الكشف عن محادثات سورية إسرائيلية



حيفا- مكتب "الاتحاد"- كشفت المكاتب الحكومية الرسمية، أمس الأربعاء، في الوقت نفسه، في كلّ من العواصم السورية والإسرائيلية والتركية، عن مفاوضات غير مباشرة تجري بين الإسرائيليين والسوريين برعاية تركية. لعبت تركيا في هذه المفاوضات دور حلقة الوصل بين طرفي النزاع، بدون تدخّل أي طرف آخر وفقا لشرطها.
وصرّح الجانب الإسرائيلي من خلال مكتب رئيس الحكومة إيهود أولمرت، بأنّ هناك مفاوضات تجري بين إسرائيل وسوريا، بمستوى تمثيل منخفض حتى الآن، وأنّ هذه المفاوضات تجري في تركيا.
وأكّد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس الأربعاء في تصريحات صحافية ان سوريا حصلت في مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل تتم عبر وساطة تركية على التزامات بانسحاب من الجولان "حتى خط الرابع من حزيران 1967".
وقال المعلم: "بالفعل بدأت في تركيا محادثات غير مباشرة بوساطة تركية لايجاد الارضية الصالحة لاستئناف المفاوضات المباشرة لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة وفق مرجعية مدريد".
واضاف وزير الخارجية السوري على هامش منتدى التعاون العربي الصيني في العاصمة البحرينية المنامة: "تلقينا التزامات بالانسحاب من الجولان الى خط 4 حزيران 1967".
الا ان المعلم ذكر بان هذه الالتزامات "ليست جديدة بل بدأت منذ تعهد رابين عام 1993 والتزم به كل رؤساء الحكومات الاسرائيلية اللاحقين".
وخلص المعلم الى القول: "بهذه المناسبة اود ان انوه بجهود رئيس الحكومة التركية (رجب طيب اردوغان) منذ أكثر من عام للتوسط بين سوريا واسرائيل".
وكان الناطق باسم رئيس الحكومة ايهود اولمرت اعلن في وقت سابق عن هذه المفاوضات. إلاّ أنّه قال ردًّا على إعلان المعلم حول التعهد الإسرائيلي بالانسحاب الكامل، بأنّ المفاوضات تجري بناء على أسس مؤتمر مدريد، "ونحن لا نذكر بأنّ اسرائيل تعهدت في مؤتمر بالانسحاب الكامل من هضبة الجولان".
وفي الماضي لم يعلّق اولمرت على تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين بأنّ إسرائيل كانت قد التزمت بالانسحاب الكامل من هضبة الجولان، مما أثار زوبعة من قبل بعض أطراف الحكومة، وعاصفة في اليمين المعارض الذي يتّهم أولمرت بمحاولة التغطية على التحقيقات الجارية ضدّه.
واشترك في المفوضات عن الجانب السوري المحامي رياض داوودي مستشار وزير الخارجية السورية وليد المعلّم، وعن الجانب الإسرائيلي كل من طوربوبيتس كرئيس لطاقم المفاوضات وتورجمان كمستشار، وفي أعقاب ذلك أطلع أولمرت الوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنيّة ورؤساء الائتلاف الحكومي عمّا جرى في هذه المفاوضات.
كما اكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية في وقت سابق الاربعاء ان سوريا واسرائيل باشرتا "محادثات سلام غير مباشرة تحت رعاية تركية".
وافادت الوزارة في بيان ان "الطرفين اعلنا انهما سيقومان بتلك المفاوضات في اجواء انفتاح وحسن نية" من اجل التوصل الى سلام شامل طبقا للاطار المحدد في مؤتمر مدريد الدولي للسلام.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان التقى في دمشق في 26 نيسان الرئيس السوري بشار الاسد الذي اعرب عن استعداده لمواصلة التعاون مع تركيا حليفة اسرائيل لتحريك مفاوضات السلام مع اسرائيل.
واسرائيل وسوريا في حال حرب رسميا منذ 1948 لكنهما ابرمتا اتفاقات هدنة وفك ارتباط.

الخميس 22/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع