قمة «الغذاء» في روما تختتم أعمالها اليوم: هل يلتزم قادة العالم بالقضاء على الجوع فعلاً؟



يصدر قادة العالم المجتمعون في روما لبحث أزمة الغذاء، اليوم بيانا ختامياً، «تعسّرت صياغته»، وقد «يلتزمون فيه بالقضاء على الجوع وتأمين الغذاء للجميع»، ولكنه، من دون آلية «تحرك عملي عاجل» سيبقى التزاماً يشبه، في مضمونه، ما سبقه من التزامات.
ففي قمة العام ,1996 تعهد قادة العالم «بخفض عدد الجياع إلى النصف بحلول العام 2015». ولكن مع حلول العام ,2008 بدا أن عدد الجياع مرشح إلى الارتفاع. وفي قمة العام ,2002 تعهدوا بتخصيص 24 مليار دولار لمكافحة الجوع. وحتى حلول العام ,2005 تبين أن المعونات المقدمة للزراعة انخفضت بمعدل 58 في المئة.
ولأن التجارب السابقة لم تكن ناجحة، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، في اليوم الثاني من قمة منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» نداءً، قال فيه «لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالفشل» في المعركة مع الأزمة الغذائية، التي «تستلزم جهودا مالية تقدر بنحو 20 مليار دولار سنويا».
وجاء في مسودة إعلان قمة روما «نلتزم بالقضاء على الجوع وتأمين الغذاء للجميع اليوم وغدا». هو إعلان قال بان أنه يبرز أن ثمة «عزيمة ومشاركة في الإحساس بالمسؤولية والتزاماً سياســياً بين الدول الأعضاء، لأخذ الخيارات الصائبة والاستثمار في الزراعة خلال السنوات المقبلة».
وإذا كان ثمة «إجماع كبير» لإيجاد حلول لارتفاع أسعار الغذاء، حسبما قال منسق الخلية الخاصة للأزمة في الأمم المتحدة جون هولمز، فإن مسألة «الوقود الحيوي» تثير انقساماً بين دول تُعدّ من أبرز منتجيه، كالولايات المتحدة والبرازيل، وبين دول ترى فيه مادة تزاحم البشر على الغذاء.
واستبعد وزير الزراعة الأميركية ايد شافر أن تتوصل القمة إلى «اتفاق إيجابي» بشأن الوقود الحيوي، ثم استدرك أن «الإجماع على هذه المسألة المهمة» ممكن، متوقعاً التوصل إلى «لغة مقبولة» بشأن هذه المسألة في البيان، الذي «أبدت دول عديدة» لم يسمّها، «استياءها من مضمون مسودته»، منتقداً تركيز القمة على مسألة الوقود «في حين أن هناك سلة من المشاكل الأخرى التي تسبب ارتفاع أسعار الغذاء».
وجاء في إحدى مسودات البيان الختامي: «نحن مقتنعون أن إجراء دراسات معمقة هو أمر ضروري للتأكد من أن إنتاج الوقود الحيوي واستخدامه أمر يمكن تحمله، في حال لم يكن مسيئاً للأمن الغذائي».
ودعا بان إلى إجراء مزيد من «الأبحاث والتحليلات» حول الوقود الحيوي، «لتحديد تأثيره على الأسعار»، معتبراً أن «الحاجة ماسة إلى إجماع دولي حول هذا الوقود، مع تحديد خطوط عمل وإجراءات تجارية».
وخلال مؤتمر صحافي عقده مع رئيس البنك الدولي روبرت زوليك، قال بان «الجـوع يولد عدم استقرار وعلينا أن نتحرك الآن ومعاً.. يجب وضع خطة عمل عاجلة. وعلى النظام التجاري الدولي أن يعمل بفعالية اكبر لتأمين كمية كبيرة من السلع الغذائية في الأسواق وبأسعار معقولة».
أما زوليك فدعا إلى «إلغاء القيود التجارية ورفع الحواجز الجمركية أمام الصادرات»، لأنها إجراءات «تشجع ارتفاع الأسعار وتطال السكان الأكثر فقرا»، عارضاً خطة من 10 نقاط تهدف إلى «تحويل ارتفاع أسعار الغذاء إلى فرصة لتطوير الزراعة عالمياً».
وتلحظ «خطة العمل» هذه مساعدات لصغار المزارعين في أفريقيا، ورفع الحواجز التجارية واتخاذ تدابير حماية اجتماعية، على أن تكون جاهزة بحلول «نهاية حزيران»، تمهيدا لرفعها إلى قمة مجموعة الثماني في تموز.
من جهته، اقترح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن يعقد مجلس الأمن جلسة لمناقشة تأثير الأزمة الغذائية على السلم والأمن الدوليين، لافتاً إلى أن المنطقة العربية من أكثر المناطق عرضة للتأثر بالأزمة.
وطلبت القمة من الدول الغنية المساهمة في إحداث «ثورة خضراء» في أفريقيا، ومن الدول النامية إنتاج المزيد لإطعام المهددين بالجوع، فيما أمل الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، الذي يرأس تحالف الثورة الخضراء في أفريقيا «اغرا» بأن «تحترم هذه الثورة التنوع البيئي في المناطق المميزة للقارة».
وخلال القمة، أعلن المصرف الإسلامي للتنمية انه سيــقدم 1.5 مليار دولار، لـبرامج دعم توزيع المساعدات الغذائية على الدول الأكثر فقراً، فيما أعلن برنامج الأغذية العــالمي تخصيص مبلغ إضافي بقيمة 1.2 مليار دولار، بينما أعلن زوليك أن البنك الدولي ينوي زيادة بنســبة 50 في المئة إلى ستة مليـارات دولار، جهوده في هذا القــطاع في الـعام .2009 كما أعلنت «الفاو» عن إطلاق «مبادرة عاجـلة»، بقيمة 17 مليون دولار، لمكافـحة ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية.
(ا ف ب، رويترز، اب،
اش ا، يو بي أي)


الخميس 5/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع