قصائد جديدة



 

 

 

 

 

 

 

الحياة ذئبة

ربمَّا لن تجدْ
بعدَ مرِّ السنينِ وحنظلها المتطوِّرِ لا حلوَ قولٍ بفيكَ
لغرَّاءَ فرعاءَ مصقولةِ الجسمِ كاللازوردْ
ربمَّا بعدَ كلِّ انكساراتكَ العاطفيّة لنْ تتحدَّى أحدْ
ربمَّا لن تجدْ
لا دموعاً لتذرفها في الطريقِ الى وهمِ غدْ
ربمّا بعدَ خمس قصائدَ أخرى
وسبعِ نساءٍ وحُبٍّ عنيفٍ
ستتركُ روحكَ ترعى المزاميرَ والقصصَ النبويّةَ
تستلها من صباحِ الأحدْ
ربمّا لن تقبلَّ وجنة حيفا
لأكثرَ من ساعتينِ مطوَّقتينِ
بطوقِ الحمامة , نائمتينِ
بحضنِ الأبدْ
ربمّا في فضاءِ خطاها
تحثُّ الرؤى اليانعاتِ
تحلُّ عُراها
ليفلتَ فينيقها في أعالي النداءِ
وتمسحُ خدَّ المساءِ الشهيِّ البهيِّ بخَدْ
أنتَ لن تجعلَ الشوكَ ورداً نبيلِ الشذى
في الطريقِ الى نارها , لن يصيرَ الحريرُ
المنعمُّ مشنقةً من مسَدْ
ربمّا بعدَ غدْ
ربمّا بعدَ غدْ
للخسارةِ وجهانِ فيكَ
خفيُّ أناكَ وظاهركَ الآخرُ
للخسارةِ وجهانِ يلتقيانِ
لظبيٍ يعانقهُ طائرُ
وقلبٌ وحيدٌ لذئبةِ هذي الحياةِ
التي أوغلتْ في الجنونْ
فهل بعدُ من حكمةٍ أن تكونَ
وأن لا تكونْ
أنتَ برقٌ خبا في ظلالِ العيونْ
أنتَ لا شيءَ لا شيَ يا أيَّها المبُتلى
بشعاعِ الحقيقةِ والمبُتلى بنصاعةِ أشعارهِ
في زمانِ الرَمَدْ
ستمارسُ شهوتها الروحُ بعدَ انطفاءِ الجسَدْ

*****************

حينما الوحيُ ينزفُ منِّي

هل أرَقتُ على مثلها ندمي ؟
أم دمي ؟
أم عراءَ الربيع ِ وقبلة َ عينيَّ
في شهرِ آذارَ ؟ أم دمعَ نوَّارها ......؟

 

زهرة ُ الريح ِ مرَّتْ بنا
في مرايا المساءِ الأخيرِ هنا
حينَ كنَّا
على طرفِ الأرض ِ نبحثُ عنَّا
بلا طائلٍ ...فتمسَّ هي النايَ في شغفٍ بالغ ٍ
وأنا دونَ وعي ِ العبارةِ أصرخُ من ألمي

 

هل أرقتُ فمي فوقَ صلصالِها ؟
ونثرتُ على ليلها
سبحة َ القلبِ , والعمرِ , والأمنياتْ ؟

 

هل أرقتُ على مثلها
ندمي أم دمي البكرَ ؟
أم نرجسَ الشبهاتِ العصيَّةِ ؟ أم حبقَ الأغنياتْ ؟
أم كسَرتُ رتابة َ أحلامها ؟
ربمَّا .... بصراخي مريضاً من الوجدِ للأنبياءِ " أنا أبنكمو
والفتى الضالُّ في فلواتِ المزاميرِ
ضعتُ فلا تتركوني .... وحيداً / شريداً / طريداً
سيأتي زمانٌ وينقذني " ربمَّا ربمَّا .......
كنتُ ذاتَ خريفٍ أليفٍ
كسّرتُ هشاشة أيامِها
ونهرتُ الهواءَ القديمَ الجديدَ عن الذكرياتِ ؟
التي سوفَ تأتي غداً كالمسيح ِ
لتغسِلني من خطايايَ
أو لتربِّي رؤايَ
على مهلها ....
مثلما حجلُ الديرِ يكبرُ
أو طفلة ُ الغيم ِ من مُنتهايَ
تسيرُ الى مُبتدايْ

 

حينَ لا أجدُ الشعرَ كيْ أرتقَ الروحَ
بالبحر ِ أو بخطى الكلماتْ
حينما أجدُ النهرَ في ثقبها
وهو يجري بنحلٍ تلوِّنهُ
شهوة ٌ كالصباح ِ البريءِ إلى ما وراءِ الحياة
حينما الوحيُ ينزفُ منِّي
فتبتلُّ أغصانُ أعلى الشجَرْ
وتبتلُّ ريحُ المعاني مسافرة ً في المَطرْ

 

هل أرقتُ عليها / عليَّ القصيدة َ
فإنغمسَتْ في دمي
كالشواظِ المُشعِّ سنا / وأنا
كنتُ في حضرةِ الناي ِ أصرخُ من ألمي
حاملا ً دونَ سيزيفَ صخرَ فمي وضلوعي
وإرثَ العدَمْ
نحوَ هاويَّةٍ في خيال ِ القممْ

************************

أغنية إلى طروادة ثانية

ساعة ً سأعرِّي خطايَ من الدم ِ ....
من رغبتي في إقتناص ِ العباراتِ رنانة ً
وأسمِّيكِ أعلى من الإنحدار ِ الى مجدنا
المتأرجِّح ِ في زمن ِ العنكبوتْ

 

ساعة ً سأعرِّي القواميسَ من لغتي
والمساءاتَ من فرحتي
إذ يؤجِّلها صوتُ ملحمةٍ في جنوبِ الضلوع ِ
بغير ِ حصانٍ ومن دونِ بحرٍ
يطلُّ على ما وراءِ السماءْ

 

/ وطروادةُ إنكسرتْ في الأساطيرِ
وإنتحرتْ ربَّة الشعر فيها /

 

ساعة ً سأمرُّ على ما يقولُ المضارعُ
في كلِّ أوقاتها
ما تقولُ الشوارعُ , أشجارُها , العابرونَ
الى عالمٍ حالمٍ , صمتها , لونها , وحدائقها العامة ُ ,
الأرجوانُ على ليلها , وإنكسارُ النهارِ ,
نوافيرها ,
وأزاهيرها
في المساءِ الملوِّن ِ تُذبحُ لكنها لا تموتْ

 

/ آهِ يا آخري
أنا أعرفُ أنكَ تكرهني دونما سببٍ مقنعٍ
لصراعِ الحضاراتِ لكننَّي سأجاملُ
حتى النهايةِ من أجلِ معنى الحنين ْ
لأعرفَ ماهيَّتي .... من أنا ؟؟ ما أكونْ ؟؟ /

 

لن أفكرُّ الاَّ بحريِّة ِ الأغنياتِ التي سَجنوها
فنامتْ على صدر ِ طروادةٍ ثانية

 

بذا قضتِ الطائراتُ هنا
بينَ أهلي وأهلكِ من قبلُ أو بعدُ
ملءَ عراءِ البداياتِ
ملءَ عراءِ النهاياتِ
أو إنها حكمة ٌ للبرابرةِ القادمينْ
إلى شمسنا العربية
كي يشربوا ماءَ أحلامنا
ولكيْ يقضموا زهرَ أيامنا .......
حكمة ٌ للبرابرةِ القادمينْ

 

ساعة ً سأعرَّي يديَّ من الذكرياتِ
ونوَّارِ آذارها الفجِّ .....
حريَّتي من دمي / مفرداتي من الشمع ِ
عينيَّ ممَّا تغنّي النجومُ وراءَ الأبدْ

 

ساعة ً سأسمِّي دمي حبقاً مشتهى
في حدائق ِ عينيكِ يعلو الى الإنعتاق ِ ...........
وأسمِّي رؤاكِ فضاءَ الجسدْ

***********************

محضُ فم ٍ وحيدْ

متنصِّلاً من لعنةِ الأسماءِ من دمكِ الشفيفِ
كزهرةِ الليلِ المخضبِّ بي ومن أشهى نبوآتي
ومن دمع ِ السماءِ يهبُّ في لغتي
وفي قوس ِ الدم ِ القزحيِّ
في الما بين ِ من جسدي
أنا المصلوبُ في شفق ٍ
أعانقُ في أعالي الأغنياتِ
ضبابَ أيامي بلا عنق ٍ
عليها ختمُ أفعى من ثمودْ

 

مترَّجلا ً عن شهوةِ الألفاظِ
عن قمر ِ المجاز ِ المحض ِ ........
حينَ يصيرُ آخرَ قبلةٍ عمياءَ في شفةِ المعاني

 

متشكِّلاً منِّي ومنكِ هناكَ
في هذا الرخام ِ الحيِّ
كيما أطمئنَّ الى كياني
وأنين ِ روحينا الخفيِّ اللون ِ
يقبعُ في نهار ِ قصيدةٍ أخذتْ حناني
ومضت .....فمن يرثي الرخامَ الحيَّ ؟
لونَ الليلِ ؟وردَ النارِ ؟سرَّ الثلج ِ ؟عنوانَ إنكساراتي ؟
المجازَ الصرفَ ؟ من يرثي مسائلتي ؟
مكاشفتي البريئة كالأغاني ؟
من للندى العفويِّ ينهضُ في الصباح ِ ؟
ولإحتضار ِ قطيفتي ؟ لسفرجل ِ الأيام ِ بعدَكِ إذ يعاني ؟
لأمدُّهُ بيديكِ أو ليمدُّني بغدٍ
أعانقُ فيهِ أحلامي على حقويك ِ
ألثمُ ما تعرَّى من خيالاتِ القصيدة ِ فيكِ
كلُّ دمي وكلُّ نشيدِ إنشادي وكلُّ يديَّ
عينيَّ
إرتعاشاتُ المجرَّةِ فيَّ
محضُ فم ٍ وحيدْ

 

أنا نايُ حزنكِ حينَ تعبرني رياحُ الشرق ِ
أصهلُ في مرايا الذاهبينَ الى الشمال ِ بلا حكايا
أو مواجدَ لا تهاجرُ كالنوارس ِ
مُشعِلاً في كلِّ ما يرثُ المدى المسحورُ
من خفقان ِ أجنحتي على غاباتكِ العذراءِ
ثلجَ شفاهكِ الظمأى وأغصانَ النشيدْ


شتاء 2008

نمر سعدي
السبت 19/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع