معروفيون لبنانيون في فلسطين



(القسم الاول)

هذه محاولة متواضعة لحسر اللثام عن شخصيات معروفية توحيدية لبنانية وسورية، اسهمت مساهمة فعالة حتى عام 1948، عام النكبة، في مجريات الامور في الوطن السليب، فلسطين. وذلك لنصرة هذه القضية الانسانية العادلة، لتتبوأ بعض المناصب القيادية اجتماعية، قضائيا، طبيا، عسكريا، تربويا، ادبيا، نضالا، اعلاميا تمثيليا على مختلف الصعد.
ونحن لا ندعي الالمام بكافة الأعلام الذين ساهموا في هذا المجهود المضني، منهم من استشهد، دافع، قاوم وبقي الجندي المجهول، يعيش في الظل، لأنه قام بواجبه لوجه الله، ومنهم من تحدثت عنهم وسائل الاعلام آنذاك، او دوّن تاريخهم في المراجع اللبنانية السورية.

 

لقد عمدنا ومع سبق الاصرار، عدم التطرق الى المجاهدين الثلاثة الكبار: شكيب ارسلان وصهره كمال جنبلاط وعطوفة الباشا سلطان الاطرش، ليس للتقليل من مكانتهم معاذ الله، بل لأن الاضواء سُلطت عليهم الثلاثة معا، او كل واحد على حدة، وسجلاتهم حافلة بالمواقف الانسانية، الاخلاقية، الجهادية والقيادية. وعملوا على نصرة القضية الفلسطينية، داعين الى الجهاد، موصين وهم على فراش الموت: "اوصيكم بفلسطين"، المنية ولا الدنية، الصدر او القبر، الدين لله والوطن للجميع، ولذا نرجو المعذرة، سلفا من القراء الكرام.

 

تسهيلا على القارئ، الدارس، الباحث او المهتم بهذا الامر، دعونا نسجل ما تيسر لنا عنهم طبقا للحروف الابجدية بغض النظر عن الدور، الميلاد او الوفاة اسم العائلة اولا ومن بعده الاسم الشخصي. وقد عمدنا الى الايجاز، تاركين المجال للمهتمين بالعودة الى المصادر المتوافرة في بطون الكتب.

 

* ابو خزام محمود 1896 - 1973 (1)


من مواليد بلدة كفرحيم، ترقى في الدرك اللبناني ووصل لرتبة مقدم، تقلد عدة مناصب عسكرية وادارية، وكان ناجحا في كافة المهام المسندة اليه ونال اوسمة التقدير من الدولة، من جراء جهوده لتهدئة الاوضاع في ثورة 1958 اللبنانية.
احيل الى التقاعد فعين خبيرا لادارة شؤون اللاجئين الفلسطينيين بين عامي 1959 – 1966، وقد اولى هذا الموضوع جل اهتمامه وعنايته في هذه الفترة العصيبة التي مرت بها الثورة الفلسطينية وما لاقاه اللاجئون الفلسطينيون من قهر، وفقر وتشريد وتقييد حريات في المخيمات والدول المضيفة لها.
وكان عضوا في رابطة قدماء القوى المسلحة.
قريبه ابو خزام ابراهيم 1897 – 1923 – مجاهد شقي من مجموعة حسن ثابت وآخرين عملوا في هذه الديار تشبها بالشعراء الصعاليك الذين يغزون الاثرياء ويعطون الفقراء.

 

* ابو ربيعة عادل 1942 – 1984 (2)


من بلدة الفريديس قضاء حاصبيا، درس في ثانوية صيدا، التحق بالجندية وترقى في درجات العسكرية حتى اصبح عقيدا. عين آمرا لسرية المشاة التاسعة 1972.
من مواقفه المشهورة، انه استطاع وهو آمر السرية الثانية في مركز الغندورية ان يدافع عن المركز ضد الاجتياح الاسرائيلي للبنان 1973، وقد نال على اثر ذلك وسام الحرب. وفي اثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان 1982، كان قائدا لموقع راشيا، رفض تسليم الثكنة للقوات الاسرائيلية المعتدية، واستطاع بثباته وجرأته ان يخلص الثكنة من الاحتلال البغيض. يوم 14 كانون الاول 1984 بينما كان متوجها الى مركز عمله صباحا، اعترضته سيارة بداخلها اربعة مسلحين، امطروا سيارته العسكرية بوابل من الرصاص فاستشهد مع احد مرافقيه.

 

* بومصلح هاني 1893 – 1971 (3)

مربّ، كاتب، صحفي وشيخ من مواليد بلدة عين كسور اللبنانية وجه انظاره لتوعية المواطنين من الخطر اللاحق بسوريا، لبنان، فلسطين وسائر الاقطار العربية، من جراء تقاسمها بين الانتدابين البغيضين: الانجليزي والفرنسي، سكن القدس لحين وعمل في جريدة الصباح، درّس في كلية – روضة المعارف – مع رفيق دربه المربي يوسف ياسين، عام 1922، تولى ادارة مدرسة في شفاعمرو وسرعان ما قبضت عليه السلطة وعزلته من عمله.
كان سفير الثورة السورية الكبرى 1925 في هذه الديار، انتقل الى حيفا ليعمل في جريدة اليرموك التقى مع المجاهد الشيخ عز الدين القسام، لينظما معا العمل السري شمالي فلسطين. تولى رئاسة مؤتمر الاندية الاسلامية، وكان له صدامات مع الحركة الصهيونية، مما اضطره الامر للعودة الى مسقط رأسه، الا ان المؤامرات عليه بقيت مستمرة، فقبضت عليه السلطات الفرنسية وزجته في السجن في مطلع الحرب العالمية الثانية، هو ورفاق دربه المناضلين: الامير عادل ارسلان عارف النكدي وعلي ناصر الدين، دعي الى ادارة صحيفة البيان العربية في امريكا، ثم عاد الى الوطن ليواصل التدريس حتى وافته المنية.

 

* ارسلان عادل 1887 – 1954 (4)

امير السيف والقلم والمجد والجهاد في سوريا الكبرى، الهلال الخصيب، بلاد العرب اوطاني من المحيط الى الخليج، تهرب من المناصب والكراسي وكانت هذه كلما ازداد منها بعدا ازدادت منه قربا، جاهد ونُفي وعُزل وصمم ومضى لتحقيق الوحدة العربية المنشودة، تنقل بين مصر والقدس للاطلاع على مجرى الرياح في الوطن العربي، التحق بالثورة السورية الكبرى ونزح مع سلطان. حكم عليه الفرنسيون بالاعدام ثلاث مرات، تقلد عدة مناصب وزارية واعتذر عن تشكيل حكومة سورية. كان مندوبا لسوريا في مؤتمر فلسطين المنعقد في لندن، استقال من رئاسة الوفد السوري للامم المتحدة احتجاجا على سياسة الحكومات العربية في معالجة القضية الفلسطينية، اعتذر عن رئاسة الديوان الملكي الليبي. في طريقه من بغداد الى لندن منعته الشرطة الانجليزية من دخول فلسطين، لأن عبوره يخيف المستعمر الغاشم. كتب الامير يرثي عدالة العرب فقال: كان العرب اعدل الناس بالناس من غير العرب، وهم الآن هدف لسهام الظلم من كل جانب، لأن عدلهم في الناس لا يعادل ظلمهم لأنفسهم. حين رحل اخوه نسيب عام 1927 قال:
اذا الوطن المحبوب فاز بحقه وجدنا
الرزايا في هواه تعازيا

 

* الامير، ارسلان مجيد 1908 – 1983 (5)


تولى منصب وزارة الدفاع اللبنانية لعدة فترات على التوالي، وجاهد جهادا فعليا للدفاع عن عروبة هذه الديار، وقد تجلى ذلك في معركة "المالكية" التي كانت بها الحرب سجالا، كرّا وفرّا بين القوات الاسرائيلية وفوج جبل العرب. مرّ في شارع سعسع حرفيش مع مدرعته التي تعطلت، فاستقبله الاهالي بالاهازيج والهتافات، الشيخ ابو صالح يوسف عزام قدم له القهوة العربية، قائلا: يا حيف علينا الامير يمر في بلدنا ولا يشرب قهوتنا!!

 

* جنبلاط، سمية رؤوف مزهر (6)


من مواليد بلدة البرامية 1923، ترأست الصليب الاحمر اللبناني في الجنوب منذ عام 1963، لقبت فلورانس نايتنغيل (مؤسسة منظمة الصليب الاحمر العالمية)، قدمت خدمات طبية انسانية لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في اجتياحي اسرائيل للبنان 1978، 1982. بنت سبعة وعشرين مستوصفا في الجنوب، مركز رعاية المعوقين 1975، مركزا صحيا في حاصبيا. للمهجرين المنكوبين قدمت المأوى، المأكل، الطبابة والاسعاف للجميع حتى بعد انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان 2000، كما انشأت مدرسة تمريض في الجنوب اللبناني، وبنك الدم في المستشفى الحكومي في صيدا. نالت عدة اوسمة استحقاق على خدماتها التطوعية الجليلة، حظيت بتقدير الجميع من مختلف الطوائف، احيلت للتقاعد عام 1992.

 

* وهاب شكيب 1890 – 1980 (7)


من بلدة غريفة، انتقلت العائلة الى جبل العرب عام 1914 لينضم الى سلطان باشا الاطرش شريكا في معظم المواقف البطولية ومقارعة الانتدابين الفرنسي والانجليزي على هذه الديار رافق سلطان وحمد البربور وآخرين الى مدينة العقبة لاستقبال الملك فيصل الاول، وشارك في رفع العلم العربي السوري فوق سرايا الحكومة في الشام، وبتوجيه من الامير عادل ارسلان ورشيد طليع، عاد الى لبنان مع لفيف من الثوار بقيادة العقيد فؤاد سليم لتنظيم عصابات تقلق راحة الفرنسيين والانجليز على الحدود الفلسطينية.
عام 1948 كان على رأس القوات التي تطوعت للجهاد في فلسطين، يعاونه المجاهدون: ابو الخير رضوان، وأكد عامر ونايف حمد عزام، ليشاركوا مشاركة فعلية في العديد من المعارك، وليلحقوا بالقوات الاسرائيلية الخسائر في الارواح والمعدات، تحت قيادة فوزي القاوقجي.

 

* مجموعة وهاب شكيب 1890 – 1980 (8)


- رئيس وقائد المجموعة شكيب وهاب – غريفة
- حسن حمادة سكن مدينة صفد وهو من بلدة غريفة كذلك
- قاسم ابو ضرغم – بعقلين
- امين عبد الباقي – عينبال وشقيقه احمد
- فارس سراي الدين – عثرين

 

* زين الدين سعيد 1888 – 1954 (9)


حقوقي، قاض، حمل شهادة الدكتوراة، متقلدا عدة مناصب ادارية، عين عام 1917 مدعيا عاما استئنافيا في القدس، عاملا بنزاهة واخلاص، عدالته الحقة لم تعجب المسؤولين فعزل، اشراف القدس هاجوا وماجوا واحتجوا على هذا الاجراء التعسفي، ثمانون منهم وجهوا برقيات الاحتجاج والغضب، ومن بين الذين وقّعوا على هذه البرقيات: مفتي الشافعية، رئيس البلدية، الاعضاء، المبعوثون السابقون، الرؤساء الروحيون وغيرهم.
كما عُين قاضيا في وطنه اللبناني وسرعان ما عزلوه لعدالته، فكتبت صحيفة زحلة تحت عنوان "لطمة في جبهة القضاء"، "يا ويل امّة يعزل قضاتها الشرفاء اذا عدلوا، يا ويل امّة يغضب اولو امرها على رجل كزين الدين، هل سمعتم ايها الناس قبل اليوم، ان قاضيا يعزل من وظيفته لأنه عدل".
حضر جنازة المرحوم رشيد طليع 1926، فكُفت يده عن القضاء ابان الانتداب الفرنسي لأن المرحوم كان رفيق درب لقائد الثورة السورية الكبرى. ولكن القاضي العادل لم يأسف ولم يندم على اقدامه وجرأته.

 

* زين الدين فريد 1907 – 1973 (10)


ولد في بلدة عين قنية الشرف
من مؤسسي الكتلة الوطنية العربية في دمشق عام 1929. ساهم كمجاهد محارب في فلسطين وسوريا وكانت له علاقات وطيدة مع الحاج امين الحسيني. كانت له مكانته المرموقة بين كافة طبقات السكان والطوائف في هذه الديار. شغل منصب مدير كلية النجاح في نابلس.

 

* حمادة حسين 1862 – 1946 (11)


شيخ عقل الطائفة الدرزية في لبنان، ولد في بلدة بعقلين، تولّى مشيخة عقل طائفة الموحدين في لبنان، بعد رحيل والده الذي اشغل هذا المنصب كذلك.
حين انشأ الشيخ عبد الله خير المنظمة الدرزية في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي، اثار الامر حفيظة خاليه الشيخين امين وسلمان طريف، فدب الخلاف بين جموع الطائفة بين مؤيد ومعارض. فما كان من الشيخ حسين الا القدوم لهذه الديار مع لفيف كبير من شيوخ لبنان في محاولة لرأب الصدع عام 1933. وضع الشيخ حمادة عدة مقترحات لتسوية ذات البين بين الفريقين منها: يدير الامور الدينية الشيخان امين طريف ويوسف خير، الشيخ سلمان خير يدير الامور القضائية، يمثُل الشيخان امين وسلمان طريف امام محكمة دينية بعد الشكاوى التي قدمت ضدهما. عزل الشيخ سلمان طريف عن القضاء المذهبي وتعيين الشيخ سلمان خير بدلا عنه، هذه الاقتراحات لم تقبل من قبل آل طريف، وحدث نزاع شديد بين الفريقين في زيارة النبي شعيب (ع) 25/4/1933 آل خير فضلوا اجراء عقود الزواج امام الشيخ حمادة وليس امام الشيخ سلمان طريف.

 

* د. حمزة نايف توفي عام 1977 (12)

من مواليد بلدة عبية، تخصص في الطب وقدم الى الديار الفلسطينية قبل ان تغتصب، ليدير المستشفى الحكومي في مدينة حيفا، والمعروف اليوم بمستشفى (رمبام)، وذلك بين عامي 1935 – 1948. في عام 1944 ومع مجموعة من مثقفي لبنان وبعض الافراد من موحدي هذه الديار، اسسوا جمعية اغاثة الفقير الدرزي، ليؤدوا خدمات انسانية كبيرة للفقراء والمعوزين، حارب الطائفية البغيضة بأبعادها المختلفة، حاول تجنيد دروز هذه الديار لدعم الجمعية التي كانت تعقد جلساتها في الناديين الارثوذكسي والكاثوليكي في مدينة حيفا بعد النكبة عمل مديرا لمستشفى نابلس.

التف حول الدكتور مجموعة من المثقفين، وكان له دور بارز في تهدئة الخواطر بين المسلمين والدروز بعد مقتل الشيخ حسن خنيفس، وذلك بالتعاون مع الوفد اللبناني السوري رفيع المستوى الذي زار البلاد عام 1939 وعقد راية الصلح بين الفريقين.

 

* الحوت، نويهض بيان (13)


هي كريمة الحقوقي العلامة، الاديب المناضل عجاج نويهض، والدتها الكاتبة الشاغرة جمال سليم نويهض، اقترنت بالمناضل الفلسطيني المعروف شفيق الحوت.
عملت الى جانب الوالد ومن ثم البعل لنصرة القضية الفلسطينية، وكرست لذلك الكثير من التنقيب والبحث والعمل الدؤوب، فأغنت المكتبة العربية عامة والفلسطينية خاصة، بثمرات ابحاثها ودراساتها الميدانية والمرجعية على حد سواء، وعلى سبيل المثال فقط:
ستوان عاما مع القافلة العربية، القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917 – 1948 والمطبوع عام 1981، فلسطين: القضية، الشعب الحضارة والتاريخ السياسي من عهد الكنعانيين حتى القرن العشرين 1917، طبع في بيروت عام 1991. ولها دراسات اخرى تعتبر من اصدق المراجع في دراسة القضية الفلسطينية منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا.

 

* طليع رشيد 1876 - 1926 (14)


ولد في بلدة جديدة الشوف، تقلد مناصب قيادية هامة، دعاه الامير عبد الله لتشكيل اول حكومة اردنية مستقلة عام 1921، وكان قبلها شغل منصب وزير الداخلية في حكومة فيصل في سوريا 1919. وضع الاستقلال نصب عينيه، الا ان المستعمر الانجليزي الغاشم اخذ يضع العراقيل امامه، فقطع حصة الاردن من عائدات جمارك فلسطين، وضيّق مجال حركته، وعندما شعر بان الامير لا يعطيه الغطاء الكافي في نزعته الاستقلالية، قدم استقالته، وقصد فلسطين يرقب الامور عن كثب. حين نشبت الثورة السورية الكبرى، يسر له صديقه الوفي عوني عبد الهادي الهرب من البلاد للالتحاق بالرفاق الثوار، وابلى بلاء حسنا واظهر حنكة وقيادة منقطعة النظير، قال عنه سلطان الاطرش، فجعنا بوفاة المجاهد الكبير والبطل المقدام والاداري الحكيم رشيد طليع. اما امير البيان وداعية العروبة والاسلام شكيب ارسلان فقال عنه:
ان غرامه باستقلال امّته انساه كل شيء واخرجه من نفسه وعوضه من قوة جسمه بقوة روحه العالية، وبقي يجاهد حتى تناهت همته الى حدها الاقصى وهو الموت. الملك عبدالله قال عنه، ما رأيت رجلا كملت اوصافه واتسع عقله.. ويصارع الاجنبي – كرشيد طليع.

 

* د. يحيى يوسف (15)


طبيب متخصص، قدم الى هذه الديار اسوة بالكثيرين من المستنيرين اللبنانيين للقيام بالواجب تجاه الوطن والاخوان ومن منطلق صدق اللسان وحفظ الاخوان لدى المعروفيين الموحدين، مارس مهنة الطب مع مجموعة من زملائه اللبنانيين في هذه الديار.
عمل مع نظيره د. نايف حمزة في تأسيس جمعية اغاثة الفقير الدرزي في بلادنا قبل النكبة والاغتصاب، وكانت رئاسة هذه الجمعية الخيرية بالتناوب، فترأسها الدكتور يوسف يحيى بين عامي 1944 – 1945، يذكر ان الشيخ امين طريف وافق على تأسيس هذه الجمعية بشكل استثنائي.

 

* ناصر الدين امين 1876 – 1953 (16)


من مواليد بلدة كفر متى، شاعر، كاتب، صحافي، حمل لقب الامير، ابوه علي صاحب مجلتي الصفاء والاصلاح، كتب فيهما امين، عيّن مديرا للمدرسة الداوودية عام 1916، آلمه ضياع القضية الفلسطينية بعد وعد بلفور المشؤوم فقال شعرا:
هذي فلسطين يا لبنان قد نكبت
  فاعطف على بائسيها عطف كرام
رجالها لم يضنوا بالدماء فهل
  تضنّ بالمال اسعافا لأيتام
ثم دعا للثورة على القيود والظلم والطغيان ليرفع راية الحق والحرية فقال:
عار على العُرب الخنوع لمن به
  حطم الحطيم وكاد ينضب زمزم
فتبايعوا تحت العجاج على الردى
  حتى يصان ذماركم او تعدموا
ورُدوا حياض الموت قبل ورودكم
  حوض الهوان يُساط فيه العلقم
له العديد من المؤلفات المخطوطة والمطبوعة في مجالات: النثر، المسرح والشعر منها، الجاهل، عواقب الكبرياء، الحكومة الظالمة، دقائق العربية، جزاء الخيانة.
ويبقى الامير الراحل قدوة يحتذى بها الآن الآن وفي كل آن.

 

* ناصر الدين علي (17)


1888 – 1948، مجاهد ثائر من مواليد قرية (بمريم) في المتن، تطوع لجيش الشرف الذي جاهد في فلسطين لتحريرها من النير العثماني، اعتقل ونُفي الى جزيرة ارواد، عمل في الصحافة والاعلام، انشأ جريدة المنبر في بيروت 1922، اعتقل ثانية عام 1924، ولجأ الى حيفا لينشر مقالاته في جريدة الكرمل، عاد الى طرابلس عام 1928 ليتولى تحرير جريدة اللواء، طورد فهرب ثانية الى فلسطين، ساهم في المؤتمر الاسلامي المنعقد في مدينة القدس 1931، تولى رئاسة تحرير مجلة (الجامعة الاسلامية) الصادرة في يافا، وشارك في نشاطات حزب الاستقلال الفلسطيني، نفي من البلاد فعاد الى لبنان. اعيد اعتقاله مجددا عام 1939 ونفي الى تدمر ثم اعتقل في (معتقل الميّة ومية) لمدة 4 سنوات.
عام 1947 ساهم مع فوزي القاوقجي في انشاء جيش الانقاذ، وتولى ادارة الاذاعة العربية الموالية للجيش، شارك فعليا في معارك: القدس، باب الواد، اللطرون، مشمار هعيمك والجليل. وضع كتاب (قضية العرب) وسلسلة من كتب التاريخ تحت عنوان: الثائرون العرب في التاريخ، كما قام بعدّة ترجمات بين العربية، التركية والانجليزية.

 

* نجار حمزة نجلاء (18)


من مواليد عام 1928 ابنة الدكتور الجراح نايف حمزة، مدير المستشفى الحكومي في حيفا (رمبام اليوم) بين عامي 1935 – 1948.
اقترنت بالسيد رفيق نجار. شغلت مركز رئيسة دائرة الجمعيات الخيرية في الانعاش بين عامي 1962 – 1979. نشيطة في كافة الفعاليات الانسانية، جلست على مقاعد الدراسة الجامعية مع ابنائها عام 1970، وتردد دائما: انا ما زلت طالبة في مدرسة الحياة، واليوم الذي يمر بي دون ان اضيف شيئا الى معلوماتي، لا احسبه من حياتي.

(يتبع)..

نمر نمر *
السبت 19/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع