أخرجوا بيوت العلم من نزاعاتكم



تتعرض المسيرة التعليمية في قرية عرعرة في المثلث الشمالي ومنذ فترة طويلة الى ظاهرة العنف المُستشري، وتتجلى مظاهر العنف هذه في العديد من الظواهر..

ردًّا على ظاهرة التخريب للمدرسة الإعدادية في عرعرة:

عقد اجتماع طارئ للأهالي وتشكيل لجنة طوارئ من الأهالي

*الهيئة التدريسية في بيان لها: "قررنا متابعة الدراسة وإجراء الإمتحانات.. وهذا ردنا على من اعتدى"*

عرعرة- لمراسلنا- تعرضت بناية المدرسة الإعدادية في عرعرة الليلة قبل الماضية الى اعتداء آخر، نتج عنه تكسير الشبابيك في الصفوف الثامنة، وكانت ساحة المدرسة مليئة بالحجارة وكأنها شهدت "إنتفاضة حجارة"، حسب تعبير أحد المربين في المدرسة. ووفق البيان الذي صدر عن الهيئة التدريسية يوم أمس الاثنين، وتم توزيعه على الأهالي تحت عنوان: "الاعتداءات المتكررة على المدرسة الإعدادية" تم ذكر تواريخ الإعتداءات ونتائجها وهي كالتالي:
- الاثنين 9\6\2008 تكسير شبابيك الصفوف الثامنة ورمي حجارة في الساحة.
- الأحد 8\6\2008 تخريب في الممتلكات المدرسية ورشق الصفوف الثامنة في البيض.
- الخميس 5\6\2008 تخريب الصفوف السابعة وتكسير الطاولات والكراسي، وطلي الألواح والحائط بالدهان، وسحب أسلاك الكهرباء والمكيفات ثم تكسير بعض الكاميرات وسرقة البعض الآخر..
- الثلاثاء 27\5\2008 حرق طاولات وألواح في الصفوف التاسعة.
- الثلاثاء 20\5\2008 رمي البيض في الصفوف التاسعة.
- سبق هذه الحوادث أيضًا حريق في الصف السابع وحريق في غرفة المعلمين وتكسير زجاج في الصفوف الثامنة وتكسير الكاميرا ومحاولات اعتداء على المعلمين.
وأكدت الهيئة التدريسية أنها أخبرت كلا من الشرطة ووزارة المعارف والمجلس المحلي وأولياء أمور الطلاب بهذه الاعتداءات في موعدها، لكن النتيجة كانت تصاعدها. وجاء في البيان: "لا شك إن هذه الاعتداءات خلقت جوًا صعبًا عند الطلاب والمعلمين وأساءت الى المدرسة ومن فيها". وأكدت الهيئة التدريسية في بيانها هذا أنها لن تخضع لهذه الاعتداءات وان مصلحة الطلاب تقف أمام اعينها لذلك "قررنا متابعة الدراسة وإجراء الامتحانات والاستمرار في التخطيط لتنفيذ برامجنا الخاصة في التخريج والرحلة وتوزيع الشهادات لجميع الطلاب مهما كانت الظروف". 
وكان مفتش المعارف في المنطقة الأستاذ زكريا حردان قد وصل الى المدرسة فور معرفته بخبر الاعتداء، حيث عقد اجتماع مع مدير المدرسة الأستاذ محمود مصلح يونس والهيئة التدريسية وتم البحث بالموضوع، وتقررت دعوة الأهالي لاجتماع طارئ عقد مساء أمس الاثنين، حضره أيضا عضو المجلس المحلي عن الجبهة المحامي جلال ابو واصل وتم عرض مختلف القضايا، وجرى تشكيل لجنة طوارئ من الأهالي ترافق المسيرة التعليمية، من جهته أكد عضو المجلس جلال ابو واصل أنه تم بحث قضية توفير الحراسة للقرية التعليمية التي تقع ضمنها المدرسة الإعدادية في اجتماع عقد بالمجلس المحلي يوم الخميس الأخير وأنه سيواصل متابعة الموضوع . هذا وقد عبر الأهالي عن غضبهم لهذه الظاهرة.

فمنها العنف والاحتراب القائم بين مجموعات طلابية.. ومنها تنفيذ عمليات اعتداء متكررة على بيوت العلم هذه، حيث يقوم "مجهولون" بتنفيذ اعتداءات همجية، منها تكسير وتحطيم الممتلكات، وأخرى سرقة المعدات والأبشع من ذلك حرق غرف دراسية ومكتبات. كل مواطن في عارة وعرعرة يعي ان هذه الأعمال التخريبية التي تتم بحق بيوت العلم- المدارس- ومنها الثانوية والاعدادية والابتدائية، لا تأتي من عدم... بل هي نتاج مزاج اجتماعي خطير يعشش في مجتمعنا.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذا الحال، أين قسم المعارف في السلطة المحلية؟؟؟ أين قسم الخدمات الإجتماعية؟؟؟ أين هي وزارة المعارف والسلطة المحلية التي عليها تقع كامل المسؤولية لهذا التدهور المُستمر في كل ما يحدث من اعتداءات على بيوت العلم والثقافة. ويحق لكل مواطن عرعراوي ان يتساءل هنا، هل يتمحور دور السلطة المحلية في توزيع "الغنائم" الوظيفية، على مجموعة الأعضاء الداعمين للائتلاف؟؟؟ أم ان دورها يكمن في الإهتمام أولاً وقبل كل شيء في تنشئة وتربية أجيال لديها انتماء لمؤسساتها التعليمية، لبلدها، لوطنها؟؟
كلنا امل ألا ينحصر دور المعارف والمجلس المحلي في توفير "الحراسة للقرية التعليمية" فقط، وربما لجميع المدارس في عارة وعرعرة، بل أن تقوم الجهات المسؤولة في هذه السلطة- التي لا تنتظر معركة إنتخابية قريبة لأن الإنتخابات جرت في شباط الماضي- بوضع برنامج تربوي- تثقيفي متكامل يضمن المباشرة بإخراج أبنائنا من دوائر العنف التي يعيشونها في بيوت العلم يوميًا، وألا يسيروا على درب طائر النعام... كما هو الحال اليوم.
قد يقول قائل هنا: "ظاهرة العنف هذه أصبحت ظاهرة عامة وتشمل المجتمع كله"، إن من يقول ذلك يُعبّر عن خنوع واستسلام لوضع خطير سيأتي على الأخضر واليابس في مجتمعنا، إنني أُناشد كل صاحب ضمير في بلدي خاصة وفي مجتمعي عامة أن تعالوا لنتكاتف جميعا من أجل اجتثاث ظاهرة العنف هذه من بيوت العلم- مدارسنا فهذه الأجيال هي أجيال المُستقبل لمجتمعنا، تعالوا نقف كالسد المنيع امام هذا السيل الجارف من مظاهر العنف هذه، كي تبقى بيوت العلم- بيوتنا التربوية والثقافية خارج النزاعات السياسية المحلية، فلكل منّا حرية التعبير عن موقفه في أي معركة انتخابية، لكن علينا ألا نسمح لأي كان بأن تتحول تلك المواقف الى نزاعات تضرب المسيرة التعليمية في المدارس، وتحطم حاضر ومستقبل مجتمعنا... نناشدكم أن أخرجوا بيوت العلم من نزاعاتكم...

جهاد عقل
الثلاثاء 10/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع