راح يطلع نهار جديد.. فرقة فرنسية تكتب وتغني لغزة



غزة- من أسماء الغول- تركت الحفلة التي نظمتها فرقة فرنسية أطلقت على نفسها ساخرة "وزارة الشؤون الشعبية" أو "راب موسيت"، بصمة عميقة في نفوس شبان وشابات غزة الذين لا يزالون يراجعون تفاصيلها مرارا وتكرارا، رغم مغادرة الفرقة القطاع قبل يومين.
هذا التأثر لم يكن فقط بسبب الأغاني والموسيقى المميزة التي أدتها الفرقة خلال الحفل، بل للتعاطف الذي أبداه أعضاء الفرقة مع قطاع غزة، وكتابة أغنية خصيصا لغزة غنوها باللغة العربية، وحملت عنوان "راح يطلع نهار جديد".
يقول مظفر (21 عاما) أحد شبان فرقة راب غزية شاركت الفرقة الفرنسية الغناء، إنهم كانوا ينتظرون الفرقة وخاصة نايلي المغني الأشهر بين أعضائها منذ عامين، لكن الإغلاق المستمر حال دون ذلك.
وأشار إلى الأثر الإيجابي الذي تركته الحفلة، من حيث تخفيف ضغوط الحصار وخلق أمل للشبان الذين يعتقدون أن معاناتهم لا يعرف بها أحد.
ويقول قدور (31 عاما) أحد المغنين الرئيسيين في الفرقة والذي أدى خلال الحفل دوراً دراميا سياسيا ساخرا من الرئيس الفرنسي الذي يحمل موقفا سلبيا من المهاجرين: غزة أكثر المدن في العالم انتقادا ومتابعة من قبل الآخرين، بسبب أن الكثير من الأشياء تحدث فيها، ووصفها بالسجن المفتوح.
ويتذكر قدور(جزائري الأصل) والذي لا يتقن العربية، حجم التحذيرات التي وصلتهم من مختلف الأصدقاء بألا يحاولوا الذهاب إلى القطاع، لأنه مكان لا يستطيع أحد الوصول إليه.
ووصف قدور نقطة التفتيش إيرز بالحاجز السيء جدا، لافتا إلى أنهم في فرنسا تنقل إليهم عبر الإعلام النقاط السلبية والكاذبة عن قطاع غزة، معتقدا أن حضور هذا الكم من الشبان والشابات رغم عدم وجود مواصلات، أمر إيجابي بحد ذاته ، مضيفا: لقد رأينا النور يشع من عيونهم.
ويعتقد قدور بأن أسوأ الأحاسيس التي قد يشعر بها الإنسان حين يمر بنقاط التفتيش، لأنه يشعر وكأن الجندي الإسرائيلي يقول له في تلك اللحظة: نحن السادة وسنعمل ما نريد، مشيراً إلى أن ما يحدث حاليا وما حدث سابقا عار على الإنسانية.
ويفصل قدور حول أغنيتهم الأخيرة التي كتبوها عن غزة، أنها تحكي قصة الأهالي الذين لم يركعوا ولا يزالون واقفين رغم ما يحدث لهم من مصائب، معتبرا أن هذا درس لكثير من الشعوب.
وحول موسيقاهم يقول، إنها موسيقى يختلط فيها التراث الفرنسي بالجزائري والحديث بالقديم عبر الأكورديون والكمان، شارحا أنهم ولدوا في فرنسا من آباء وأمهات أصولهم عربية وجزائرية، لذلك تربوا على موسيقى من ثقافات مختلفة، وخاصة موسيقى الهيب هوب.
وأوضح أنهم يتناولون مختلف المواضيع حين يكتبون أغانيهم، وخاصة السياسية والاجتماعية، كأوضاع المهاجرين من أصول إفريقية الذين لا يجدون عملا أو منزلا بسهولة، ففي فرنسا يقسمون المهاجرين إلى غرباء جيدين وآخرين سيئين.
من جهته، قال نايلي: عندي قصة طويلة مع غزة، وحبي يزيد لها مرة بعد أخرى، ونحن لسنا جنودا بل فرقة موسيقية أتت لمساندة الشعب الغزي المنفصل عن العالم، واعدا بأنه حين يرجع الى فرنسا ستكون رسالته مختلفة عن المرة الأولى.
وعبر نايلي عن دهشته من الشوارع الفارغة من السيارات والناس، والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها أهالي القطاع، مضيفا أنه جاء قبل ذلك في العام 2005 وتوقع ألا يزيد الجمهور عن الـ 300  شخص لكنه ُصدم بحوالي 1500 متفرج.
وذكر أن ذلك جعل له العديد من الأصدقاء الذين يرجع إليهم على الدوام ليطمئن عليهم، وغالبا حين يأتي من فرنسا يكون محملاً بأخبار ورسائل إلى الأهل من أبنائهم هناك بعد انقطاع سنوات الحصار الماضية، ويغادر محملاً برسائل من الأهل إلى أبنائهم، مشيرا إلى وصولهم للضفة في العام 2006 للدخول إلى غزة، لكنهم لم يستطيعوا ذلك.
ويتمنى نايلي أن يكونوا قدموا بالموسيقى والأغاني الأفضل للقطاع، خاصة بعد احتضان فرقته لفرقة هيب هوب فلسطينية ونقلها إلى فرنسا للاستفادة من الخبرات هناك، وأعضاؤها هم: فيصل المنشاوي ومحمد النجار ونور أبو عيد وخالد أبو حميد.

الأربعاء 23/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع