في الناصرة وتل أبيب: نرفع راياتنا الخفاقة



الرفيق عبد الستار، بقّال من الطيبة، هاتفني قبل قليل وقال: "أكتبوا عن غلاء المعيشة، أكتبوا عن احتجاز مستوردي المواد الغذائية للأرز واحتكاره إلى مطلع الشهر لبيعه الطاق طاقين.. أكتبوا في الإتحاد بأن على الناس أن يخرجوا للمشاركة في أول أيار..".
أردت أن أطمئنه وأقول بأننا سنكتب وسنخرج للتظاهر لكنه رد بشيء من الخيبة "وأنا أيضا أقول للزبائن بأن عليهم التحرك فيجيبونني، حركونا، إن لم تحركونا أنتم الشيوعيين من سيتحرك"؟
يسأل الرفيق عبد الستار، يغلق الهاتف ويعود إلى تحريض الزبائن: "ولكو بمصر، طلعوا وتظاهروا انتو مالكو؟ شو بتستنوا أكثر من رفع أسعار الأرز بنسبة 100%؟!! تحركوا..".
الناس يريدون التحرك، لكنهم لن يتحركوا ما لم يحركهم الحزب الأقدر على هذه المهمة، حزبنا الشيوعي، الذي من واجبه في هذا العام أن يرفع صرخة الأول من أيار بصوت مجلجل وواضح:
إحياء هذا اليوم، يصبح عاما بعد عام أكثر إلحاحا وأهمية، في ظل الضربات القاسية التي يتلقاها العمال في أسرائيل، وبخاصة العمال العرب الذين يعانون تمييزا مضاعفا، فهم كسواهم من العمال في البلاد، بل وأكثر يعانون انسحاق الأجور مقابل غلاء المعيشة ويعانون أيضا النقص في أماكن العمل.
إحياء الأول من أيار، هو تأكيد على حق المواطنين بالانضمام إلى دائرة العمل من خلال إيجاد أماكن العمل.. وهو تأكيد على حق العمال بالتنظم النقابي ومنع تحويلهم إلى لقم سائغة في أفواه أصحاب رؤوس الأموال الجشعين..
إحياء الأول من أيار، نضال ضد الاحتلال، وضد تبذير الأموال الطائلة عليه، بدلا من استثمارها لرفاهية المواطنين والحفاظ على كرامتهم.. إحياء الأول من أيار، مهمة الجماهير العربية العاملة، فنحن لن نقبل بالعيش الذليل ولن نسمح بسلب اللقمة الحلال ومكان العمل بعدما سلبوا الأرض والحياة الهانئة..
إحياء الأول من أيار في بلادنا، رافد آخر في صالح نضال الطبقة العاملة حول العالم، ضد سياسة إفقار الفقراء وإغناء الأغنياء في ظل العولمة المستشرسة..
هذا واجب الحزب أما واجبنا نحن أن نستجيب لهذه الدعوة ونلبيها بكل النشاطات المحلية والمناطقية ولكن الأهم الأهم بالنشاطين المركزيين، في الناصرة وتل أبيب، وهنا أهمية رمزية خاصة لهذين الحدثين:
في الناصرة، علينا أن نعيد إلى الأذهان معركة أيار 58، الهبة الحمراء ضد العدمية القومية.. في الناصرة علينا أن نؤكد بأن هذه المدينة ومهما تنوعت الألوان هنالك لون واحد طاغ يعلو ولا يعلى عليه: اللون الأحمر..
في تل أبيب، هذه السنة تنطلق المظاهرة بدعوة من رفاقنا هناك من أحد أحياء الفقر في المدينة، هناك سنذهب ونلح على أهل هذا الحي: قاتلوا الاستغلال الطبقي، قاتلوا الاحتلال لا تغمضوا عيونكم أمام معاناة أطفال وعمال غزة والضفة فأنتم القادمون بالدور لا محالة.. وهناك ستنتهي المظاهرة أمام أبراج البنوك وشركات القوى العاملة عند ملتقى شارعي روتشيلد واللنبي..
هناك سنرفع الصرخة.. هناك لن نكتفي بالصرخة.. هذا هو واجب الحزب، ذاك أن ما ينفع الناس، وما ينفعها فقط، فعلا مضارعا مرفوعا بالضم هو هو ما يمكث في الأرض..
وكل أيار ونحن صاحون!!

أمجد شبيطة
الأربعاء 30/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع