عيلبون.. نزع الفتيل لا يعني اختفاء القنبلة الطائفية الموقوتة



الأحداث الخطيرة التي وقعت في عيلبون يوم الجمعة الأخير ليست "أمرًا عابرًا"، بل مؤشرًا مقلقًا يتوجب التوقف عنده مليًّا؛ عند مسبّباته، والأهم من ذلك: عند ما كشفه من عصبية طائفية عنيفة في المجتمع العربي، لم تطوَّق بعد.

 

لقد نجح العقلاء وأصحاب المسؤولية من كافة الأطراف في نزع فتيل الأزمة، ولكن القنبلة- وهي ذهنية التعصّب الطائفي- ما زالت موقوتة وتهدّد بالانفجار في أية لحظة. وكل التصريحات عن "قيمنا" و"شيمنا"، على أهميتها وضرورتها، لا يمكن أن تشكّل حلا جذريًا لما حدث في عيلبون، وقبلها في المغار وطرعان والناصرة، وما قد يحدث في أية قرية أو مدينة عربية متعدّدة الطوائف.

 

إن خطورة مثل هذه الأحداث تتعدّى الإصابات الجسدية والأضرار المادية، لأنها تشكّل أرضية خصبة لنغمة سامّة أخذت ترفع رأسها في السنوات الأخيرة، مفادها أنّ الملاذ الأخير أمام هذه الفئة أو تلك هو الاحتماء بالسلطة والانخراط في جيش الاحتلال وأذرع "الأمن"، أو (وهذا أخطر) الهجرة.
على أنّ المؤسسة الحاكمة معنيّة بتكريس هذه الوضعية، وفق منطق "فرّق تسد" الجديد/ القديم، وعلى أنّ المؤسسات الدينية غير مؤهلة، في هذا السياق تحديدًا، لقطع الفرع الذي تتربّع عليه وتستمد سلطتها منه؛ فعلى القوى السياسية الوطنية التقدميّة والمؤسسات الأهلية أن تأخذ دورًا يتجاوز إطفاء الحرائق. أما طمر الرؤوس في الرمال فلا يمكن أن يكون خيار من يريد منع الانفجار القادم.

رجا زعاترة
الثلاثاء 29/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع