المرافعة الدولية تنطلق من جنوب أفريقيا؛
خطيب: متفائل بنجاح نضالنا من أجل العدالة



حيفا – مكتب "الاتحاد" - "أنا متفائل جدًا في أننا سننجح في نضالنا من أجل العدالة، خصوصًا بعد أن قامت مؤسّسات من المجتمع المدني ومسؤولون آخرون في جنوب إفريقيا بمنحنا دعمهم الواسع في إجراءات المقاضاة في هذه القضيّة. لقد اخترنا جنوب إفريقيا كأولى خطواتنا نحو تطبيق قرارنا بتدويل قضيّة أكتوبر 2000 بفعل مكانتها الرمزيّة وتاريخها".
هذا ما قاله المهندس شوقي خطيب، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل، ورئيس وفد المرافعة الدولية إلى جنوب إفريقيا سعيًا لتجنيد دعم دولي لمطالب المجموعة من أجل الحقيقة، العدالة وتحمّل المسؤولية نحو عوائل شهداء أكتوبر الأسود عام 2000.

 

وكان الوفد الذي يضم ثمانية من ذوي الشهداء وخمسة من مركز "عدالة" القانوني، قد توجّه إلى جنوب أفريقيا يوم السبت الماضي، مُفتتحًا سلسلة من مبادرات المرافعة الدوليّة الرامية إلى تطبيق قرار لجنة المتابعة العليا ردًّا على القرار الساقط الذي أصدره المستشار القضائي للحكومة، مناحيم مزوز، أواخر شهر كانون الثاني المنصرم، بإغلاق ملفّات أكتوبر 2000، دون توجيه اتهامات جنائية لأيٍ من قادة أو ضبّاط الشرطة الضالعين في الجرائم التي راح ضحيتها ثلاثة عشر مواطنًا عربيًا فلسطينيًا وجُرح المئات.

 

هذا، وأجرى الوفد العديد من اللقاءات وشارك في العديد من الاجتماعات، أبرزها لقاء عمل عُقد أول أمس الأربعاء في مدينة كيبتاون مع نائبة رئيس البرلمان الجنوب إفريقي والقائمة بأعماله السيدة ماهلانغو نكابيندي ومجموعة من أعضاء البرلمان. وأعربت النائبة نكابيندي عن تضامن كافة أعضاء البرلمان مع النضال العادل للشعب الفلسطيني، والجماهير العربية الفلسطينية المواطِنة في دولة إسرائيل. وأعلنت أنها ستقوم في المستقبل القريب بعقد لقاءات مع الأهالي ولجنة الخارجية في البرلمان ومع قادة الحزب الحاكم (ANC). وتعبيرا لتضامنها مع عوائل شهداء أكتوبر 2000، قدمت للسيد شوقي خطيب، درع البرلمان الجنوب أفريقي.

 

كما التقى الوفد أعضاء وخبراء في لجنة المصالحة والحقيقة (TRC)، التي تأسّست العام 1995 واستمعت إلى شهادات من ضحايا الأبرتهايد ومرتكبيه؛ بينهم جورج بيزوس، محامي نلسون مانديلا السابق. وقد عبّر هؤلاء عن دعمهم للقضية وتشجيعهم للوفد، مؤكدين أنّه "لا يمكن للمصالحة أن تتحقّق طالما أنّ الحقيقة لم تُكشف والعدالة لم تتحقّق".
وقالت السيدة طرب يزبك، والدة الشهيد وسام يزبك من الناصرة: إنّ هذه اللقاءات "منحتنا العزيمة، الصلابة والرّوح لنواصل نضالنا. فهذه العائلات لم تستسلم، وثابرت في نضالها طوال سنوات. ومع الدعم الذي يقدّمونه لنا، نحن على يقين بأنّنا لسنا وحيدين، بل إننا جزء من حركة أوسع في العالم تناضل من أجل الحقيقة، العدالة وتحمّل المسؤوليّة".
من جهته، أكد بروفيسور مروان دويري، رئيس مركز "عدالة"، أنه "تمامًا مثلما لعب النضال ضدّ مخطّطي ومرتكبي الأبرتهايد قد دورًا كبيرًا في تغيير النظام العنصريّ في جنوب إفريقيا، فإنّ نضالنا ضد قرار المستشار القضائي يدفعنا إلى كشف التمييز العنصريّ الممارس ضد المواطنين العرب في إسرائيل، في الحلبة الدولية، إضافة إلى كشف إخفاقات الجهاز القضائي الإسرائيلي في تحميل الجناة مسؤولية قانونية على أعمال القتل في أكتوبر 2000. من خلال زيارتنا إلى جنوب إفريقيا، نحن نحظى بتأييد خبراء قانونيين ذوي خبرة، ومنظّمات حقوق إنسان، لغرض تشكيل طاقم دوليّ من الخبراء للمساعدة في دفع قضيّة أكتوبر 2000 قدمًا".

في الصورة: من اليمين عبد المنعم أبو صالح، شوقي خطيب، حسن جبارين

الجمعة 25/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع