الانسان الفرد وتحدّيات الثورة التكنولوجية!!



لم يعد الحديث عن المشهد الاعلامي في العالم بعامة والعربي بخاصة، نزهة سياحية في حدائق مدن الكلام، فمنذ بداية الثمانينيات، حينما غزتنا وطأة العولمة، وان شئت الكوكبية او الكونية، نجح تطور تقنيات الاعلام والاتصال، ان يقلب، في سياق سيرورتها، ان يقلبها رأسا على عقب، فحقول الفضائيات ومواقع الانترنت وقنوات الاتصال، ازدهرت وانتشرت كالفطريات، في كل "قرنة" من قُرن حياتنا، لماذا؟! لأنها اصبحت اخطبوطات فضائية، عابرة للحدود، لم تُبق المجال الفضائي مجرد سماء صافية، بل خلّته ايضا مجالا للمنافسة في كل مجالات الحياة – هذا، بالاضافة الى تمكنها من اعادة تشكيل موازي القوى الاقليمية منها والعالمية في ما يتعلق بالانتاج والبث والتقاط البرامج، التي باتت المبلور الاساس في صياغة وعي الجماهير، في مجتمع شبكي ورقمي ومعلوماتي – والسؤال، قارئاتي، قرائي الكرام، اين نحن من هذا المنجز؟! وهل نحن داخل رهانات هذا العصر وتحدياته ام خارج كل ذلك؟!! اذًا، خذوا، بالله عليكم هذه المعطيات، لقد اكدت احصائيات عام 2000، اننا كعرب نشكل 5% من سكان المعمورة، اما مستخدمو الانترنت منا فلم يتجاوز الـ 0,05%، ولماذا؟ لأنه بالاضافة الى معدلات الاميّة المرتفعة التي نعرفها، فنحن ايضا نعاني من امية الكترونية بسبب هيمنة اللغة الانجليزية على الانترنت، وهذا ما ادى الى جعلنا كعرب نشكو من عجز رقمي، وضعنا تحت المعدل العالمي بكثير في ما يتعلق باستخدام تقنيات الاعلام والاتصال الجديدة – وعرّض مقومات تنميتنا الجماعية الذاتية الى الاهدار.
هذا، ولم، ولن تنجح الاجراءات "القامعة" التي اعتمدتها، وتعتمدها "الحكومات" في تحسين هذا الواقع المتردي لقطاع تكنولوجيا الاعلام والمعلومات والاتصال، لأن رهاناتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية!! تتكئ على دوافع مشبوهة. ألم يسمّ المسؤولون، في نفس هذه "الحكومات" الفضائيات بالصحون الشيطانية"!!
فصباح الخير، للعربي الفرد الذي سيعمّق وعيه، ويأخذ زمام المبادرة، في ممارسة خياره الذاتي، في هذا المجال التقني التكنولوجي المعرفي، لنظل الابن والخلف الوفي للحضارة العربية، التي كان لها القول الفصل في حالها كما في مالها لقرون مضت..
رشدي الماضي
الأثنين 5/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع