الصدر يدعو إلى وقف إراقة الدماء. البنتاغون يحذر طهران: لدينا خيارات عسكرية



دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس، ميليشيا «جيش المهدي» وقوات الأمن العراقية إلى التهدئة و«وقف إراقة الدم» العراقي، موضحاً أنه قصد بتهديده بـ«الحرب المفتوحة» قبل أسبوع حرباً ضد الاحتلال الأميركي، بينما قتل وأصيب 85 عراقياً في غارات جوية أميركية واشتباكات في مدينة الصدر.
إلى ذلك، رفع البنتاغون من وتيرة تحذيراته إلى إيران، معتبراً أنها عززت دعمها للميليشيات العراقية وفي المنطقة، ومشدداً على ان لدى واشنطن خيارات عسكرية عديدة بوسعها أن تستخدمها لإجبارها على التوقف عن هذا الأمر، برغم استبعاده اندلاع مواجهة معها «في المستقبل القريب».
وقال الصدر، في بــيان تلاه خطباء الجمعة في مدينة الصدر، «أدعو إخوتي في الشــرطة والجيش العراقي وجيش المهدي إلى وقف إراقة الدم». وأضاف «لنكن يداً واحدة لتحــقيق العدالة والأمن والخير، ودعم المقــاومة بجميع أنواعها، ليعيش العراق بأمن أرضاً وشعباً». وأوضح «نحن إذ هددنا بحرب مفتوحة حتى التحرير، إنما قصدنا حرباً ضد المحتل».
وقال الصدر لأتباعه «جزاكم الله خيراً من أفراد جيش (المهدي) مطيــعين ملــتزمين بأوامر قيادتكم، جاهدتم حين أمرتم وصبرتم عندما جمدتم وأطعتم التجميد حق الطاعة. أتمنى أن تستمروا على صبركم وتوحدكم»، محذراً الميليشيا في الوقت ذاته من «العدو الذي يتربص بكم الدوائر والسوء».
وأضاف «أناشد كل الأطراف بأن تجتمع إلى كلمة سواء، وألا نحمل السلاح بوجه العراقي، وألا نستعمل العنف لنشــر القضاء والقانون، ولا نتخذ مــن المدن عمــليات عسكرية ضد المحتل، وألا نقسم ارض العراق بفدرالية ولا طائفية، وأن نحافظ على امن العراق ونحقن الدماء».
ودعا الصدر جميع العراقيين إلى الوقوف بوجه الاحتلال، موضحاً «علينا أن نصرخ صرخة مدوية «إخرج يا محتل من أرضنا»، أو جدْول انسحابك وألا تبقى لقواعدك في عراقنا أثر». وأضاف «هب يا شعب العراق لتحرير أرضك»، مشدداً على أن «تحرير العراق لا يكون إلا بالتوحد بين حكومة العراق وشعبه».
ورفض الصدر مباحثات الحكومة العراقية مع الإدارة الأميركية حول «الاتفاقية الاستراتيجية» والتي تهدف الى تشريع الاحتلال. وقال «لا نريد أن يكون هناك اتفاق طويل الأمد... مهما حوربنا وقتلنا فلن نقبل بالاتفاقية».
وجدد الصدر رفضه لإراقة الدم العراقي. وقال «أعاهد الله ألا اقبل لأي شخص يمد يده ضد أي عراقي ما دام للشعب ظهيراً ومعيناً». وأضاف «فيا جيش العراق كن للشعب قريباً وعن المحتل بعيداً ولننهها بسلام (الاشتباكات)، وإن بقي المحتل في أرضنا وقواعده بيننا».
وفي واشنطن، قال رئيس أركان الجيوش الأميركية الأميرال مايكل مولن، في مؤتمر صحافي في البنتاغون، «تزداد مخاوفي أكثر فأكثر جراء نشاطات إيران، ليس في العراق فحسب بل في المنطقة برمتها»، ضمنها دعمها لحماس وحزب الله.
وقال مولن إن لدى الجيش الأميركي دليلاً على أن طهران تمد «المتمردين» العراقيين بأسلحة جديدة، موضحاً «تعهدت الحكومة الإيرانية بوقف مثل هذا النشاط منذ بضعة أشهر... من الواضح بجلاء أنهم لم يفعلوا. يبدو في الواقع أنهم سلكوا الطريق الآخر». كما اتهم طهران بزيادة دعم «المتمردين» في أفغانستان لقتال قوات حلف شمالي الأطلسي.
وجدد مولن أن كل الخيارات مطروحة، إلا انه «لا يتوقع أن نتوجه نحو مواجهة مع إيران في المستقبل القريب... إلا أنني قلق، حيث أن التوتر تزايد خلال السنوات القليلة الماضية. إن إيران لا ترد، ويبدو في الواقع أنها تزيد من دعمها للإرهاب».
وشدد مولن على ضرورة ممارسة الضغوط على طهران بوسائل «اقتصادية، مالية، دولية ودبلوماسية»، لتشجيعها على تغيير أنشطتها في العراق ودول اخرى. وأوضح «عندما أقول أني لا أريد استبعاد أي خيار عسكري من على الطاولة فإن ذلك بالتأكيد أكثر من كونه يعني أن لدينا خيارات عسكرية. ذلك النوع من النشاط الخاص بالتخطيط مستمر منذ فترة طويلة. اعتقد انه سيستمر لبعض الوقت في المستقبل».
ميدانياً، أعلنت مصادر عراقية مقتل 11 عراقياً، وجرح ,74 بينهم نساء وأطفال، جراء اشتباكات وغارات جوية أميركية في مدينة الصدر، فيما ذكرت قوات الاحتلال أنها قتلت 10 «مجرمين». وقتلت القوات العراقية خمسة مسلحين في منطقة الوزيرية شمالي بغداد. وقتل جندي أميركي في انفجار عبوة جنوبي العاصمة أمس الأول. وبذلك يرتفع إلى 39 عدد الذين قتلوا منذ بداية نيسان الحالي.
(ا ف ب، ا ب، رويترز)

السبت 26/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع