في الندوة حول ضائقة الأرض والمسكن في البلدات العربية الدرزية:
"ليس لنا عم أو عمة اسمها أملاك الدولة أو دائرة أراضي إسرائيل، لتقاسمنا ورثة الآباء والأجداد"!



* نفاع: أرض الزابود بقيت لأصحابه بفضل وحدة الأهالي النضالية * سويد: الإصرار والنضال والصمود هو الكفيل بوقف المصادرات التعسّفية


البقيعة ـ من مفيد مهنا ـ شارك العشرات أول أمس السبت في الندوة التي نظمتها لجنة المبادرة العربية الدرزية في المركز الجماهيري في البقيعة تحت عنوان "ضائقة  الأرض والمسكن في البلدات العربية الدرزية".
تولى عرافة الأمسية الشيخ نمر نمر مؤكدا على البراءة من "حلف الدم" المزعوم بين الدروز واليهود، مشيرًا إلى أن ما مر على الدروز من مظالم يشابه لا بل ويزيد عن تلك المظالم المنتهجة ضد الأقلية العربية في هذه البلاد. وأعاد الشيخ نمر الى الأذهان ما قاله المرحوم الشيخ أمين طريف، "عاصرت حكومتيّ الأتراك والانجليز ولم أجد  أجور وأظلم من هذه الحكومة". وأضاف نمر راحت حكومة واتت غيرها واخذ الوضع يتدهور أكثر وأكثر.

 

* الاستجداء لم يجد نفعًا

 

 


وقدم رئيس المجلس محمد خير تحية، تلتها مداخلة قدمها النائب الجبهوي د. حنا سويدن مستندًا إلى الأرقام والمعطيات عن كيفية سلخ الأرض من ملكية أصحابها إلى درجة ان هناك من لا يجد قطعة ارض يبني عليها بيته. وكثيرا ما يمنعون المواطن من البناء على أرضه بحجة أنها خارج المسطح او غير هذا من مخالفات وجور وملاحقة المحاكم. ونوه سويد إلى إننا قد نختلف في الطرح السياسي وفي انتخابات السلطات المحلية.. وهكذا يروح رئيس ويأتي آخر لكن إذا راحت الأرض فلن تعود. والضائقة التي يعاني منها أبناء الطائفة المعروفية تتفاقم باستمرار، وما يجري لأهالي دالية الكرمل وعسفيا ومحولات سلبهم أراضي الجلمة والمنصورة أبرز دليل على ذلك.
وأضاف سويد: لقد ثبت أن الاقتراب من السلطة و"تطييب الخاطر" ومحاولات الاستجداء من قبل البعض لم تجد نفعا وفقط الإصرار على إحقاق الحق والنضال والصمود هو الكفيل بوقف هذه الإجراءات التعسفية.

 

* المصادرة بدأت قبل 1948


أما الكاتب محمد نفاع سكرتير عام الحزب الشيوعي فاستعرض في كلمة شاملة ما جرى للأراضي العربية بشكل عام وأرض بيت جن بشكل خاص. إذ بعد قيام الدولة مباشرة بدأ مخطط سلب أراضي الخيط بوسائل الترهيب والترغيب. لكن بالنسبة لأرض الزابود قالت لهم وحدة الأهالي: "خيطوا بغير هذه المسلة". وعندما اعتدت الشرطة على حراس الأرض لقنوهم درسا لا ينسى. وهكذا بقي الزابود لأصحابه.
وأعاد نفاع للذاكرة ما جرى لمختار المطلة المقاوم للمصادرة وللصهيونية قبل سنة 1948، حيث استدعوه الى صيدا لتباحث فركب فرسه ملبيا الدعوة لكن الفرس عادت بدون خيالها بعد أن قتلوه. وهذا ما يؤكد ان مخططات المصادرة للأراضي العربية بما فيه أراضي الدروز بدأ مع ظهور الحركة الصهيونية.

 

* إلى أن جاء دور المنصورة


ثم تكلم الشيخ كمال حمزة حلبي عن أراضي الدالية وعسفيا وإنشاء المتنزّه (البارك) ليقتنص أراضينا ويمنع تطور قرانا. ثم عدد الشيخ حلبي العديد من المضايقات للأهالي والاستيلاء على أجزاء من أراضيهم في مواقع مختلفة إلى أن جاء دور أرض المنصورة وبدأت محاولات المصادرة والتضييق بتمرير أكثر من عشرة مشاريع قطرية في أراضينا مثل خطوط الكهرباء والماء والغاز والشوارع لكن سنبقى ندافع عن المنصورة الى آخر نقطة دم فينا.
وكانت بعض المداخلات حول موضوع الأرض وكذلك حول أحداث البقيعة، قدمها كل من جهاد سعد سكرتير لجنة المبادرة، غالب سيف (يانوح)، د. عبدالله ابو معروف (يركا)، زهر الدين سعد (المغار)، الشاعر نايف سليم وجدعان عباس (البقيعة). كما ألقى الشاعر حسين مهنا قصيدة عن أحداث البقيعة.
وفي حديث لمراسلنا مع عضو سكرتارية اللجنة سلمان مرزوق قال: "ليس لنا عم او عمة اسمها أملاك الدولة أو دائرة أراضي إسرائيل أو غيرها من مؤسسات السلب والمصادرة، لتقاسمنا ورثة الآباء والأجداد. ومن مفارقات الزمن أن السلطات الحاكمة تجندنا إجباريا في جيشها وفي الوقت ذاته تجند أراضينا في جيش الاستيلاء والمصادرة المفروض على كل الأراضي العربية في هذه البلاد. وأكثر من ذلك، تعمل الليل قبل النهار لسلبنا نحن الدروز هويتنا العربية الفلسطينية التي نعتز ونرفع رأسنا بها".

الأثنين 19/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع