إبتهاج خوري - فقدانها خسارة لا تعوّض



اربعون يوما مضت على وفاتها وكل يوم يمر يزيدنا شعورا بفداحة الخسارة. رويدك ام منذر! ما هذا الغياب السريع وبدون سابق انذار ولا زال الطريق طويلا ولا زلنا في اشد الحاجة لأمثالك من الرفاق الغيورين الذين لا يمكن الاستغناء عنهم ويصعب نسيانهم لأنهم لم يتركوا لنا إلا كل ذكرى طيبة وأمثولة صالحة نقتدي بها!
ان حزننا عليك سيطول لأنني متأكد بانه سيمر وقت طويل حتى نحظى بمن يسد الفراغ الذي تركه غيابك الاليم.
اذا كانت قيمة الانسان بقدر ما يقدمه من عمل عظيم لصالح مجتمعه فان ما قدمته انتِ يساوي إن لم يتفوق على ما يقدمه الرجال لأنك كنت جندية مجهولة من هؤلاء الجنود المجهولين الذين قدموا حياتهم كلها قربانا واحترقوا لكي ينيروا لنا السبيل مصداقا للقول المأثور: "اذا لم احترق انا وأنت فكيف يخرج من الظلمة نور"..
تعود بي الذاكرة الى سنوات الخمسين من القرن الماضي حيث كانت مدارسنا تعاني من نقص كبير في غرف التدريس والموجود منها لم يكن صالحا، الى جانب نقص الكتب والمناهج المتعثرة وسيف الفصل مصلط على رقاب المعلمين ومن تجرأ على قول كلمة حق كان عقابه النقل والنفي الى اماكن بعيدة.
في تلك الايام كنا نجتمع سرا في بيتكم كل يوم احد ونصدر نشرة نطبعها ونوزعها سرا على المعلمين.
لقد كان بيتكم قلعة صمود ومنارة وملاذا للمقاومين وكان زوجك المرحوم رمزي خوري القامة العالية صاحب المبادئ التي لا يتخلى عنها والشخصية القوية والمؤثرة التي لها حضورها فلم يكن غريبا ان تتأثر زوجته به وتشاطره الهم وتشد ازره وأكاد اجزم انك لم تكوني اقل منه عزما وحماسا فعلى قدر اهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم.
وكان ابو منذر لنا الصديق الصدوق وكنت لزوجتي الصديقة الوفية المتحلية بأجمل الصفات الانسانية وقد آلمها وزاد من حزنها انها لم تتمكن من زيارة رفيقة عمرها زيارة وداع اخيرة.
سنذكرك ما حيينا ونجتهد لنعرف الاجيال على مسيرة نضالك المشرّف.
وتحية لروحك الطاهرة مني ومن زوجتي التي تعرفين عمق محبتها لك، ونحن كما تعرفيننا ابدا "باقون على العهد".
والله ما شطت نوى صاحب  سار من العين الى القلب

(كفر ياسيف)

الياس دلة *
الثلاثاء 20/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع