ماذا ينتظر بوش من السعودية حين يطلب خفض سعر النفط؟



* محللون: بوش لن يحصل على أكثر من ابتسامة ومصافحة باليد حين يطلب من السعودية المساعدة في خفض سعر النفط *

وكالات- من المرجح ألا يحصل الرئيس الأمريكي جورج بوش على أكثر من مجرد ابتسامة ومصافحة باليد حين يطلب من السعودية المساعدة في خفض سعر النفط خلال زيارته للرياض الاسبوع الجاري للاحتفال بمرور 75 عاما على إقامة العلاقات بين البلدين التي شهدت تصدعا في العقد الأخير.
وتواصل أسعار النفط ارتفاعها لمستويات قياسية وتهدد بدفع الاقتصاد الأمريكي نحو حالة من الكساد. والقضايا الاقتصادية على رأس اهتمامات الناخبين الأمريكيين في عام الانتخابات الرئاسية حين يختارون من سيخلف بوش.
ومن المقرر ان يجتمع بوش مع العاهل السعودي الملك عبد الله في مزرعته الخاصة الجمعة بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لإقامة العلاقات الأمريكية السعودية.
وستأتي زيارة الرئيس الأمريكي للرياض عقب توقفه في اسرائيل للاحتفال بالذكرى الستين لقيام إسرائيل ويليها توقف آخر في مصر لإجراء محادثات مع قادة فلسطينيين.
ويتصدر جدول الأعمال النفط والعراق وايران وعملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية فيما يسعى بوش والملك عبد الله لتحسين العلاقات الأمريكية السعودية التي تدهورت في أعقاب هجمات 11 ايلول عام 2001 حيث كان عدد كبير من المهاجمين سعوديين والغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003.
وتتفق كل من السعودية والولايات المتحدة على ان تنظيم القاعدة مصدر تهديد. غير ان 15 من 19 من منفذي هجمات 11 ايلول من أصل سعودي وكذلك زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن مما شَوَه صورة السعودية في أعين الرأي العام الأمريكي.
كما ان غزو العراق رغم المعارضة الشديدة من السعودية أدى لتفاقم التوترات وأفقد الولايات المتحدة شعبيتها لدى المواطنين السعوديين.
وقال تشاس فريمان رئيس مجلس سياسة الشرق الاوسط وهو سفير أمريكي أسبق لدى الرياض: "هناك حالة انفصال غريبة. ثمة اعتراف من جانب حكومتي البلدين بالأهمية الكبيرة لهذه العلاقات.
"ولكن في الحالتين موقف الرأي العام سلبي للغاية. شوهت صورة السعودية بنجاح في السياسة الأمريكية والولايات المتحدة غير محبوبة في السعودية الى حد كبير في الوقت الحالي".
ومن جانبه يقول ستيفن هادلي مستشار الامن القومي الأمريكي ان العلاقات السعودية الأمريكية "بحالة طيبة" رغم التوترات بسبب حرب العراق.
وتريد الولايات المتحدة ان تحسن السعودية وغيرها من الدول العربية علاقاتها مع العراق ويقول هادلي: "نريد ان تقدم دعما دبلوماسيا أكبر للعراق ودمجه في الأسرة العربية. لم تحرز (الدول العربية) التقدم الذي نتمناه في هذا الصدد"!
وتريد الولايات المتحدة والسعودية احتواء النفوذ الايراني المتنامي في المنطقة.
ويقول فريمان: "يعتقد معظم السعوديين ان الهيمنة (الايرانية) على المنطقة جاءت نتيجة السياسة الأمريكية وان الولايات المتحدة تحتل العراق عسكريا ولكن ايران تحتله سياسيا".
ورغم العلاقات الشخصية الوثيقة بين بوش ونائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني والملك عبد الله ومسؤولين سعوديين آخرين إلا ان الصدع في العلاقات السعودية الأميركية لم يتم إصلاحه بالكامل بعد.
وقال محللون ان الصلات القائمة منذ عقود بسبب الطاقة والأمن ستستمر لسنوات قادمة بغض النظر عمن يخلف بوش في كانون الثاني المقبل.
ويقول جريجوري جوس مدير برنامج دراسات الشرق الاوسط بجامعة فيرمونت "ترجع هذه العلاقات لعهد فرانكلين ديلانو روزفلت" الرئيس الاميركي في الفترة من عام 1933 الى عام 1945.
وقال: "شهدت العلاقات توترا منذ الحظر النفطي في عام 1973 والثورة النفطية الأولى. تواصل الأمر مع الدمقراطيين والجمهوريين."
وخلال آخر زيارة للسعودية في كانون الثاني الماضي دعا بوش منظمة أوبك لزيادة الانتاج ولكن المناشدة لم تلق آذانا صاغية ومنذ ذلك الحين قفز سعر النفط أكثر من 30 دولارا وسجل مستوى قياسيا عند 126 دولارا للبرميل.
ومن المتوقع أن يحث بوش أوبك مجددا على زيادة الانتاج. ولكن محللين يقولون ان الطلب سيكون رمزيا الى حد بعيد ليبين بوش للرأي العام الأمريكي انه يحاول مواجهة أسعار النفط المرتفعة وان هذا الطلب لا يستند لتوقعات بتحرك سعودي مرتقب.
والسعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وعضو بمنظمة أوبك التي من المقرر ان تعقد اجتماعها المقبل لتحديد سياسة انتاج النفط في أيلول.
وقال روبرت ابل كبير مستشاري الطاقة بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "لا أتوقع أن تنجح (المناشدة) هذه المرة. انها لم تنجح في المرة السابقة".
وأضاف: "ما هو الشيء الذي سيحصل عليه الرئيس. مجرد مصافحة وابتسامة. هذا كل ما في الامر".

الثلاثاء 13/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع