مدير المهرجان، ألفنان سعيد سلامة:
مدينة شفاعمرو تستقبل الآلاف في مهرجان التمثيل الصامت الدولي!



** نسوّق فنا لم يتعوّد عليه الجمهور، هذه حالة جديدة على مستوى المسرح الإسرائيلي والفلسطيني معا**شفاعمرو تعيش حالة مختلفة، فهذا عيد لكل البلد**من يعمل يستطع ان يملأ القاعات**نتلقى دعما من وزارة الثقافة والرياضة، ومجلس بايس للثقافة، والبنك العربي، وشركات تجارية قطرية متنوعة**دعم مطلق من الصحافة العربية**الفنانون العرب مدعوون بشكل رسمي من إدارة المهرجان للمشاركة في هذا العرس**
* تقرير: ميسون أسدي*

بدأ العد التنازلي، لإطلاق شرارة المهرجان الدولي الرابع للتمثيل الصامت في شفاعمرو، حيث سيفتتح أبوابه في 23 نيسان الحالي وسيغلقها في 26 منه.. حول الاستعدادات الأخيرة والتوقعات وبرنامج المهرجان، التقينا مع مدير المهرجان وصاحب فكرته الفنان سعيد سلامة..

 

**ألمكان والمشاركون

يقول سلامة: سيفتتح المهرجان في مسيرة تطوف المدينة، بمشاركة مجموعات من طلبة المدارس وفرق الرقص الشعبي والفنانين الاستعراضيين، يلي ذلك حفل الافتتاح الرسمي في قاعة بلدية شفاعمرو، والذي سيتضمن عرضا فنيا مشتركا يقدمه العديد من الفنانين المشاركين في المهرجان.. وستقام عروض المهرجان في قاعة البلدية وقاعة الغربال وقاعة اشكول بايس، وسيشارك في المهرجان (6) فرق من خارج البلاد، وهي: أرمينيا، فرنسا (فرقتان)، ايطاليا، بلغاريا والمانيا.. ومن داخل البلاد (14) فرقة، (4) منهم عربية: كفر قاسم- الصم والبكم، فتافيت السكر، فرقة الايماء- شفاعمرو، ومسرح المرايا- المغار، والفرق العبرية هي: فرقة عميرام اتياس- من تل ابيب، داني أرغون- رمات غان، أنا فلاسوف- طبريا، جوليان شوغران ورولاندا شوغران- تل ابيب، فليكرو- تل ابيب، مهرجي الشوارع- تل ابيب، فرقة تهريج- بيت جن، رونين هرشكوفيتش- تل ابيب، يوارم بوكير- حولون، تسفي كنار- تل ابيب، يسرائيل غوريون- تل ابيب، عزرا دجان- رمات جان، المهرج جوني خبيص- الناصرة.

 

**ألقائمون والداعمون والمتطوعون

وعن القائمين على المهرجان يقول سلامة: القائمون على المهرجان هم: وليد ياسين- إدارة فنية، توفيق حصري- شؤون إدارية، عزات شلون ورياض حصري- شؤون مالية، زياد شليوط وحسين الشاعر ووكالة "تفانين" شؤون إعلامية، ياعيل نتسان- علاقات قطرية عامة للوسط العبري.. أما الداعمون فهم: بلدية شفاعمرو- ساعدت ماديا ومعنويا، وزارة الثقافة والرياضة، مجلس بايس للثقافة، البنك العربي، وتغطيات من شركات تجارية قطرية متنوعة.. بقي أن اذكر: المتطوعون وهم جنود مجهولون وأوفياء لهذا المهرجان الكبير وأولهم نعمة خازن رئيس طاقم المتطوعين، وفي هذه السنة هناك متطوعون لتصوير المهرجان وتوثيقه: رفيق نخلة رياض عليان، وسهيل نصر الله، وطاقم المتطوعين من كل البلد ومدير التقنيات عامر عليان.. وأريد أن اؤكد على اننا نأخذ دعما مطلقا من الصحافة العربية، فبدونهم لن ننجح في المشروع.

 

**الصعوبات والتحديات

تنهّد سعيد، قبل أن يبدا بالحديث عن التحضيرات المضنية، ثم قال: منذ سبعة أشهر ونحن نقوم بالتحضيرات المكثفة، اتصالات مع الفرق وترتيب البرنامج الفني، وأنا أخذت على عاتقي مسؤولية اختيار الفرق المشاركة بشكل دقيق، ومحاولة إدخال أساليب جديدة للمهرجان حتى يكون له نفس جديد وآخر ويشعر الجمهور بأن روح المهرجان متجددة دائما.. هذا عدا عن تجنيد الموارد المادية، والاتصالات مع المؤسسات، واختيار الجرافيكا والعمل اليومي.. هناك الكثير من الفرق الأجنبية والمحلية التي أرادت المشاركة - لا تقل عن 15 فرقة من اليونان وبولندا وفرنسا وألمانيا- وقد تم رفضها لأن أعمالها لا تناسب المهرجان ولا تضيف أي جديد.. هناك بعض الفرق تتردد بالوصول إلى البلاد لوجود مواقف سياسية، نجري اتصالات مع فرقة ما لعدة أشهر، وفي نهاية الأمر يطرأ ظرف معين على أعضاء الفرقة فتلغي مشاركتها ونحن لا نعلن عنها.. نتلقى الوعود من عدة مؤسسات وشركات إعلامية وتجارية لدعم المهرجان ونحن نبني عليهم الآمال وفي النهاية لا تتحقق ولا يفون بوعودهم.. وأنا أعلن على الملأ أن هناك مؤسسات رسمية وعدت بالدعم وإذا لم توف بوعودها فان إدارة المهرجان ستعلن حربا ضدها لأن مواقفها غير مهنية ومواقفها سياسية وبالأساس عنصرية.. وسأعلن عن هذه المؤسسات في حينه.
يضيف سلامة وعلامات الإرهاق بادية جليا على محياه: قضية التنظيم والتقنيات فيها صعوبة كبيرة، التنظيم صعب وترتيب البرنامج وتوزيع العروض فيه صعوبة، عروض لكل العائلة، ممنوع ان تخطئ، قضية الصعوبات في التسويق، أهم شيء في المهرجان بعد تعب (7) أشهر وإحضار الفرق وترتيب كل شيء كما يجب، حسب الأسس المتعارف عليها دوليا لمهرجان دولي.. لا اخفي على احد أنه يوجد عندنا مشاكل جمهور وأثبتنا خلال (4) سنوات مضت، أن من يعمل، يستطيع أن يملأ القاعات، كانت كل قاعاتنا مليئة حتى المقعد الأخير، مدينة مثل شفاعمرو تقدم (5) عروض في نفس اليوم، لهو شيء كبير.. نحاول جاهدين إدخال هذا الفن إلى الحالة المسرحية في البلاد وهناك حالة جديدة على مستوى المسرح الإسرائيلي والفلسطيني بشكل عام، فهناك اهتمام كبير من الوسط اليهودي ايضا، فمثل هذا المهرجان غير موجود إلا عندنا في شفاعمرو،مديرو أقسام الفنون في الجامعات أخذوا يهتموا بالمهرجان وأعماله، بكل تواضع، أقول اننا أدخلنا شيئا جديدا على تاريخ المسرح في البلاد.

 

**البصمة الايمائية في شفاعمرو

بارتياح يقول سلامة: أي عمل ثقافي راق يترك أثره في نفوس أهل البلد، هناك أشخاص ومسؤولون في شفاعمرو يعتزون بالمهرجان، الناس يتحدثون عن المهرجان، فهذه ليست مجرد أمسية فنية، بل عدة أيام، من خلالها يتم استقبال الآلاف  في المدينة، رغم أنه مهرجان فقير، إذا قورن بباقي المهرجانات في الدولة، شفاعمرو تعيش حالة مختلفة، لكل طائفة يوجد عيد وهذا عيد لكل الطوائف، وليس لشفاعمرو فحسب بل لكل جمهور الفن في البلاد.

 

**جمهورنا العزيز والحبيب

ويعقب سلامة:  تباع في المهرجان (4000) تذكرة، هناك (7) عروض يوميا، وفي كل عرض يصل 300 مشاهد.. (13) ألف طالب مع الأهل ولجان الأهالي من جميع مدارس شفاعمرو الحكومية والأهلية يحضرون خلال النهار.. كل رجالات المجتمع وخارجها يشاركون في هذا المهرجان ممثلون عن الأحزاب السياسية ورؤساء مجالس محلية.. مؤسسات الصم من كل البلاد ومجموعات من مدارس خاصة، ومتقاعدون من الوسط العبري يأتون كمجموعات، جمعيات نسائية، وغيرها وغيرها.

 

**ضيوفنا الاجانب

يقول سلامة بفخر: بالنسبة للضيوف الأجانب، فنحن نعتز بهم وبمشاركتهم، وفي مدينتنا الحبيبة يتم استقبالهم بشكل رائع من قبل الأهالي، فالمهرجان بالنسبة لهم فرصة لكي يتعرفوا على المجتمع الفلسطيني داخل البلاد، فنحن نعرف جيدا ما يقال عنا خارج البلاد، فمن الصعب إقناع الفرق الأجنبية بالحضور إلى بلدة عربية، لأنهم يعتقدون بأن هناك حربا دائمة، وعندما "يخاطرون" ويحضرون، تتغير كل فكرتهم عنا، هذه الفرق اعتادت على تقديم العروض في جميع أنحاء العالم وليس في شفاعمرو ولكن، كل الممثلين يتكلمون عن تلهف الناس لمشاهدة أي عرض ويحملون معه التجربة إلى الخارج. واكبر دليل انهم يبقون على اتصال ويتمنون أن يرجعوا مرة أخرى.

 

**رسالة خاصة للفنانين العرب!

يقول سلامة وبجدية تامة: كل السنة نشاهد أعمالا فنية محلية، ونعرف حق المعرفة كل الممثلين، ولكن كل هذه الأعمال المسرحية تبقى ضمن الحالة المعروفة، فهذه فرصة، لأهل الفن، لمشاهدة شيء آخر في مجال المسرح، لعلنا نتعلم من تجارب الآخرين، فأنا أفرح عندما، يلتقي فناننا المحلي مع فنان عالمي يعمل على المسارح الأوروبية على مدار السنة ويشترك في فعاليات دولية، فالاستماع إليه يغني الفرد، لذلك أدعو جميع الفنانين للقدوم لرؤية الأعمال وهي دعوة رسمية من إدارة المهرجان، والدعوة مفتوحة لكل الفنانين، فعالم المسرح حدوده لا تنتهي عند بحر حيفا!

 

**تكلفة المهرجان

يقول سلامة بقلق:  كل يوم، يزداد القلق في كيفية توفير ميزانية المهرجان، فنحن لا نعمل ضمن إطار يوفر لنا التكاليف المادية، فجمعية "زيدان سلامة" فقيرة ونقيم مهرجاننا الدولي بمبالغ بسيطة.. فمثلا، وصلت تكاليف المهرجان الثالث نحو (300) ألف شاقل وكذلك هذه السنة مع زيادة بسيطة، لكننا لم نوفر كل المبالغ حتى الآن، لذلك أنا قلق.. هل سمعت عن مدير مهرجان دولي بهذا الحجم، لا يتقاضى أجرا؟! أنا هو ذلك.. ولا أريد أن أذكر رواتب مديري المهرجانات والمسارح التي تدير مثل هذا المهرجان وأصغر منه!!

 

**من خلف الكواليس

باطمئنان يقول سلامة: كل المجموعة المتطوعة من الشباب من كان عمره عشرين سنة اليوم هو ابن 24 سنة، كل الطواقم وكل واحد يعرف ما هو عمله من تجهيز القاعات، الإضاءة والصوت وخلق جيل استمرارية وهذا الجيل غير موجود مثله في أي بلد عربي، نحن مجموعة من (50) شخصا نخلق مهرجانا، وهذه المجموعة ستكمل مشوار المهرجان حتى إذا لم أكن موجودا على الساحة الفنية أو حتى إذا تعبت أو حصل لي مكروه- لا سمح الله، الأصدقاء وهم بالعشرات من خارج البلاد بالإضافة إلى مديري مهرجانات من خارج البلاد يهتمون بالمهرجان، يتصلون ويشجعون وعندهم مسؤولية لإنجاح المهرجان.

 

**تبادل فني

بسبب العمل في المهرجان، شاركت في السويد في مهرجان المسرح، في مرسيليا، ومهرجان الإيماء في بولندا في شهر (8) هذا العام، وفي شهر (10) في مهرجان المسرح الجسدي في السويد، وفي شهر (3)  2009 سأشارك في مهرجان الإيماء في مكدونيا، وفي شهر (7) 2009 لي مشاركة في مهرجان بيرغو في فرنسا.. مشاركة فردية ومشاركة مع مجموعات وهذا يثبت أن هناك حالة تبادل فنية قد بدأت الآن.. نتيجة المهرجانات والعلاقات واهتمامهم بما يحدث هنا.

الأربعاء 16/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع