المقهى، ليلا



 

 

 

 

 

 

 

بين كراسي المقهى الملقى على الأرض
يرتاح رجلٌ وامرأة.. ينظران بعيون
يملؤها الدهشة والشوق إلى الإسفلت المقابل
تغلق المرأة الشباك،
النادل يزفر تعبًا ونشوة
أصابعه تتثاءب نحو الشباك
يتقاسم مع الرجل الجالس بأقصى الشمال
حزنَ الشاي وبعض الصمت

تفكر المرأة
ماذا لو انتهى الصيف؟
ماذا لو سهوت قليلا
يميل الرجل قليلا بجذعه نحو المرأة كأنه ظل ياسمينة
تفكر المرأة
آه كم أحب الشتاء،
إنني أذوب لذة حين يمر الماء تحت قدمي
آه لو يتحرك قليلا نحو اليمين
إنني أموت بردًا
وماذا لو أخذني الآن بين يديه
لقد نسيت مظلتي، إنني أتجمد

تحاول أن تقرأ أفكاره
يقول الرجل هل ندخل المقهى لنشرب الشاي
لا، إنني لا أملك ثمنه
وسأعود سيرا على الأقدام
فأنا أحب المشي ليلا
أذن لنركض قليلا لندفئ أجسامنا تقترح المرأة
لا أريد
أذن
سأختبئ في أول غيمة قادمة، وأنت؟
سأهطل لأخفِّف من برودة جسدي.

 

* شاعر فلسطيني مقيم في رام الله

مهيب البرغوثي
الجمعة 2/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع