هل تُعد اسرائيل لعدوان ام لهدنة مع حماس!



من استمع الى خطاب الرئيس الامريكي جورج دبليوبوش في المنتدى الاقتصادي الذي عقد امس الاول الاحد، في منتجع شرم الشيخ المصري، لاحظ دون شك ان رسول الشر الامريكي قد خصّ حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بوجبة ساخنة من التحريض الارعن، داعيا المجتمع الدولي ومشاركي المنتدى بمحاربة حماس متهما اياها بتقويض جهود السلام وباستمرارها في اعمال "العنف والارهاب"!! وهذه الوقاحة الاستعمارية السافرة للرئيس بوش التي تعكس موقفه احادي الجانب الداعم للعدوانية الاسرائيلية والمعادي للشعب الفلسطيني اتخذ لنفسه عمدا موقف اعمى البصيرة والبصر الذي لا يرى ارهاب الدولة الاسرائيلية المنظم الذي يمارسه الاحتلال الاسرائيلي بفرض الحصار التجويعي على قطاع غزة وارتكاب المجازر وجرائم الحرب ضد المدنيين من الفلسطينيين في الضفة والقطاع. وهذا التحريض السافر على حركة حماس لم يكن وليد الصدفة وجاء بناء على تنسيق مسبق مع حكومة اولمرت – براك الاحتلالية واستهدف احد امرين محتملين، الاول توفير الغطاء واعطاء الضوء الاخضر لتبرير تصعيد عدواني اسرائيلي جنوني وكارثي جديد على قطاع غزة. وقد جاء توقيت هجوم بوش على حماس في المنتدى الاقتصادي بشرم الشيخ بعد ثلاثة ايام فقط من تهديد رئيس الحكومة ايهود اولمرت في اجتماع مجلس وزرائه الاسبوعي حيث صرح "لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف السماح للوضع في جنوب اسرائيل ان يستمر بالطريقة التي يسير عليها منذ اشهر واصبح اتخاذ قرار حول كيفية معالجة الامور قريبا جدا"!! وجاء هذا التصريح كرد على قصف عسقلان واصابة عدد كبير من الجرحى ابان زيارة بوش لاسرائيل يوم الاربعاء الماضي.
والامر الثاني ان تهديد بوش البلطجي العربيد بمطالبته محاربة حماس الارهاب، جاء ايضا بالتنسيق مع حكومة الاحتلال الاسرائيلي لابتزاز تنازلات من حماس. فمن المعروف ان مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية، بما في ذلك حماس، توصلت وعن طريق الوساطة المصرية الى اتفاق حول الهدنة مع اسرائيل بشرط ان تلتزم اسرائيل بفك الحصار المفروض على قطاع غزة وفتح المعابر ووقف العدوان الدموي المسلح الاسرائيلي على المناطق الفلسطينية المحتلة. واسرائيل حتى كتابة هذه السطور ترفض التهدئة الفلسطينية وتطرح شروطا تعجيزية مثل اطلاق سراح الاسير الاسرائيلي شاليط وان تلتزم مصر بضمان عدم تسريب السلاح من مصر الى قطاع غزة. وبالطبع يرفض الفلسطينيون هذه الشروط التعجيزية الاسرائيلية، وان اطلاق سراح الاسير الاسرائيلي من الاسر الفلسطيني قضية منفردة ومرهونة ومربوطة باطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين في غياهب سجون الاحتلال الاسرائيلي. ولا نستبعد انه على ضوء فشل مفاوضات التسوية الاسرائيلية – الفلسطينية حسب رؤية بوش، يجري في الخفاء وبمباركة امريكية ونشاط مصري لعقد صفقة بين حماس وحكومة اولمرت – براك – ليفني يكون من بنودها اطلاق سراح الاسير شاليط مقابل اطلاق سراح مئات الاسرى الفلسطينيين ووقف مؤقت للتصعيد العدواني الاسرائيلي على قطاع غزة وفك الحصار الاقتصادي عنه مقابل وقف اطلاق القذائف والصواريخ الفلسطينية البدائية الصنع على مستوطنات الجنوب الاسرائيلي ! وبرأينا ان اية هدنة لا تكون مربوطة بدفع عجلة مفاوضات الحل الدائم لانجاز تسوية سلمية تؤدي الى زوال الاحتلال الاسرائيلي وانجاز الحق الفلسطيني بالحرية والدولة والقدس والعودة، فانها لن تكون اكثر من هدنة تتأرجح على فوهة برميل بارود قد يتفجر في أي وقت ولا يضمن الامن والسلام والاستقرار في المنطقة.

الاتحاد

الثلاثاء 20/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع