يوم22\4 من كل سنة هو يوم الكرة الأرضية العالمي



 سيجتمع في باريس، العاصمة الفرنسية، يومي الثلاثاء والأربعاء القادميْن وزراء البيئة في منظمة OECD (منظّمة التعاون والتنمية الاقتصاديّة) من ثلاثين دولة عضو في المنظمة بالإضافة إلى وزراء بيئة لدول أخرى وبشكل خاص من الدول التي تصرّ على دخول المنظمة، مثل جدعون عزرا وزير البيئة الإسرائيلي.
 في سنة 1970 وافقت الأمم المتحدة على طلب السناتور الأمريكي ،جايلورد نيلسون بتخصيص يوم عالمي من أجل الكرة الأرضية  ومنذ ذلك الوقت تحتفل جمعيات حماية البيئة في الثاني والعشرين من نيسان من كل سنة  العالم في دول مختلفة بهذه المناسبة، وفي العديد من الدول تسير مظاهرات ومسيرات تطالب بوقف تلوّث الكرة الأرضية والعمل على حمايتها وجودة بيئتها.
تقوم الكيرن كاييمت في إسرائيل في هذا اليوم من كلّ سنة بفعاليات إرشاد وجولات لبعض الأحراش، كما تجري في ساحة رابين في تل أبيب عروض بمناسبة  اليوم العالمي من أجل البيئة.
وفي هذه السنة، كما في كلّ سنة، ستقوم وكالة حماية البيئة التابعة للأمم المتحدة بإجراء احتفالها السنوي في سنغافورة تمنح فيه جائزة "فرسان جودة البيئة" لبعض الشخصيات التي أسهمت في المحافظة على جودة البيئة.
  تطالب جمعيات حماية البيئة في هذه السنة جميع دول العالم بتخفيض نسبة نموّها الاقتصادي من 1% إلى 3% حتى سنة 2030 كي تتمكن الكرة الأرضية من مواجهة الأزمة البيئية المهددة لها.
من المتوقّع أن يسهم هذا التخفيض في مكافحة الانحباس الحراري وفي ارتفاع معدّل درجات الحرارة وفي حماية الغابات ومنع التصحّر والجفاف وبوقف تلوّث الموارد المائية والهوائية.  فيما إذا استجابت المنظمة العالمية OECD لطلب إسرائيل في الانضمام إلى صفوفها، فهذا ليس لارتقاء إسرائيل لمستوى الدول التي تحافظ على البيئة، بل  نتيجة لإلحاح إسرائيل وإصرارها على العضوية في المنظمة! فهل تعتبر الدول العربية والدول الفقيرة من هذا الأسلوب؟! لماذا لا ترسل الدول العربية وزراء البيئة  عندها للاشتراك في مثل هذا الاجتماع الهام؟ هل لوزير البيئة الإسرائيلي جدعون عزرا وقت واهتمام بالأمر أكثر منهم؟!
 سيبحث هذا الاجتماع في التقرير الذي أعدّته المنظمة الذي تم فيه تحليل الاتجاهات البيئية في العالم بشكل واسع، كما يتضمّن التقرير توصيات ومطالب وإرشادات ونصائح عديدة لدول العالم التي تبدي الاستعداد لمواجهة التحدّيات والمخاطر والمشاكل البيئيّة المحدقة والمتربصة بالكرة الأرضية، على أمل أن يتم تقليص المنتوج العالمي بنسبة 2.5%.
يتضمن تقرير منظمة OECD تحذيرًا فيما إذا استمرت الدول في وتائر إنتاجها الحالية، بدون الالتفات إلى  توصيات المنظمة والعمل على تطبيقها، لأنّها قد ترتفع نسبة الغازات السامة المنبعثة من الكرة الأرضية بنسبة 37% حتى سنة 2030. و الغريب بالأمر أنّ المنظمة تحمّل المسؤوليّة عن هذا الخطر،فقط،  لكلّ من الهند والصين والبرازيل وروسيا ! ويؤكّد التقرير بأنه بعد 20 سنة ستكون كمية الغازات السامة التي تسببها هذه الدول يعادل ما تسببه الثلاثون دولة الأعضاء في OECD معًا.
يفاقم النمو الزراعي الضغط على الأنواع البيولوجية الموجودة على الكرة الأرضيّة، يقول التقرير بأنه على الإنسانية أن تزيد من المساحات الصالحة للزراعة في الكرة الأرضية بنسبة 10% لكي تكفي لغذاء سكان العالم وللمحروقات البيولوجيّة. بينما في الواقع الأمر على عكس هذا تمامًا فوتيرة زيادة المحروقات البيولوجية تحتاج إلى 242% زيادة من نسبة الأراضي الزراعية، ويحتاج التكاثر السكاني  إلى 150% زيادة على مساحة الأبنية السكنية!( على سبيل المثال ستكون مساحة أبنية السكن في الصين أكبر منها اليوم في غرب أوروبا.)  وستتناقص مساحة الغابات في جنوب أسيا بثلثين، وما بين 20-25% في الصين وأفريقيا وفي شرق أوروبا وفي أستراليا. وستفقد أفريقيا 1.2 مليون كيلو متر مربع.
 سيؤدي هذا الأمر إلى فقدان وانقراض بعض الأجناس النباتية والحيوانية وسيقوّض إمكانية إجراء الإصلاح الأيكولوجي الذي يساهم بدوره في النمو الاقتصادي المربح للجنس البشري.كما سيرتفع عدد حوادث الموت كنتيجة للتلوث المؤذي لطبقة الأوزون بحوالي أربعة أضعاف العدد اليوم! وسيتوفى في كل سنة أكثر من ثلاثة ملايين إنسان لتنشقّه الذرات السامة المنتشرة في الجو الملوّث.
  هناك إمكانية بأن توقف البشرية هذا الخطر الداهم،  كما تقترح المنظمة، بأن تستعمل الدول الطاقة الخضراء، وبأن  يتمّ تغريم كل دولة تسبّب غاز الكربون،(على سبيل المثال أن تدفع كل دولة مقابل إطلاق طن واحد من غاز ثاني أكسيد الكربون 25 دولار)، وأن تعاقَب بإلغاء الدعم المالي الممنوح لهذه الدول  لاستخراج الماء واستصلاح الأراضي
العمل بموجب هذه التوصيات، قد يقلّص الغازات السامة المسببة لارتفاع درجات حرارة الكرة الأرضية بنسبة 43%. لكن، للأسف، حتى الآن لم تأخذ الدول  توصيات ومطالب المنظمة على محمل الجد. بل هناك زيادة في استخراج المعادن والمواد الخام مما يدعونا إلى التشاؤم .
نتمنى أن تشهد الأيام القادمة انخفاضًا في استهلاك المواد الخام وتناقصًا في النفايات وضغطا شعبيا على الحكومات.
كتب : راضي كريني
الأثنين 28/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع