ألرفيق الشيخ طه البيومي



1926-28/11/1980

من العادات التي ثابرت وما زلت مثابرا عليها بمحبة واعتزاز، زيارة شواهد رفاق دربي الذين كدحوا، واستحضارهم في الأول من أيار عيد العمال، خصوصا زيارة شاهد الرفيق الشيخ طه البيومي"أبو محمود". الخصوصية نابعة بالأساس من كونه قائدي في الحياة الحزبية الملتزمة بالطبقية والأممية مرورا بالقومية،ومن أوائل الذين أناروا طريق جيلي بالنضال الشعبي المثابر. فقد كان من قيادة خليتنا الحزبية في القطاع الجنوبي النصراوي كان ذلك في نهاية السبعينيات الفترة الحرجة من حياة شعبنا، قبل وأثناء وبعد عدوان الـ67.

 

كانت هذه الخلية مثل أخواتها من الخلايا الشيوعية المنتشرة في عرض وطول هذه البلاد، تجتمع في الأسبوع مرة على الأقل لتتابع وتناقش الأمور الحياتية العادية والبسيطة وغير العادية وغير البسيطة كمصادرة الأرض، القمع والاضطهاد، ووضع الأجندة للتصدي لهذه الممارسات وتجنيد الجماهير لمقارعتها. تجتمع هذه الخلية لتتابع وتنشر نشرات الحزب الداخلية وصحيفته "الاتحاد" ومجلة "الجديد" الثقافية و"الغد" الشبابية. تتابع أمور ومسارات طلابنا الذين درسوا في الدول الاشتراكية سابقا، الطب والهندسة والقانون..... الذين درسوا كمبعوثين من الحزب الشيوعي العريق.

 

صمود ومواقف الشيخ طيب الذكر طه البيومي ورفاقه أكبر وأوسع بكثير من هذه الصباحية، لا بل وكل الصباحيات؛ أكبر بأصالتها وعمقها والتزامها وعطائها؛ أصالتها من أصالة الوطن؛ وعمقها من عمق الأرض؛ والتزامها من التزام الزيتون لزيته والتزام الزيت لزيتونه؛ وعطاؤها من عطاء السماء لخيراتها؛ وصمود مناضليها مستمد من صخرها وصوانها .
لزيارة الشواهد واستحضار أصحابها أمثال الرفيق الشيخ"أبو محمود" مذاق خاص في الذكرى الذهبية لأيار الـ 58 وقد أعطتنا طاقة وشحنتنا بطاقة نضالية خلاقة وأعادت إلينا أبطال الهبة الحمراء فردا فردا، أعادت أبطال أم الفحم وعرابة وشفاعمرو والناصرة والقائمة أطول بكثير من هذه السطور.
الرفيق المناضل "أبو محمود"، ستظل ذكراك وذكرى أمثالك منقوشة فوق قلب هذا الوطن وسيظل شذا نضالك الطيب منتشرا في هوائنا، مهما غبت عنا، خلال أيام السنة ستعود بطيبها في عيدك وعيد أمثالك في الأول من أيار عيد الشرفاء الأحرار.
رجائي أن تُحيي  بعبقك هذه الزهور الخمسين الحمراء التي زرعناها، رفاقي وأنا، حول شاهدك، ليستمر تواصلنا.

مفلح طبعوني *
الأحد 18/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع