حقّق معي "الشاباك" قبل شهر، وكل ما حصلوا عليه هو اسمي وعنواني ورقم بطاقتي!



مقال الرفيق ايمن عودة (الاتحاد، 28.05.2008) حول ضرورة التصدّي للـ"شاباك" حرضني لكتابة المقال، لأنّي كنت أحد الذين أشار إليهم بأني اتصلت به لأستشيره بعد أن تمّت دعوتي للتحقيق في الـ"شاباك"، والآن، أرى من واجبي فضح هذا التحقيق والتصدّي للـ"شاباك" وبثّ الشجاعة في نفوس أبناء جيلي.
لقد تم استدعائي للتحقيق بطريقة غير مباشرة، وهي طريقة شائعة يستعملها "الشاباك"، وذلك للحفاظ على السرية التامة اذا تم تحقيق هدفهم؛ قبل ذهابي للتحقيق قمت بالاتصال بالرفيق ايمن عودة سكرتير الجبهة لاستشيره في الأمر، وكان الوحيد الذي عرف بالتحقيق، عند دخولي الى غرفة التحقيق تم تفتيشي بشكل دقيق، جلست وانتظرت وصول المحقق، وكان المسؤول عن المنطقة.
بشكل التحقيق محادثة عادية دارت بيني وبينه على مدار حوالي ثلاث ساعات كاملة!! ما دار في التحقيق هي امور شخصية، ولم استغرب ذلك فهكذا يعيش المرء في دولة ديموكتاتورية، لقد سألني عن علاقات خارجية وخاصة مع اشخاص من الضفة الغربية وقطاع غزة، علاقات مع قراصنة حواسيب وشبكة انترنت، كتابة مواضيع وردود في مواقع ومنتديات عربية، مدونات شبكية (blogs) السفر الى خارج البلاد، افكار خاصة بي، مكانتي في الشبيبة الشيوعية وبين الشباب خاصّة أبناء جيلي الذين لم يتجاوزا العشرين سنة، ومتفرقات اخرى.
وسألني: ماذا يعني لك شعار دولتين لشعبين؟! لقد وجه لي هذا السؤال، فأجبته أن هذا يمثّل الحل العام والذي يضمن للشعبين الحق في ممارسة حق تقرير المصير، ولكنه لا يعني بأي شكل من الأشكال التمييز ضد المواطنين العرب الفلسطينيين داخل اسرائيل، وقلت أن التفكير الاخطر هو أن تكون الدولة يهودية المبنى الدستوري والممارسة، وصهيونية الفكر مع تنفيذ مخطط الترانسفير العنصري. فسألني: ما رأيك بالعيش في الضفة او قطاع غزة فأجبته بشكل قاطع: "يا محلا ريحة الجليل"، فعندها التجأ الى موضوع آخر، فسأل: هل ترغب بالشهادة من اجل نيل الجنة والعذراوات والخ؟ سؤال يطرح كثيرا وهنالك العديد من الشباب الذين يقعون وراء التضليل الرجعي ويرغبون بالشهادة حبا في تلك الامور وليس حبا واخلاصا للكرامة والوطن، فاجابتي دائما تكون لهذه التساؤلات: "اموت شهيدا من أجل كرامتي وارضي ووطني وليس من أجل مكافأة في الآخرة!!".
في اخر التحقيق عرض عليّ تسهيلات عديدة وجدية بامكان الشخص الذي يخضع لمثل هذه التحقيقات ان يقع في الفخ إذا كان ضعيف النفس أو جاهلا، وهذا هدفهم الاساسي ان يتم التعاون بين الطرفين بحجة الحفاظ على "استقرار وامن الدولة" وذلك من خلال إغراء يفوق الخيال، وكأن الدولة التي تملك آلاف الرؤوس النووية بحاجة إليّ لتحفظ استقرارها وامنها!! ولكن ما مر علي من تجارب في الحياة رغم صغر سني كان اكبر مما مررت به الآن، والحياة مجرد مغامرة اذا لم انجح في تحقيق شيء ما بهذه الطريقة فالتجئ الى تلك حتى اتمكن وحدي من تخطي الحواجز.
المشكلة التي يواجهها جهاز الامن العام والصهيونية العالمية منذ قيام الدولة هي ان لا يتم نشوء حزب طبقي يجمع عربا ويهود ويهدد الفكر الصهيوني، لأنه يطمح الى تحرير الطبقة المضطهدة والمظلومة ومن هنا تكمن المصلحة الحقيقية للشعبين والحصول على المساواة القومية والمدنية الحقيقية.
لن نذوي امامكم، لنا الحق في البقاء في وطننا وسنحافظ على هويتنا وسنتمسك اكثر بارضنا، وسنقوم باحياء مناسباتنا الوطنية دون التخلي عن قيمنا ومبادئنا، هنا باقون.. فلتشربوا البحر.
ايها الشاب، أيتها الشابة، ارفعوا رأسكم واصمدوا لأنه لا يضيع حق وراءه مطالب ومناضلون، نعم في مواجهة الشاباك.

* مركز عمل الشبيبة الشيوعية في جديدة- مكر

جبر بصل
السبت 31/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع