المجاهد الكبير أكرم زعيتر



( 1909 - 1996)

بين نابلس وعكا من جبل النار إلى البحر الهادر ولد وترعرع مجاهد من كبار مجاهدي فلسطين وابن من ابر أبنائها فارس مغوار يتصف بشجاعة نادرة ويتحلى بنبل الأخلاق وإيمان مطلق بعقيدته وتفان كبير في أداء الواجب انه المعلم الأول في التربية والتعليم والأستاذ الكبير في النضال والكفاح انه فتى فلسطين اكرم زعيتر .
ولد المجاهد المرحوم اكرم زعيتر في مدينة نابلس عام 1909 والده الشيخ عمر زعيتر زعيم نابلس ورئيس بلديتها في أوائل القرن العشرين أخوه العلامة عادل زعيتر شيخ المترجمين العرب. أكمل دراسته الثانوية في كلية النجاح بمسقط رأسه ثم انتسب إلى الجامعة الأمريكية في بيروت والتحق بعدها بكلية الحقوق بالقدس.
في بداية حياته زاول مهنة التعليم في ثانويات فلسطين وفي سنة 1929 أثناء حملة المندوب البريطاني على الثوار العرب استقال من مهنة التعليم ليتفرغ للعمل الوطني
تولى رئاسة تحرير جريدتي " مرآة الشرق " وجريدة " الحياة " جرى اعتقاله وأغلقت جريدة الحياة التي أسهمت في تحريك أحداث عام 1931 ثم ابعد إلى نابلس وعمل في التدريس في كلية النجاح وألف مع نخبة من أصحابه " جمعية العناية بالمساجين العرب " وفي نفس الفترة أسس مع رفاقه حزب " الاستقلال " في فلسطين وشارك في " عصبة العمل القومي في سوريا. عمل على عقد اجتماعات شعبية لمقاومة الانتداب البريطاني وتأليف لجان قومية خاصة بعد الصدام الذي وقع بين الوطنيين الفلسطينيين والأمن البريطاني ودعا إلى إضراب كبير استمر ستة أشهر وكان الممهد لثورة عام 1936.
قي عام 1941 وبعد مطاردة قوات الانتداب البريطاني للأحرار العرب لجأ إلى العراق وهناك عين مفتشا للمعارف وأستاذا في دار المعلمين العراقية وبعدها لجأ إلى سوريا إلى حلب ثم إلى تركيا كلاجئ سياسي في الأناضول وفرضت عليه الإقامة الجبرية في استانبول.
في عام 1945 وبعد استقلال سوريا عاد إليها ليمارس نشاطاته القومية فاشغل منصب مستشار لوفد سوريا في الجامعة العربية ثم عضوا دائما لفلسطين في الجامعة العربية.
في عام 1947 ترأس وفدا عربيا إلى أميركا اللاتينية لشرح قضية فلسطين والدفاع عنها واشترك في معظم المؤتمرات الوطنية المنعقدة في الشرق العربي. في 1959 اشترك في معظم الندوات الإسلامية المنعقدة في القدس .وفي عام 1963عين سفيرا للأردن في سوريا وفي عام 1966 عين وزيرا للخارجية الأردنية وفي عام 1967 أصبح عضوا في مجلس الأعيان الأردني ومن ثم وزيرا للبلاط الهاشمي وفي عام 1971 عين سفيرا للأردن في لبنان وبعدها عاد إلى عضوية مجلس الأعيان في الدورات الثلاث الخامسة عشرة السادسة عشرة والسابعة عشرة ورئيسا للجنة الملكية لشؤون القدس.
 اعتقل عدة مرات في القدس وابعد مرتين إلى نابلس بدأ حياته كمعلم وترك مهنة التعليم ليمارس دوره الوطني في سبيل فلسطين والفكرة العربية الحرة. انه المجاهد العربي المعلم الكاتب المفكر المناضل علم من اعلام البيان والجهاد العربي والنضال القومي الذي غذى القضية الفلسطينية بعقله وروحه وجسده وآمن بوحدة العرب وقضيتها الكبرى فلسطين. انه أديب الوزراء ووزير الأدباء وسفير الأدب والفكر والنضال ورمز من رموز فلسطين والعرب انه الثائر أكرم زعيتر امة في رجل. هذا هو الرجل الإنسان الكبير الذي دوت حياته بالأعمال الصاخبة وواكب القضية الفلسطينية في جميع مراحلها على امتداد عمره الذي قارب التسعة عقود.
لعائلة أكرم زعيتر ارفع آيات الشكر والتقدير على المبادرة الخلاقة في منح جائزة سنوية إحياء لذكراه في حفظ الذاكرة الفلسطينية مخولين مؤسسة الأسوار للتنمية الثقافية والاجتماعية – عكا بإدارة حنان ويعقوب حجازي لمن يستحقها وكانت هذه السنة من نصيب الدكتور مصطفى كبها لدوره الفعال في توثيق الذاكرة الفلسطينية لما قام به من أعمال وأبحاث في هذا المجال. وقد أقيم الاحتفال التكريمي للدكتور مصطفى في الخامس عشر من نيسان 2008 على مسرح اللجون تحت رعاية مؤسسة الأسوار وبحضور شخصيات بارزة من جميع أطياف مجتمعنا العربي في البلاد. وقد تناول جميع المتحدثين سيرة أكرم زعيتر وأشادوا بالدور الفعال الذي قام به الدكتور مصطفى من ام القطف المحاضر في موضوعي التاريخ والإعلام في الجامعة المفتوحة وجامعة بئر السبع. والجدير بالذكر أن نجل المرحوم المهندس سري زعيتر حيّا المهرجان من الأردن بكلمة نقلت عبر الهاتف لعدم السماح له بالدخول إلى البلاد وحضور الحفل التكريمي إحياء لذكرى والده، وقد قدم للدكتور مصطفى درع تذكاري باسم عائلة أكرم زعيتر بالنيابة عنهم مؤسسة الأسوار عكا.
 تحية إجلال وإكبار للشهيد أكرم زعيتر ولعائلته على هذه اللفتة الأخلاقية والإنسانية وكل الاحترام والتقدير لمؤسسة الأسوار وكل العاملين فيها على هذا الدور التاريخي في إعلاء شان وتكريم رجالاتنا من صانعي التاريخ والفاعلين على الساحة الإنسانية الفلسطينية من رجال أدب وعلم وثقافة وسياسة في إنعاش الذاكرة الفلسطينية وإحياء ذكرى رجال تركوا بصماتهم على صفحات التاريخ العربي. وللدكتور مصطفى ألف ألف مبروك فأنت تستحق التكريم والاحترام وأنت أهل لذاك.

(دير الأسد)

عبد الخالق اسدي *
الأثنين 5/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع