حزبنا الشيوعي يُحيي 90 عامًا من النضال:
ذكريات خِتيار لم تمُتْ أجياله (20)



*في مجزرة كفر قاسم واحداث يوم الارض الخالد واحداث اكتوبر الفين، "لم تجد" اجهزة السلطة المجرم الحقيقي بعد، ولم تكشف الذي ارتكب كل هذه العمليات الاجرامية بحق جماهير شعبنا في هذه البلاد. اللهم الا الضابط شدمي الذي حكم في قضية مجزرة كفر قاسم " بقرش".. ويا سلام على هيك عدل!! لذلك فليس صدفة اليوم ان يطهّرالمستشار القضائي للحكومة ايادي مجرمي احداث اكتوبر 2000. لان الحقيقة أن المجرم الحقيقي ليس الذي ضغط على الزناد بل الذي اعطى الاوامر للضغط على الزناد*

 

كانت فروع الشبيبة الشيوعية قد نظمت الوفود الكبيرة عربا ويهودا تضامنا مع اهالي الشهداء ومن اجل زيارة اضرحة الشهداء وعائلاتهم والشد على اياديهم استنكارا لهذه الجريمة ولهذه السياسة المعادية لجماهيرنا العربية. وكانت فروع الشبيبة الشيوعية قد نظمت ايضا المحاضرات والاجتماعات من اجل الشرح لجماهير شبابنا حول اهمية البقاء في الوطن وان المجابهة والتشبث في ارض الوطن هو السبيل الوحيد من اجل المحافظة عليه ومن اجل تطورنا المستقبلي في هذا الوطن الذي لا وطن لنا سواه. في الوقت نفسه بادرنا الى التوقيع على عرائض تطالب باقامة لجنة تحقيق برلمانية من اجل الكشف عن مرتكبي الجريمة بحق هؤلاء الشباب. وكانت الكتلة الشيوعية في الكنيست قد طالبت بعقد جلسة عاجلة للجنة الداخلية للبحث والتحقيق في هذه الجريمة وفي هذه الجلسة اقترح النائب الشيوعي الرفيق توفيق طوبي باجراء بحث عاجل حول مقتل الشباب العرب الخمسة بايدي شرطة حرس الحدود. وضرورة اقامة لجنة تحقيق برلمانية.
في الحقيقة،  وانا اراجع في ذاكرتي عن هذا الحادث المأساوي، عادت بي الذاكرة الى جميع الاحداث المأساوية التي حلت بشعبنا الذي بقي متمسكا في تراب هذا الوطن الى احداث كفر قاسم واحداث يوم الارض الخالد واحداث اكتوبر الفين وكل الشهداء الذين سقطوا خلال هذه الاحداث والعجيب وليس غريبا على توجهات هذه السلطة العنصرية وجميعها وقعت في ظل حكم حزب العمل وكلها متشابهة. والمجرم الحقيقي معروف وواضح وضوح الشمس في عز الظهر. ولكن اجهزة السلطة لم تجد المجرم الحقيقي بعد، ولم تظهر من الذي ارتكب كل هذه العمليات الاجرامية بحق جماهير شعبنا في هذه البلاد. اللهم الا الضابط شدمي الذي حكم في قضية مجزرة كفر قاسم " بقرش".. ويا سلام على هيك عدل!!
لذلك فليس صدفة اليوم ان يطهرالمستشار القضائي للحكومة ايادي مجرمي احداث اكتوبر 2000. لان الحقيقة أن المجرم الحقيقي ليس الذي ضغط على الزناد بل الذي اعطى الاوامر للضغط على الزناد وعندها سنصل الى قمة الهرم الحاكم في هذه الدولة لان حكومات اسرائيل المتعاقبة هي التي ترسم مثل هذه السياسة المعادية لجماهيرنا العربية.
انا واحد من الناس الذين عاشوا كل هذه الاحداث والمآسي التي حلت بشعبنا. وعمليا ارى واعرف ان السياسة واحدة والهدف واحد لكل حكومات اسرائيل العمالية والليكودية المتعاقبة. هذه الحكومات رأت في بقاء هذه الاقلية القومية في وطنها هي شوكة في حلوقهم ويريدون بكل الاساليب التخلص من هذه الجماهير وبن غوريون في حينه قال اننا لم نتوقع ان يبقى هذا العدد من العرب في داخل دولة اسرائيل. ونحن اليوم نسمع عنصريون معتوهون امثال لبرمان وغيره الذين هم دخلاء على هذه الارض يتمادون على اصحاب هذه الارض الاصليين الذين لم يهاجروا اليه بل هم منغرسون في هذا الوطن وهذه الارض الغالية. فاي زمن نحن نعيش اليوم ان هؤلاء لا يفهمون ان اسيادهم الاوائل من قبل لم يستطيعوا تحقيق هذه الحلم الذي يراودهم منذ قيام الدولة عندما كنا اقلية قليلة مستضعفة فكيف يمكنهم اليوم بعد ان اصبحنا شعبا متكاملا ويحمل جميع مقومات الحياة والبقاء وبعد ان تمرسنا في النضال والمجابهة الواعية ضد هذه السياسة الفاحشة التي يمارسها حكام اسرائيل ضد جماهير شعبنا خلال ستين عاما. ان هذه السياسة فشلت في الماضي وحتما ستفشل ايضا الآن وفي المستقبل كذلك. ونحن هنا سنبقى على صدورهم باقون بالرغم من كل المصاعب التي واجهتنا في الماضي والتي ستواجهنا في المستقبل ايضا. واننا على ثقة بالرغم من الغيوم السوداء المتلبدة في سماء منطقتنا بان فجر الحرية وفجر قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف سيبزغ حتما عاجلا ام آجلا. وهذه الثقة بهذا المستقبل ناتجة عن الثقة بقدرة جماهيرشعبنا في مواجهة هذا الواقع الذي نعيشه.
خلال سنوات 1961-1962 كانت المهمة الاساسية الملقاة على عاتق الشبيبة الشيوعية بالاضافة الى مساهمتها في كل القضايا التي تواجه جماهير شعبنا. ومن اجل التاثير اكثر في الاحداث كانت تقع علينا ايضا مهمة تقوية الفروع في قرى البطوف وفي عرابة بشكل خاص. في هذه الفترة كان الرفيق نمر مرقس هو المسؤول عن فرع عرابة من قبل سكرتارية منطقة الناصرة وكان يزورنا باستمرار من اجل تعزيز دور الشبيبة الشيوعية في عرابة وكان هناك عدد غير قليل من الأعضاء في الفرع. وكان من بينهم الرفيق حسين سعيد ياسين وهنا اذكر حدث ربما جرى في اواسط سنة 1960 عندما خرجنا من بيتنا، الرفيقان نمر مرقس وحسين سعيد ياسين وانا معهم متجهين الى بيت الرفيق عبد الرحمن محمد عبد نصار حيث كنا نعقد هناك الاجتماعات في غرفة منفردة عن داره وخلال سيرنا راى احد اخوة حسين وهو يسير معنا، نهره وعندها ذهب حسين معه وبعد ذهابنا لمسافة قليلة سمعنا صراخ حسين نتيجة لضرب اخيه له وهنا اراد الرفيق نمر ان نعود لنرى لماذا يضربه بهذه القسوة، فهدأت من غضب الرفيق وسرنا في الطريق الى مكان الاجتماع وما ان وصلنا بعدها وبفترة قصيرة واذا بالرفيق حسين قد لحق بنا الى هناك لحضور الاجتماع، وكان ابناء الرفيق عبد الرحمن احمد وموسى اعضاء في منظمة ابناء الكادحين في ذلك الوقت. وعمليا بعد الانتخابات التي جرت في سنة 1961 بدا عدد من الشباب في ايجاد طريقهم الى صفوف الشبيبة الشيوعية من امثال تركي قراقره ورمزي نعامنه وعوض دراوشه وجميعهم انضموا الى صفوف الشبيبة خلال سنة 1962 وكان هناك مجموعة اخرى من الشباب طلاب المدارس الثانوية من امثال حسين خليل ياسين ومحمود موسى بدارنه قد انضموا الى صفوف الشبيبة الشيوعية في فترة لاحقة وكانت هناك مجموعة مثل محمود احمد يحيى وحامد سعدي وخليل ياسين واحمد موسى عبد الرحمن قد رفعوا من منظمة ابناء الكادحين الى صفوف الشبيبة الشيوعية. جميع هؤلاء الرفاق كانوا الدم الجديد الذي جرى في عروق فرع الشبيبة الشيوعية في عرابة واخذ الفرع يزداد كما ونوعا وتعمق دور الفرع بين الشباب وعاد الى كامل عهده كاحد الفروع الاساسية في حياة منطقة الناصرة. وعمليا استمرت زيارات الرفيق نمر مرقس الى فرعنا وتوثقت علاقاتي الشخصية والرفاقية معه  وقد دعاني بعد خروجي من السجن بفترة قصيرة لزيارة كفر ياسيف وللتعرف على الرفاق وكان من بين الرفاق الذين عرفني عليهم،الرفاق سالم جبران وابراهيم مالك الذين كانوا ما زالوا طلابا في المدرسة الثانوية في كفر ياسيف وبعد تخرجهم من الثانوية عملا ايضا كمتفرغين للعمل في الشبيبة الشيوعية ومنذ ذلك الوقت ربطني بهم علاقات رفاقية وشخصية خاصة. وفي مرحلة الانهيار الذي حدث في العالم الاشتراكي ولاسباب مختلفة خرجوا من صفوف الحزب، في الحقيقة انني تالمت جدا لخروج مثل هؤلاء الرفاق. وبالرغم من انهم كل واحد منهم له تبريراته الخاصة، والتي هي غير مقنعة بالنسبة لي، الا انني لا يمكن ان انسى تلك العلاقات الشخصية التي كانت بيننا في تلك الفترة التي عشناها خلال العمل المشترك معهم.
وكذلك في تلك الفترة تعرفت على الرفيق احمد سعد الذي كان ما زال عضوا في ابناء الكادحين. اما الرفيق ابراهيم بولس الذي كان يعمل معلما في تلك الفترة فصلته السلطات من وظيفته كمعلم مدرسة. هو ايضا عمل لفترة قصيرة كمتفرغ لعمل الشبيبة الشيوعية بعد فصله من التدريس. وكان هو ايضا قد زار فرعنا عدة مرات ولكنه لم يستمر في عمل الشبيبة الشيوعية نتيجة الحدث المؤلم الذي حل عندهم وهو وفاة اخيه الاكبر يعقوب الذي كان مسؤولا عن مشاريع العائلة، ان هذا الواقع فرض على الرفيق ابراهيم الى ان يترك العمل في الشبيبة والى العودة لتحمل المسؤولية في العمل مكان اخيه وهو اليوم احد المتمولين العرب الكبار والناجحين بين جماهيرنا العربية. وفي الواقع ما زالت تربطني به علاقات صداقة طيبة. وكذلك لم يقطع علاقاته مع الحزب الشيوعي.

(عرابة البطوف)
(يتبع)

توفيق كناعنة
الجمعة 23/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع