لدى عرضه اقتراح الجبهة والكتل العربية لحجب الثقة عن الحكومة:
بركـة: إسرائيـل تتملـق للسيـد الأمريكـي
وتـعـربـــد إقـلـيـمـيـا لـخـدمـتـه



*د. حنين: الاستقلال والاحتلال لا يلتقيان*

القدس- لمراسلنا البرلماني- قال النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الدمقراطية البرلمانية، يوم أمس الاثنين، إن التملق الإسرائيلي للسيد الأمريكي في البيت الأبيض، فاق في الأيام الأخيرة كل حدود، خاصة مع تلاحق زيارة جورج بوش، لتتبعه رئيسة الكونغرس الأمريكي.
وجاء هذا في كلمة النائب بركة، خلال عرضه اقتراح حجب الثقة عن الحكومة باسم كتل الجبهة الدمقراطية والعربية الموحدة والتجمع، أمام الهيئة العامة للكنيست، في جلسة أعقبت جلسة ترحيب برئيسة الكونغرس الأمريكي، أمس.
وقال بركة: "بالإمكان القول إن هذا الشهر في الكنيست هو شهر السيد الأمريكي، وقد اعتدنا أن نسمع خطابات التملق والاستجداء لذلك السيد من وراء المحيطات، ولكن ما سمعناه اليوم في الكنيست، وقبل عدة أيام وصل إلى مستويات مثيرة للاشمئزاز، ونحن نرى القادة الأمريكان يحجون شخصيا إلى هنا، أو يحجون شفهيا من هناك عبر خطابات التأييد والدعم لإسرائيل".
وتابع بركة قائلا: "إننا نعرف لماذا يحج قادة أمريكا إلى إسرائيل بالذات، فذاك ينهي ولايته ويرى لزاما عليه شكر الجهة الوحيدة في العالم التي دعمت دون أي تحفظ سياسة الحروب وسفك الدماء التي انتهجها، وآخرين يرون بالحجيج إلى إسرائيل مهمة ضرورية في عام الانتخابات الأمريكية".
وأضاف بركة إن "السؤال الذي يُطرح الآن ما الذي يجعل الإجماع الصهيوني يلهث في تملقه هذا، هل من اجل المليارات التي تدفعها الولايات المتحدة لحكوماتكم، أنتم تدفعون ثم هذا الدعم بدماء أبنائكم وأجسادهم، وماذا نقول عن الدم الفلسطيني والعراقي واللبناني وغيره الذي يسفك على مذبح السياسة الأمريكية".
وقال بركة: "إن إسرائيل جعلت من نفسها رهينة للسياسة الأمريكية، وأخذت على نفسها مهمة العربيد الأمريكي في المنطقة، فهي تخلق التوترات والحروب والاحتلالات، وكل ما من شأنه أن يمنع الاستقرار، ثم يسارع قادتها للتباكي بأنهم يواجهون خطرا على كيان إسرائيل".
وأكد بركة قائلا إن "الخطر لا يواجه الكيان الإسرائيلي بل حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة هي التي تواجه الخطر الإسرائيلي الأمريكي".
وتابع بركة: "إن الولايات المتحدة ليست معنية بالاستقرار في المنطقة، فهي بحد ذاتها حجر عثرة في طريق السلام، من خلال تأييد أعمى للسياسة الإسرائيلية، وفي نفس الوقت ترفض مثلا، مفاوضات مع سوريا، رغم إعلان سوريا الواضح رغبتها باستئناف العملية التفاوضية على أسس واضحة".
واستذكر بركة كيف أنه في أوج الحرب الإسرائيلية على لبنان، في صيف العام 2006، وعندما أعلنت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، لتعلن أنه من الأجدر الشروع بمفاوضات لوقف إطلاق النار، سارعت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس لتعلن أن "الوقت لم يحن بعد لوقف إطلاق النار".
وانتقد بركة السياسة الإسرائيلية، وقال إن حكومات إسرائيل كما الحكومة الحالية، جربت جميع الخيارات من حروب واحتلال واستيطان واضطهاد وحصار وتجويع وقتل، وكل هذه الخيارات لم تحقق شيئا لإسرائيل سوى المزيد من التوتر وسفك الدماء، ولكن خيارا واحدا لم يجربه بشكل حقيقي وواقعي وهو خيار السلام.
وقال بركة: "إن حكومات إسرائيل ليست جادة بالمفاوضات مع الجانب الفلسطيني، ويستغلون كل إمكانية من أجل التهرب من العملية السياسية، فتارة يقولون عن الرئيس (الراحل) ياسر عرفات أن بإمكانه التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل ولمكنه لا يريد، واليوم يقولون عن الرئيس محمود عباس، أنه معني بإبرام اتفاق مع إسرائيل ولكنه لا يستطيع".
وقال النائب الجبهوي د. دوف حنين، خلال مناقشة اقتراح حجب الثقة، إنّ إسرائيل تعيش أزمة حادة في مختلف المجالات، وخاصة في مجال السياسة، أو كما أسماها "سياسة الاحتلال التي تأتي على كل أفق لحياة أفضل".
وأكد د. حنين إنّ "الاستقلال والاحتلال لا يلتقيان بأي شكل"، وإنّه لا منفذ إلى المستقبل إلا من خلال السلم إذ قال: "جربت إسرائيل سياسة الاحتلال كما جربت سياسة الخطوات أحادية الجانب، ولم يبق إلا الخيار الثالث، مهملا لم يجرب بشكل جدي حتى الآن ألا وهو خيار السلم العادل والشامل".
وقال د. حنين إن السياسة الإسرائيلية المتساوقة والمصالح الأمريكية في المنطقة، تهدد أمن كل شعوب المنطقة.
وردا على نواب اليمين الذين حاولوا مقاطعته رد د. حنين بالتأكيد على أن هناك حاجة ومكانا للتفاوض مع حكومة حماس بخصوص التهدئة وصفقة تبادل للأسرى، مع ضمان تحرير القائد الفلسطيني مروان البرغوثي، وأكد أنه لا مبرر لمواصلة العدوان وتوسيع المستوطنات.
كما انتقل د. حنين للحديث عن الأوضاع الداخلية في إسرائيل، وتوقف عند أوضاع الجماهير العربية التي تعاني تمييزا في كل مجالات الحياة، وكذلك عند الشرائح المستضعفة، كالمسنين والنساء والأطفال، وتطرق أيضا إلى تردي الأوضاع البيئية وتقاعس الحكومة عن دورها في هذا المجال تحت ضغوط أصحاب رؤوس الأموال اذ قال: "الحديث عن علاقة رأس المال بالسلطة يبسط الأمور فاليوم، هنالك سيطرة تامة لرأس المال على السلطة".
وأنهى د. حنين كلمته بالتأكيد على ضرورة حجب الثقة قائلا إن "المواطنين يستحقون إجابات أفضل وأوضح مما توفره هذه الحكومة".

الثلاثاء 20/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع