برنامج الغذاء العالمي يحذر من "تسونامي" الجوع
موراليس: لا يمكن إنقاذ كوكب الأرض إلا بإلغاء الرأسمالية



* أسعار المواد الغذائية ازدادت بـ55% منذ حزيران 2007 *

 

لندن – وكالات الأنباء - أصدر برنامج الغذاء العالمي أمس الثلاثاء تحذيرا مما سماه "تسونامي صامت" بسبب أزمة الغذاء الحالية في أنحاء متفرقة من العالم، ودعا إلى تعبئة دولية بهذا الصدد.
واعتبرت المنظمة في قمة مصغرة دعت إليها بريطانيا أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يشكل أكبر تحد تواجهه منذ إنشائها عام 1963، محذرة من أن المجاعة تهدد عشرات الملايين.
وقالت مديرة البرنامج جوزات شيران في مؤتمر صحفي في لندن إن العالم استهلك أكثر مما أنتج في السنوات الثلاث الماضية، مشيرة إلى أن الأسرة الدولية مطالبة بتحرك بحجم التحرك الذي قامت به بعد موجات المد البحري (تسونامي) التي ضربت المحيط الهندي وأوقعت 220 ألف قتيل في 12 دولة.
وقالت أيضا إن الأزمة الحالية تعد الوجه الجديد للجوع على حد تعبيرها، مشيرة إلى أن الملايين ممن كانوا لا ينتمون لفئة المحتاجين قبل ستة أشهر باتوا يصنفوان الآن فيها.

 

* تفاقم الفقر


وكانت تقديرات برنامج الغذاء العالمي قد أكدت بيانات البنك الدولي الذي يعتبر أن تضاعف أسعار المواد الغذائية في السنوات الثلاث الماضية قد يؤدي إلى تفاقم حالة الفقر بالنسبة لما لا يقل عن مائة مليون أفريقي.
ويقدر برنامج الغذاء العالمي نسبة زيادة أسعار المواد الغذائية بـ55% منذ يونيو حزيران 2007.

 

* موراليس: الحياة أولا


وفي سياق متصل، انتقد الرئيس البوليفي إيفو موراليس "بعض رؤساء أميركا اللاتينية" لدعمهم استخدام الوقود الحيوي المسؤول عن الجوع وارتفاع أسعار الغذاء في العالم. وقال إنه لا يمكن إنقاذ كوكب الأرض إلا بإلغاء الرأسمالية التي تسببت بتنمية صناعية دمرت المصادر الطبيعية.
وأكد موراليس في خطاب أمام الأمم المتحدة في نيويورك أول أمس الاثنين أن توسيع استخدام الأراضي الزراعية في إنتاج وقود من المحاصيل الغذائية قد تسبب بزيادة كبيرة في أسعار الغذاء وخصوصا مادة القمح، ما جعل إنتاج الخبز أكثر كلفة.
وقال الرئيس البوليفي للصحفيين على هامش منتدى أممي حول السكان الأصليين والتغييرات المناخية في العالم "نحن نعاني من تلك المشكلة، إنها ليست مشكلة داخلية، بل هي خارجية". ووصف موراليس في خطابه بعض رؤساء دول أميركا اللاتينية بالجهل فيما يخص مخاطر استخدام الوقود الحيوي دون أن يسم أحدا منهم.
وأوضح "بعض رؤساء دول أميركا اللاتينية تحدثوا عن الوقود الحيوي لكنهم حقيقة لا يدركون عما يتحدثون" وأضاف "هذا أمر خطير، السيارات تأتي أولا (بالنسبة لهم) وليس الكائن البشري، ولكن بالنسبة لنا أيهما أهم السيارات أم الحياة؟ ولهذا أقول: الحياة تأتي في المقام الأول ثم السيارات".
وحث موراليس في خطابه البنك الدولي وصندوق النقد الدولي على تطوير سياسات تكبح استخدام الوقود الحيوي "لتجنب الجوع والبؤس بين صفوف شعبنا".
وتتعارض آراء موراليس مع أطروحات الرئيس البرازيلي لويس لولا دي سيلفا الذي قال سابقا إن الدول النامية تملك أرضا كافية لإنتاج كلا من الغذاء والوقود الحيوي على حد سواء.
ويزور الرئيس البوليفي الأمم المتحدة لحشد تأييد دولي في معركته ضد قادة معارضين في المقاطعات الشرقية لبلاده يسعون إلى استقلال ذاتي عن السلطة المركزية.
ووصف موراليس معارضيه بأنهم "مجموعة عائلات يرفضون التخلي عن امتيازاتهم" في إشارة إلى أشخاص ينحدرون من أصول بيضاء ويعارضون موراليس الذي يعتبر أول هندي يحكم البلاد منذ قيامها.

الأربعاء 23/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع