قضاة الشرع يؤكد بطلان صفقة مقبرة طاسو



* "لا نستطيع إخفاء تحفظنا واشمئزازنا من مراد كل من يطرح فكرة تصفية مقابر المسلمين وجعلها سلعة للبيع والشراء" *

حيفا – مكتب "الاتحاد" - على خلفية الهجمة السلطوية الشرسة التي تشهدها مدينة يافا في الآونة الاخيرة لتصفية المقدسات والمعالم الحضارية العربية، لا سيما مقبرة طاسو، اصدر قضاة الشرع الحنيف بيانا يوم السبت الاخير وعممته مؤسسة "الأقصى" أمس الاثنين، أكدوا فيه أن "حرمة المقابر الإسلامية ابدية ولا يصح استخدامها الا للدفن، وان الواجب يحتم الحفاظ عليها لتبقى معلماً مقدساً وأثرا حضاريا".
وجاء في البيان :"تأتي قضية مقبرة طاسو الاسلامية في مدينة يافا ضمن سلسلة من المؤامرات والصفقات التي تمت وعقدت في جنح الظلام بهدف تصفية المقدسات الاسلامية وطمس معالمها وانتهاك حرماتها في زمان لا يحترم القيم الانسانية ولا يقيم لها وزنا، لقد شهدت مدينة يافا وضواحيها مسلسلا بشعا مبرمجا ضمن مشروع محموم لتصفية الاوقاف والمقدسات الاسلامية.... فمقبرة طاسو هي مقبرة اسلامية حية وهي الوحيدة التي نقصت لابناء يافا المسلمين لدفن موتاهم فيها وهم ما يزالون يدفنون موتاهم فيها وقد باتوا في قلق وخوف شديدين من امكانية انتهاك حرمات موتاهم ونبش قبور آبائهم واجدادهم واولادهم في ضوء صفقة بيع 40 دونما من مساحة المقبرة البالغة حوالي 81 دونم، ونقل ملكيتها لأيد خاصة".
وأضاف البيان :" نحن قضاة الشرع الحنيف امام هذه القضية بالغة الخطورة نعود ونؤكد الثوابت التي كنا قد أكدناها مرارا وتكرارا من خلال المرسوم القضائي الأول والقرارات والمراسلات المختلفة التي تتعلق بمقابر المسلمين ومساجدهم وأوقافهم في البلاد الصادرة عن ديوان رئيس محكمة الاستئناف الشرعية العليا والمؤيدة من قبل قضاة الشرع الحنيف ومفادها ان حرمة المقابر الإسلامية أبدية لا يملك احد إزالة قدسيتها ولا يصح استخدامها إلا للدفن لانها جزء من وعي الأمة وعقيدتها وبالتالي يجب صيانتها والحفاظ عليها لتبقى معلما مقدسا وأثرا حضاريا.
"ان قضاة الشرع الحنيف لا يستطيعون ان يخفوا تحفظهم واشمئزازهم من مراد كل من يطرح فكرة تصفية مقابر المسلمين وجعلها سلعة للبيع والشراء ، ويبينون للقاصي والداني ان أي فتوى صدرت او تصدر خلاف ذالك باطلة من أساسها ومخالفة لمصلحة المسلمين التي تعتبر أساسا من أسس التشريع ،لهذا فإن مقبرة طاسو هي مقبرة دائمة القدسية والحرمة حيث لا يجوز البناء على المقابر ولا نبشها متى كانت الأرض موقوفة على دفن الموتى وإن اندثرت ولم يبق فيها اثر الموتى كما قال علماء المسلمين في فتاواهم المتكررة رغم الفتوى التي كانت قد صدرت عام 1976 باطلة من أساسها ، وإننا نعلنها بصوت واحد ،كما أعلنتها محكمة الاستئناف الشرعية آنذاك ان تلك الفتوى باطلة من أساسها ولا يجوز اعتمادها لا من قريب ولا من بعيد".

في الصورة: النائب بركة والشيخ صلاح في المقبرة المهدّدة، السبت

الثلاثاء 15/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع