ألمخرجة إبتسام مراعنة: أفلامي جريئة ومعمول بها بشكل سينمائي جريء وبلغة سينمائيّة جيّدة



**أفلامي حازتْ على جوائزَ عالميّةٍ ومحلّيةٍ، لأنّها جريئةٌ ومعمولٌ بها بشكلٍ سينمائيٍّ جريءٍ وبلغةٍ سينمائيّةٍ جيّدةٍ، وكوْني عربيّةً فلسطينيّةً لا يقولُ شيئًا للمُحكّمين**لاحظتُ أنّ الوضعَ في اللّدِّ والرّملةِ ليسَ بسهلٍ بتاتًا، من ناحيةٍ اقتصاديّةٍ وتربويّةٍ، ولكنّ المعدنَ الّذي يتكوّنُ منهُ هؤلاءُ الطّلاّبُ هو بريءٌ ونقيٌّ، كنتُ أتمنّى أن أدخلَ بيوتَ هؤلاءِ الأولادِ، لأنّ حبَّ الاستطلاعِ لديّ هو رهيبٌ**

بدأتِ المخرجةُ السّينمائيّةُ "ابتسام مراعنة" ابنة الفريديس مشوارَها معَ الأفلامِ، مِن مدرسةِ السّينما في "جفعات حبيبة"، وليسَ صدفةً  أنّها في السّنةِ  الثّانيةِ للدّراسةِ قرّرتِ التّخصّصَ في مجال الإخراج،لتنقلَ للعالمِ وعبْرَ الشّاشةِ أفلامًا نسويّةً جريئةً لأبعدِ الحدودِ، وقضايا نسويّةً لم يجرؤْ أحدٌ قبلّها التّطرُّقَ إليها، أهمُّها فيلم ""بَدَل""، وهو محاولةٌ لعرضِ زواجِ البَدَلِ كمشكلةٍ اجتماعيّةٍ، ولكنْ مِن منظورٍ شخصيٍّ جدًّا. المخرجةُ نفسها كانتْ مرشّحةً لمثلِ هذا الزّواجِ ورفضَتْهُ. والفيلم "بَدل" حاصلٌ على جائزةِ روحِ الحُرّيّةِ، ومبلغٍ مادّيٍّ لإنتاجِ فيلمٍ مِن مهرجانِ القدسِ الدّوليِّ للأفلام "كيشيت"، وجائزةِ مهرجانِ "هوت دوكس" في كندا.
أمّا فيلم "الفردوس المفقود"، فقد حصلَ على جائزةِ الفيلمِ الأوّلِ في المهرجانِ العالميِّ للأفلامِ في "دوك أفيف"، وجائزةِ التّصويرِ، وعلى الجائزةِ الأولى في المهرجانِ العالميِّ للأفلامِ النِّسائيّةِ في "رحوفوت"، وفيلم  "طالق بالثلاثة".. وهذا لقاء أجريته معها:

**فيلم "طالق بالثّلاثة" فازَ بعدّةِ جوائز، لماذا؟ هل لجرأتِهِ أو لموضوعِهِ أو بسببِ كوْنِكِ عربيّةً؟


- حصلَ على جوائزَ عدّةَ، أوّلُها الجائزةُ الأولى لأحسن فيلم إسرائيليٍّ في مهرجان الأفلامِ العالميِّ في "دوك أفيف" في تل أبيب، وحصلَ مؤخّرًا على جائزةِ التّمثال الفضّيِّ في فرنسا.
إنّ أفلامي حازتْ على جوائزَ عالميّةٍ ومحلّيةٍ، لأنّها جريئةٌ ومعمولٌ بها بشكلٍ سينمائيٍّ جريءٍ وبلغةٍ سينمائيّةٍ جيّدةٍ، وكوْني عربيّةً فلسطينيّةً لا يقولُ شيئًا للمُحكّمين.

**كانَ لكِ تصريحٌ بإحدى الصّحفِ، وقلتِ خلالَهُ أنّ لديكِ خيبةَ أملٍ مِن هذهِ المرأةِ الّتي كانتْ بطلةَ فيلم "طالق بالثلاثة"، مِن أينَ نبعَتْ خيبةُ الأمل هذه؟

- أنا لم أقلْ أبدًا أنّي خائبةُ الأملِ مِن بطلةِ فيلمي "طالق بالثلاثة، ربّما أنتِ تقصدينَ بطلةَ فيلمي الأوّل "الفردوس المفقود"، إنّه "سعاد غنيم" اسمها، وخيبةُ الأملِ نابعةٌ مِن الفجوةِ الكبيرةِ بالنّسبةِ للفِكرِ بينَنا حولَ قضايا تخُصُّ حرّيّةَ الفردِ، ورغبتَهُ بالعيشِ كما يشاءُ، وأينما يشاءُ بدونِ أن نتعايشَ في كلِّ دقيقةٍ النّكبةَ والاضطهادَ.

**هنالكَ مَن يدّعي، بل ويُؤكّدُ أنّ بطلةَ الفيلمِ غضبتْ منكِ، وفي السّابق أيضًا أجريتِ فيلمًا وبطلتُهُ غضبتْ منكِ، لماذا دائمًا ينشبُ خلافٌ بينَكِ وبينَ مَن تصوّرين؟

-بشكلِ عام علاقاتي حميميّةٌ جدًّا مع الشّخصيّاتِ في أفلامي، ولهم معزّةٌ كبيرةٌ في قلبي، وهم أيضًا يُبادلونَني هذهِ المشاعرَ ويحترمونَني ويُقدِّرونَ عملي.


**عملُك الجديد يتمحورُ حولَ مسابقاتِ الجَمال في الوسطِ العربيِّ، هل برأيِكِ هذه المسابقاتُ تُقلِّلُ مِن مكانةِ المرأةِ؟


-بالنّسبةِ لي مسابقةُ ملكاتِ الجَمالِ هيَ مسابقةٌ ككلِّ المسابقاتِ، وإذا كانتِ الفتاةُ ترغبُ بذلك، صحتين لمَ لا؟ فكلُّ فتاةٍ يجب أن تكونَ وحدَها المسؤولةَ عن جسدِها وأحلامِها وليسَ المجتمع.


**إبتسام مراعنة تحصدُ الكثيرَ مِن الجوائزِ في إسرائيل وعالميًّا، ماذا تعني لكِ هذهِ الجوائز؟


- جميلٌ جدًّا الحصولُ على جائزةٍ، ولا يهمُّ بالنّسبةِ لي قيمتُها المادّيّة، وبالنّسبةِ لي رضاءُ أمّي عليّ كلَّ صباحٍ جائزةٌ كبيرةٌ.


**هل لديكِ حلمٌ بأن تقومي بإخراجِ فيلمِ روائيٍّ، أم أنّكِ تُفضّلينَ البقاءَ في مجالِ إخراجِ الأفلامِ الوثائقيّةِ؟


-أحلامي قليلةٌ وأنوي دائمًا تحقيقَها، وإخراجُ فيلمٍ روائيٍّ هو هدفٌ أطمح لتحقيقِهِ، وليسَ حلمًا.


**هل كانَ أوّلُ فيلمٍ لكِ هوَ أبرز أعمالِكِ لغايةِ الآن وأهمها؟ وهل هوَ الّذي فتحَ لكِ أبوابَ العملِ للإخراجِ؟


- الفيلمُ الأوّلُ هوَ بدايةٌ جيّدةٌ لإثباتِ نفسي في عالمِ السّينما، وقد فتحَ لي المجالَ للتّكملةِ والمتابعةِ، والحمدُ لله أنا أخطو في الطّريقِ الّتي أعشقُها رغمَ كلِّ الصّعوباتِ الّتي تُواجهُني.


**ماذا يعني لكِ العملُ بالرّملةِ واللّدِّ، وما رأيُكِ بأهلِ الرّملةِ واللِّدِّ، ولا سيّما أنّكِ بالسّابقِ كنتُ تسمعينَ عنهم خلالَ الصّحفِ والإعلامِ، والآن أنتِ صادفتِهم بالواقع وتتعاملينَ مع أولادهم؟


- العملُ باللّدِّ والرّملةِ رائعٌ، أعشقُ الأولادَ الّذينَ أعلّمُهُم، فهم ينجحونَ برَسْمِ البسمةِ على شفاهي بشكلٍ دائمٍ، لاحظتُ أنّ الوضعَ في اللّدِّ والرّملةِ ليسَ بسهلٍ بتاتًا، من ناحيةٍ اقتصاديّةٍ وتربويّةٍ، ولكنّ المعدنَ الّذي يتكوّنُ منهُ هؤلاءُ الطّلاّبُ هو بريءٌ ونقيٌّ، كنتُ أتمنّى أن أدخلَ بيوتَ هؤلاءِ الأولادِ، لأنّ حبَّ الاستطلاعِ لديّ هو رهيبٌ، بالأخصّ أنّي دائمًا أصبو إلى إكمالِ الصّورةِ بكلِّ حذافيرِها، أنا بطبيعتي لا أنصتُ لما تكتبُهُ الصّحفُ، أنا أعتاشُ الواقعَ مِن وجهةِ نظري، وبكلِّ أحاسيسي ومشاعري ووطنيّتي.


**لو لم تكوني مخرجةً، ماذا كنتِ تودّينَ أن تكوني؟


- لو لم أكنْ مخرجةً، كنتُ سأكونُ قاضيةً في المحكمةِ الشّرعيةِ.

**هل أضافَ السَّكنُ بتل أبيب إليكَ شيئًا، وبماذا تردّينَ على مَن يتّهمونَكِ أنّكِ تنشرينَ الغسيلَ الأسودَ مِن خلالِ أفلامِكِ؟


- تل أبيب هي مدينةٌ كبرى أسكن فيها وعملي فيها، بالنّسبةِ لغسلِ الغسيلِ الأسودِ، أنا لا أرى مشكلةً بغَسْلِ الغسيلِ وتعليقِهِ، ربّما حانَ الوقتُ أن نرتدي لباسَا أنظف.

تقرير: رانية مرجية *
الأثنين 21/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع