الاحتلال يجعل مدينة الصدر مدينة أشباح: 170 قتيلاً وجريحاً... وشروط لوقف النار



في واحدة من اكبر «المجازر» التي ترتكبها قوات الاحتلال في مدينة الصدر، قتلت القوات الأميركية وأصابت أكثر من 170 عراقياً في ثلاثة أيام، فيما كانت الحكومة العراقية تتهم إيران بتصعيد العنف، عبر تسليح الميليشيات.
وحولت أسابيع من الغارات الجوية الأميركية والاشتباكات الدموية مع عناصر ميليشيا «جيش المهدي» قطاعا واسعا من مدينة الصدر إلى مدينة أشباح. وأعلن الجيش الأميركي، أمس، انه قتل 38 شخصا منذ ليل أمس الأول، في واحدة من اعنف المعارك خلال أسابيع في مدينة الصدر. وأوضح أن الدبابات قتلت 22 شخصاً هاجموا نقطة تفتيش أميركية عراقية مشتركة. كما قتل سبعة نصبوا كمينا لدورية في الوقت ذاته. وقتل الاحتلال تسعة أمس.
وقال مسؤولون في المستشفيين الرئيسيين في مدينة الصدر إن المستشفيين استقبلا ثمانية قتلى، و72 مصاباً، خلال 24 ساعة من الاشتباكات.
وكان الجيش الأميركي أعلن، السبت الماضي، انه قتل ستة من المنتمين إلى «الجماعات المسلحة» في غارات جوية. وذكرت الشرطة العراقية إن عشرة قتلوا وأصيب ,44 بينهم نساء وأطفال، في الغارات الجوية والاشتباكات.
وسقطت خلال اليومين الماضيين ثمانية صواريخ على المنطقة الخضراء، و14 في أماكن أخرى من بغداد، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة .20
وقال نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح «هؤلاء أشخاص مدربون جيداً، ويعلمون متى يختارون التوقيت، لان هذا يجعل رصدهم أمراً صعباً». وأضاف «هذه تذكرة بالسبب الذي ينبغي لأجله عدم السماح لهذا الوضع بالاستمرار. الميليشيات اخترقت الدولة والمجتمع، وهذا لن ينتهي من دون نزع سلاح هذه الميليشيات وتفكيكها، وإلا لن ينعم المجتمع بالسلام». وأعرب عن اعتقاده أن الدخول في مواجهة عسكرية على نطاق واسع لن تكون مجدية، لأنها ستعرض الكثير من المدنيين للخطر.
إلى ذلك، أعلن قائد عمليات محافظة واسط اللواء عثمان الغانمي اعتقال 44 مطلوباً من عناصر «جيش المهدي» خلال حملة نفذتها قوات أميركية وعراقية في الكوت. وأعلنت الشرطة العراقية العثور على عبوات ناسفة إيرانية الصنع خلال مداهمة احد المنازل في كربلاء. واغتال مسلحون القيادي في «جيش المهدي» بمدينة البصرة علي غالب وسط المدينة. وقتل خلال الأيام الثلاثة الماضية 21 عراقيا، ,57 في انفجارات وهجمات في بغداد وضواحيها وسامراء وكركوك والموصل.
وأعلن الاحتلال الأميركي مقتل 4جنود في هجوم بالصواريخ أو قذائف الهاون شرقي بغداد أمس، وهي المنطقة التي تدور فيها المعارك الضارية مع عناصر «جيش المهدي».
ورفض المتحدث الرسمي باسم مكتب الصدر في النجف الشيخ صلاح العبيدي، أمس الأول، شروط رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الجمعة الماضي، لوقف الهجوم على «جيش المهدي». وقال «نحن نعترض على المبدأ الذي طرحه المالكي، وطرح من خلاله هذه النقاط الأربع، حيث إنه انطلق من مبدأ أن الحكومة لها كل الحق في أن تفعل ما تريد وان تسلط على دماء العراقيين من تريد». وجدد الدعوة إلى الحوار، موضحاً «نحن نقول إن الأزمة تحل بالحوار الموضوعي».
واتهم المتحدث باسم خطة «فرض القانون» اللواء قاسم عطا طهران بتسليح الميليشيات. وقال إن 712 صاروخاً وقذيفة هاون أطلقت في بغداد خلال الأسابيع الماضية معظمهما إيرانية الصنع. وأضاف «لقد عثرنا على العديد من قطع الأسلحة الإيرانية الصنع، ومن بينها كاتيوشا وصواريخ غراد وعبوات ناسفة ذكية تزرع على جانب الطريق وقنابل ذكية. كما صادرنا بعض الوثائق وحددنا بعض الأشخاص».
وقال المتحدث باسم قوات الاحتلال الأميركي الأميرال باتريك دريسكول «أي شخص يحمل سلاحاً وفرته (إيران) أو يستخدم (أسلحة) مصدرها إيران هم على الأرجح أشخاص تدربوا في إيران على استخدام هذه الأسلحة». وأضاف «نعلم أن هذه جماعات خاصة عندما يطلقون صواريخهم وقذائف الهاون»، مؤكداً أن هذه الجماعات تتكون عادة من أعضاء من ميليشيا «جيش المهدي» يتجاهلون أوامر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بإلقاء أسلحتهم.
وكان وفد برلماني عراقي، غاب عنه نواب المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وحزب الدعوة الذي ينتمي إليه المالكي، طالب بعد زيارته مدينة الصدر، أمس الأول، الحكومة العراقية والقوات الاميركية بـ»وقف العمليات العسكرية ورفع الحصار عن المدينة»، مؤكدا ضرورة «التحقيق في الانتهاكات التي لحقت بحقوق الإنسان» جراء العمليات التي تجري منذ نحو شهر، و«التنسيق مع التيار الصدري لتنفيذ عمليات الاعتقال التي تستهدف المطلوبين في المدينة».
(أ ف ب، أ ب، رويترز)
الثلاثاء 29/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع