أول أيار هذا العام المناسبة المتميزة!



الأول من ايار، يوم العمال العالمي، في هذا العام، عام الفين وثمانية، مناسبة كفاحية متميزة بالنسبة لنضال جماهيرنا العربية والقوى الوطنية والتقدمية في بلادنا: فأول ايار هذه السنة يأتي ويهلّ علينا بمناسبة مرور خمسين سنة على انتفاضة الشيوعيين في عاصمتي الكفاح الوطني التقدمي في الناصرة وام الفحم في اول ايار سنة 1958! فقد حاولت السلطة واذرعها القمعية وبشكل تعسفي بلطجي عدواني عربيد، وبالتنسيق مع قيادة الهستدروت واذرع الحكم العسكري، منع مظاهرة اول ايار وطي اعلامها الحمراء وشعاراتها النضالية والاستعاضة عنها باحتفالات "العاشوراة" أي - مرور 10 سنوات على قيام اسرائيل - وتدجين الجماهير العربية في حظيرة الاحتفال باستقلال اسرائيل في وقت لا يزال فيه جرح النكبة الفلسطينية ينزف دما ويحرم الشعب الفلسطيني من حقه الوطني بالحرية والاستقلال الوطني، من حقه في الدولة والقدس والعودة. ورفض الحزب الشيوعي طي اعلام ايار الكفاحية والغاء مظاهرات الكفاحي بهذه المناسبة، وان "العاشوراة" بالنسبة للجزء الباقي من الشعب العربي الفلسطيني ليس عرس فرح بل مأتما جنائزيا يذكر بمآسي النكبة ومعاناة التشرد واللجوء القسري لغالبية الشعب الفلسطيني خارج حدود وطنه. وهب الشيوعيون بتفجير انتفاضتهم، وحشد قوى الجماهير لرفع صوتها الجماعي النضالي في الاول من ايار. وعملت اذرع القمع السلطوية ولجأت الى العنف والارهاب والعدوان لقمع مظاهرتي الناصرة وام الفحم وقامت باعتقال ونفي مئات الشيوعيين من المثلث والجليل، ومن مختلف المدن والقرى العربية كوسيلة لكسر شوكة النضال الذي يقوده الشيوعيون ولارهاب الجماهير العربية.
ان احياء هذه المناسبة، مناسبة مرور خمسين سنة على انتفاضة الشيوعيين في ايار الثمانية والخمسين تستدعي، خاصة في الظروف السياسية المأساوية التي نمر بها، ان تكون المظاهرة المركزية في الناصرة والمظاهرات والنشاطات الاخرى المنطقية والفرعية حدثا مميزا من حيث التحشيد الجماهيري الواسع. كما انه من الاهمية الكفاحية بمكان استغلال هذه المناسبة باطلاع الاجيال الصاعدة على الكفاح البطولي للشيوعيين قبل وابان وبعد انتفاضة الشيوعيين في الاول من ايار قبل خمسين سنة، خاصة وان هنالك بعض القوى تلجأ الى طمس وتزوير الدور التاريخي للشيوعيين في قيادة الحزب الشيوعي لكفاح المواطنين العرب ورص صفوف وحدتهم الكفاحية وصقل وعيهم السياسي، كما يلجأ المزورون الى محاولة دفن الذاكرة الجماعية لجماهيرنا واعادة "شقبعة" كتابة التاريخ وكأن "النضال القومي" و"الوطني الديني" للجماهير العربية بدأ منذ ظهور بعض التيارات القومجية والاصولية الدينية!!
ان صحيفة "الاتحاد" مجندة، ومنذ هذا العدد، في نقل الحقائق عن هذه المحطة التاريخية الكفاحية الهامة في المسيرة النضالية لجماهيرنا، ونناشد كل من كان مشاركا في انتفاضة الشيوعيين، وكل من يستطيع الاسهام في هذا المجال ان يجد في صفحات "الاتحاد" عنوانه. وهذه الرسالة موجهة ايضا للكتاب والشعراء والفنانين. فانتفاضة الشيوعيين في الـ 58 مناسبة كفاحية ووطنية من الدرجة الاولى.

(الاتحاد)

الأثنين 21/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع