عائلة فحماوية تتبرع بأعضاء من جثمان إبنتها لإنقاذ حياة الآخرين



*قرار العائلة بالتبرع أسهم في إنقاذ وإعادة أمل الحياة والبسمة الى أربعة مرضى في مستشفيي شنايدر وبيلنسون في بيتح تكفا*

أم الفحم- من جاد الله اغبارية- ضربت عائلة المواطن نجيب عجايب محاميد من مدينة أم الفحم مثلاً إنسانيًا يحتذى بقرارها الصادر دون تردد التبرع  بأعضاء من جثمان ابنتهم حنان نجيب عجايب محاميد التي توفيت عن عمر ناهز 35 عاما لإنقاذ حياة الآخرين.
والمرحومة حنان من ذوي التحديات (الاحتياجات الخاصة) تعلمت في مدرسة الأمل للتعليم الخاص في أم الفحم وعندما بلغت سن 21 عاما انتقلت الى مركز التأهيل المهني (ماعتس) في ام الفحم.
هذا وشيعت جماهير غفيرة من مدينة أم الفحم وقرى وادي عارة أول أمس الثلاثاء جثمان المرحومة الى مثواه الاخير بعد  تعرضها لجلطة دماغية فجائية أدت الى وفاتها.
وفي حديث لمراسلنا مع شقيق المرحومة الاخصائي النفسي وسكرتير فرع الحزب الشيوعي في ام الفحم محمد نجيب قال: "يوم الخميس الماضي تعرضت المرحومة حنان لجلطة دماغية قوية نقلت على أثرها الى مستشفى "هعيمق" في العفولة ومن هناك الى مستشفى "رمبام" في حيفا وبعد الفحوصات الطبية اللازمة قرر الاطباء أنها في حالة موت سريري، ومكثت تحت عناية ورقابة الاطباء حتى توفيت".
وحول قرار العائلة التبرع بأعضاء من جثمانها لإنقاذ حياة الآخرين أضاف شقيقها محمد نجيب: "قررنا التبرع بأعضاء من جثمانها من منطلق إنساني صرف بغض النظر عن القومية والدين واللون والانتماء، وذلك لأننا تربينا في أسرة تحترم الانسان كإنسان، وكما ساعدنا شقيقتي حنان بحنان وعطف طوال سنوات حياتها أرادت حنان أن تساعد الآخرين في مماتها، لذلك ندعو المواطنين جميعهم للتبرع بأعضاء من جثامين موتاهم العزيزين عليهم لإنقاذ حياة الآخرين".
وعن شعور ورضا العائلة عن قرار التبرع يقول الوالد نجيب عجايب: "أشعر برضا وسعادة تامة وقرارنا كان حكيما وبدون تردد لان حنان الصبية المحبوبة والاجتماعية منحت بعد مماتها أمل الحياة لعدد من الاشخاص ولعائلاتهم وأطفالهم وهذه قمة الانسانية، لان الله سبحانه وتعالى خلق البشر أحرارا ولكن البشر هم الذين صنعوا التمييز والحواجز بين الشعوب فقرارنا جاء لخدمة الإنسان دون تمييز".
وحول العلاقة بين حنان وأفراد أسرتها المكونة من عشرة أنفار يضيف الوالد: "الأسرة والعائلة أحاطت حنان بكافة أشكال المساعدة والعطف خاصة وأنها من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث شاركت في جميع الرحلات والجولات التي نظمتها العائلة كما لبينا كأسرة جميع طلباتها. نحن حزينون لرحيلها ولكن هذا قضاء الله وقدره".
وفي حديث لمراسلنا مع د. زياد محاميد قريب المرحومة قال: "التبرع أسهم في إنقاذ حياة أربعة مرضى في مستشفيي شنايدر وبيلنسون في بيتح تكفا حيث تم زرع كلية في جسم مريضة تبلغ من العمر 53 عاما وزرع قلب لفتاة عانت من مرض القلب ورئتين في جسم مريض شاب وكبد في جسم فتاة تبلغ من العمر 16 عاما"، ومن الجدير بالذكر أن المرحومة حنان كانت تعاني منذ ولادتها من متلازمة داون.
ويذكر أن المرحومة حنان تنتمي لأسرة تقدمية ووطنية وأممية حيث يشغل شقيقها محمد نجيب مسؤولية سكرتير فرع الحزب الشيوعي في مدينة ام الفحم. هذا وأثنى الكثير من المواطنين والمسؤولين على قرار العائلة الحكيم والصائب ووصلت الى بيت المرحومة الكثير من وسائل الإعلام.

الخميس 24/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع