الذي تحدثت انباء عن عزمه لقاء رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في سوريا انه يعتبر اشراك حماس في محادثات السلام امرا "مهما للغاية" مؤكدا انه لا يتصرف بصفته مفاوضا اميركيا رسميا.
وقال كارتر في مقابلة مع شبكة التلفزة "ايه بي سي" الاخبارية انه "من المهم جدا ان يلتقي شخص ما على الاقل بقادة حماس للتعبير عن وجهات نظرهم ولتاكيد مقدار المرونة التي يتحلون بها وللسعي لاقناعهم بوقف كل الهجمات ضد مدنيين ابرياء في اسرائيل والتعاون مع (حركة) فتح كمجموعة توحد الفلسطينيين".
واضاف "ما من احد يشك في انه اذا اردنا لاسرائيل ان تجد السلام والعدل في علاقتها مع جيرانها الفلسطينيين فانه يجب اشراك حماس في العملية".
واكد "اعتقد انه يجب ان يلتقي شخص ما بحماس لنرى ما يمكننا ان نفعله لتشجيعهم على ان يكونوا متعاونين ومعرفة توجهاتهم".
ووصل كارتر الى اسرائيل أمس الاحد في اطار "مهمة دراسية" تستمر حتى 21 نيسان حسب مركز كارتر ومقره اطلنطا.
وستشمل زيارته كلا من اسرائيل والضفة الغربية المحتلة ومصر وسوريا والسعودية والاردن.
واثارت الانباء عن نية كارتر اجراء محادثات مع مشعل في دمشق غضبا في الولايات المتحدة. ورفض المتحدث باسم كارتر هذا الاسبوع تاكيد او نفي تلك الانباء.
وقال المسؤول في وزارة "الأمن" الاسرائيلية عاموس جلعاد لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان "لقاء من هذا النوع سيكون مشينا خصوصا ان جيمي كارتر يجسد السلام" في اشارة الى دوره كمهندس للاتفاق بين مصر واسرائيل عام 1979 وحصوله على جائزة نوبل للسلام في 2002.
الا ان كارتر (83 عاما) اشار في مقابلته مع "ايه بي سي" الى انه لا يقوم بهذه الزيارة بصفة رسمية.
واوضح "انا لا اتوجه (في هذه الزيارة) كوسيط او مفاوض (...) بل انني احرص على تقديم الدعم الشامل لجهود السلام التي ايدها وصادق عليها الرئيس (جورج) بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس اضافة الى الاسرائيليين والفلسطينيين".
واضاف "انا التقي بزعماء حماس منذ سنوات" مشيرا الى ان اخر محادثات اجراها مع الحركة كانت عقب فوزها في الانتخابات التشريعية في كانون الثاني 2006.
وقال في ذلك الوقت ان حماس اعربت عن استعدادها لاعلان وقف لاطلاق النار في غزة والضفة الغربية والسماح لعباس بالتفاوض نيابة عن الفلطسينيين.
وتابع "وانا اعتزم الان معرفة ما اذا كانت هذه هي الافكار السائدة لدى هذه الحركة الان".
ويبدو ان رئيس الحكومة ايهود اولمرت يرفض لقاء كارتر حيث لم يتم ترتيب لقاء بينهما اثناء زيارة كارتر التي تستمر اربعة ايام الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية.
وصرح مسؤول اسرائيلي "كارتر سيزور اماكن لا نريد ان نربط انفسنا بها. كما لم يتقدم باي طلب رسمي للقاء اولمرت".
ونصحت الخارجية الاميركية كارتر بالامتناع عن عقد اي اجتماع مع مشعل اذا قام بزيارة الى سوريا.
وقال المتحدث باسم الوزارة شون ماكورماك للصحافيين ان وزارة الخارجية نصحت كارتر في نهاية آذار بالامتناع عن عقد اي لقاء مع حماس خلال جولة في الشرق الاوسط لانها "مجموعة ارهابية" تعارض محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.

قامت حكومة أولمرت وإدارة بوش ولم تقعدا احتجاجًا على نية الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر  للقاء قادة من حركة "حماس" أبرزهم خالد مشعل.

 

ما يقوله كارتر – حول ضرورة إدراج حماس في العملية السياسية – هو عينه ما يعترف به كثيرون في إسرائيل، وكذلك في واشنطن.

 

ولكن السياسة الرسمية للبلدين ما زالت ترفض الاعتراف بفشل منطق "محاور الاعتدال والتطرّف"، وبأنّ المخرج من دائرة الدم يتطلب – فيما يتطلب – الحوار مع كل ممثلي الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حركة "حماس".

 

هذه ليست المرة الأولى التي يُغضب فيها كارتر إسرائيل ومريديها. فكتابه "فلسطين: السلام لا الفصل العنصري" كان أثار حفيظتهم العام الماضي. وظاهرة كارتر جزء من موجة أمريكية جديدة، أكثر واقعية وعقلانية، تعيد النظر في الدعم الأعمى لإسرائيل وإسقاطاته على الولايات المتحدة. والمرشح الدمقراطي أوباما – الذي رفض إدانة كارتر – يمثل هذا التوجّه نوعًا ما.

 


(الاتحاد)

 

 

 

الأثنين 14/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع