محاولة للبحث عن العدو الحقيقي للعرب والمسلمين والانسانية



ما زلنا وبعد حوالي ثمانمئة عام نحمل حقدا على المغول لما فعلوه في بغداد وخلافة بني العباس، ما زالت ذاكرتنا تحمل جرائم الصليبيين قبل تسعمئة عام. لم يمحَ الزمن من ذاكرتنا فردًا او جماعة او دولة له او لها ماض دموي ضدنا. ومن حقنا ان لا ننسى، لكن، أتعلمون خبر اخطر عدو لأمة العرب والمسلمين في التاريخ والحاضر والمستقبل؟؟ أتعرفون من هم أسوأ من المغول والصليبيين والانجليز والصهيونية؟! انهم هناك في صحاري الحجاز ونجد والاحساء... هناك في مهد الاسلام الاول يقطن الشيطان الاكبر ولأكون اكثر دقة، الشياطين اللئام، هناك في جزيرة العرب، عائلة مالكة تقدر بحوالي ستة آلاف أمير وملكهم. يعيثون في العالم فسادًا. وينخرون كالسوس في بلاد المسلمين ويخربون باحتراف كل بارقة امل في عالم العرب.
نعم يصدرون البترول ليقتاقوا، وليت نفطهم يجف واياهم.
لكنهم بالمال الدنس يشترون انظمة، واذاعات وفضائيات، يشترون كتّابا وصحفًا واحزابا ويصدرون ما اسود من نفطهم يصدرون فكرا وهابيا ظلاميا وينزون طائفية اوسخ من لحاهم.
مملكة الدعارة السعودية، عينت احد افراد عصابتها، الامير بندر بن سلطان ملكًا خلف الكواليس. هو الذي يمسك بالاعلام مجندا عصابات دموية طائفية تعيث فسادًا في بلاد العرب والمسلمين والعالم قاطبة. هذا "البذر" الذي اقل ما يليق بان يلقب به عدو الله والانسان،هو الذي يخرب في العراق اضعاف ما يخربه الاحتلال الامريكي، هو الذي يخطط لتدمير لبنان. الآن انتقاما لهزيمته هناك، هذا البندر القاعد في ظل عباءة "خادم الحرمين".. هو الذي تأتمر به عصابات القاعدة في لبنان وسيحركها في التوقيت الذي يختاره، بالطبع باوامر امريكية كما يزعم المحللون، لكنني اخالفهم في ذلك، لان لا امريكا ولا ابو امريكا ولا احد يمكنه ان يكون وسخًا بمقدار وساخته..
والخطر الاكبر من جانب هذا الشيطان الذي لا بد ان يكون كل شياطين قريش من ابي لهب وابي جهل وابي ابليس الا بعض حاشيته، الخطر الاكبر في اختراقه للمخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا..
وتجنيد المئات والآلاف في عصاباته الانتحارية كما يفعل في العراق لاستعمالهم في تخريب هذين البلدين وشعبنا الفلسطيني ولأسباب تعدادها فوق المليون بقليل. بيئة خصبة لتجنيد الشباب الى أي هدف.. وفلسطيني المخيم غاضب على كل شي حوله.. غاضب على التاريخ والجغرافيا والعالم، غاضب على زوجته وابنه ونفسه، ولا يلام في غضبه، لانه يحس على جلده بأن هذا العالم يناصبه العداء، بداءًا من الناس وانتهاء برغيف الخبز. ومرورًا بالبسمة التي تفر من امامه كلما ظن انه قد امسك بها. وبندر بن سلطان- لعنه الله بعدد ملياراته مصروفة بأغورات لبنانية- وبنصيحة زمرته المتخصصة في علم الفتن والوساخة والتخريب يجد ان فلسطينيي المخيمات، وكما ذكرت دفيئة لتفقيس الارهاب بالضوء كما فعل في مخيم نهر البارد في شمال لبنان، وكل مخيمات لبنان وسوريا على شاكلة مخيم نهر البارد كلها تعيش بين اليأس والغضب، بين الجوع والعطش، بين المجاري المتدفقة في الأحياء واكياس الارز الآتية من الاونروا.. بين فتح وحماس، بين كاذب محترف وكاذب مخضرم. ولا تنتظر الا فرصة عمل تقودها الى أي مكان الجنة بفعل استشهادي داخل مسجد شيعي او مقهى دمشقي او مستشفى سني "كافر"، ودليل كفره ان احد الذين تم علاجهم في المستشفى اقسم بان ممرضة استغلت عجره وقلة حيلته ومذّت يدها العارية ولا مست معصمة زاعمة انها تجس نبضه او تمسح وسخًا عنها.
احاول ان ادخل رأس بندر بن سلطان، لكن، اشعر بفشل ذريع، لأن هذا البندر، وقبل الحرب الهمجية على العراق، اجتمع مع قيادات البيت الابيض في واشنطن بحالة مزرية، وتعمد عدم حلق لحيته الوسخة.. فسُئل عن هندامه وحالته، فأجاب: لا احلق لحيتي حتى تدخلوا بغداد!!! فاذا كان قد حمل كل هذا الحقد على العراق، فكيف يكون حقده الآن على حزب الله، وعلى الشيعة وسوريا معهما؟!! فكيف يمكن لشخص مهما حسب نفسه ذكيا دخول هذا الرأس المبدع في التخريب؟!!
تخيلوا معي اطنان الحقد التي يحملها في صدره – قتله الله – لحزب الله وسوريا! ولا تظنوا انه يحقد على حزب الله لعمالته لامريكا واسرائيل، كلا فهو لا يحتاج الى منشطات غربية واسرائيلية.. هو هكذا.. هو جزء هام من قطيع آل سعود، يصدر فكرا دينيا وهابيا سلفيا، وبانتقاء من السلف ما يخدم وهابيته التي يستهلك هو وقطيع آل سعود شيئا منه، فكل ابداعات الوهابية للتصدير فقط..
نعم، عندما اكتسح آل سعود جزيرة العرب مارسوا وهابيتهم بحذافيرها، قتلوا آلاف المسلمين، هدموا كل المعالم الاسلامية في مكة والمدينة وابقوا فقط على المعالم التي تشد كل مسلمي العالم. ولما استقروا في حكمهم على جزيرة العرب، وبلّل النفط اقفيتهم فاشتروا بدولار النفط جنة الآخرة، تركوا الذبح والتخريب وصدّروه الى مسلمي الارض جميعا، وانتشروا في مواخير العالم لاستهلاك متع الدنيا كلها، وصدروا الى بلاد المسلمين فكرا وهابيا سلفيا على قياساتهم لتوفير جنة للفقراء في الآخرة. وعلى هذا الطريق هم سائرون الى يومنا هذا..
هم الذين، وبفكرهم ضربوا امريكا فدمروا افغانستان، وهم الذين جلبوا امريكا للعراق، وهم الذين خلقوا حماس لضرب فلسطين، ودعموا محمود عباس لضرب حماس، وهم الذين بثوا فكرهم لضرب عبد الناصر، وهم الذين كان لهم حصة الاسد في الحصار على الدول الاشتراكية وبث دعاية بين المسلمين ان الاشتراكية كافرة واليسار فاسد.. وحاربوا كل فكر حر شريف في بلاد العرب والمسلمين.
وبما ان الفكر الوهابي هذا، بكل سلفيته المنتقاة هذه، وبكل النفط وارتفاع اسعاره، ومع هذا الحقد المذهبي، اضافة الى هزيمة حلفائهم الاقزام في العراق ولبنان، فان الخطير في الامر، بان بندر بن سلطان قد ازداد حقدا، ولن يتعلم من التجارب حتى تردعه، لأن امواله واحفاده وقوة امريكا اعظم تأثيرا على نفسيته الحاقدة – لعنه الله – لذا، فهو يخطط الآن لاستعمال سنّة لبنان والفلسطينيين في المخيمات.. واستعمال الاخوان المسلمين في سوريا والذين هم يحملون فكرا وهابيا خالصا – لاستعمالهم في حك جلده وتدمير سوريا ولبنان..
فالخطر المتواصل من الفكر الوهابي السلفي الذي خرّب عقولا ودولا واحزابا وشخصيات في كل العالم العربي والاسلامي ماضيا يقوده اليوم شيطان جمع كل صفات التخريب، ولو التقى هذا البندر بابليس الاكبر لقال ابليس له: امرك يا معلم!
وأول ما يقودنا الى الخوف من غد قاتم، ان الاخوان المسلمين في سوريا والمخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا اصبحوا ادوات يشغلها الشيطان الاكبر، بندر بن سلطان.. وانهي المقالة للتذكير ببدايتها، لا المغول ولا الصليبيون ولا الصهاينة هم اعداء العرب الحقيقيون، عدو العرب هناك في موطن العرب الاصلي.. وعدو المسلمين ليس أي دين على الارض، عدوهم هناك في بلد النبوّة. وكل غايتي من هذه المقالة ان اقول لكل عربي ومسلم: إعرف عدوك!!

غازي أبو ريا
الجمعة 30/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع