هل أزمة الأسرى في طريقها إلى الحل؟



في الاحتفال الجماهيري الحاشد الذي عقده ونظمه حزب الله اللبناني، أمس الأول، في بيروت، في ذكرى تحرير الجنوب، قال الأمين العام لهذا الحزب الشيخ حسن نصرا لله في سياق خطابه المتلفز: "إن عودة سمير القنطار وجميع الأسرى اللبنانيين إلى لبنان بات أمرا قريبا جدا"! والشيخ حسن نصرا لله لا يلقي الكلام على عواهنه، وقد اثبت خلال السنوات الماضية، من الصراع والمقاومة، انه أهل للثقة بما يقوله وان لتصريحاته رصيدا  على ارض الواقع، ولا نبالغ إذا أكدنا أن الشيخ حسن نصرا لله يكتسب بتصريحاته ثقة ومصداقية في إسرائيل، أكثر من الثقة والمصداقية التي يحظى بها حكام إسرائيل وتصريحاتهم وشعاراتهم التي لم يكن لها تغطية أو رصيد.
إننا أولا، وقبل كل شيء، نتمنى ونأمل أن تنجح مهمة وساطة الوسيط الألماني في إتمام الصفقة التبادلية للأسرى، إطلاق سراح الأسيرين الإسرائيليين لدى حزب الله منذ حزيران ألفين وستة مقابل إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين وعلى رأسهم عميد الأسرى سمير القنطار ورفاقه، فهذه قضية ليست سياسية فحسب، بل كذلك قضية إنسانية من الدرجة الأولى.
وما نود تأكيده في هذا السياق، إن حسم المقاومة اللبنانية بقوة الحق الصراع على محور التآمر الامبريالي الأمريكي والفرنسي والإسرائيلي وخدام إستراتيجيته من القوى اللبنانية ومن الأنظمة العربية المدجّنة أمريكيا،  قد سطر عمليا بداية مرحلة جديدة على ارض الصراع في غير صالح إستراتيجية الهيمنة الأمريكية، و"مقاقاة" الدواجن العربية في قنّها.


فأول الغيث قطر، وكان لنجاح لقاء الحوار الوطني اللبناني في الدوحة القطرية بين قوى الموالاة وقوى المعارضة في التوصل إلى اتفاقية وفاق وطني  جنّب لبنان ويلات حرب أهلية مدمرة، ودفن تحت التراب مشاريع التآمر الامبريالي – الرجعي على لبنان، ومستقبل شعب ومصير وحدته الوطنية والإقليمية، فما تحقق في لبنان على طريق إعادة اللحمة إلى الوحدة الوطنية اللبنانية، وانتخاب العماد ميشيل سليمان رئيسا توافقيا للبنان كان بمثابة ضربة موجعة لمختلف أعداء مصالح لبنان والشعب اللبناني، ضربة أصابت بعض رؤوس العدوان بدوار "دوخان" لم يصحوا منه بعد من شدة اللخمة. ضربة جعلت رئيس حكومة إسرائيل أيهود ولمرت يصرح انه: "لا خيار أمامي غير الحوار مع سوريا"، فلجوء الذئب إلى ارتداء جلد الحمل الوديع ليس وليد صدفة، فأولمرت تعلم من حرب لبنان ألفين وستة إن المقاومة اللبنانية عصية على الكسر، وان ممارسة إدارة بوش لإرهاب الدولة الأمريكية المنظم ضد سوريا والمقاومة اللبنانية قد فشلت في تدجين النظام السوري والمقاومة في حظيرة خدمة مصالح إستراتيجية الهيمنة الأمريكية – الإسرائيلية في المنطقة. وكما قال الإعرابي "فكرنا الباشا باشا قام طلع الباشا زليمة"، والبلطجيّة العدوانية الأمريكية ضد لبنان وسوريا قد أثبتتن إن الأرانب اجبن من الصمود في وجه قوة الحق للمقاومة والشعوب، وتفر مذعورة إذا ما انتصب سيف الحق والعدل.
ما نتأمله، وما ندعو للنضال من اجله، هو دفع عجلة تحرير ليس فقط الأسرى اللبنانيين، بل كذلك أكثر من احد عشر ألف أسير حرية فلسطيني وكذلك الأسرى السياسيين الأمنيين الفلسطينيين من أبناء المواطنين العرب في إسرائيل، فلا سلام حقيقي ولا تقدم جدي نحو السلام العادل الإسرائيلي – الفلسطيني – العربي بدون إطلاق سراح جميع أسرى الحرية من مقاومي الاحتلال الإسرائيلي. كما ندعو إلى تصعيد الكفاح وبأوسع وحدة صف يهودية – عربية، عربية – يهودية ليكون السلام العادل الشامل والثابت الخيار الاستراتيجي البديل لخيار الاحتلال والعدوان الذي تمارسه إسرائيل الرسمية والذي أثبتت وبيّنت فشله.

الاتحاد

الأربعاء 28/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع