"صباح الخير يا يافا"



*معرض للفنان يوسف كتلو في الخليل فيه مذاق الشوق إلى ديار تتطلع ملايين العيون للعودة *

الخليل- من فضل عطاونة- عكست لوحات الفنان التشكيلي يوسف كتلو، في معرضه "صباح الخير يا يافا"، مذاق الشوق إلى ديار تتطلع ملايين العيون للعودة إليها.
ورسم الفنان كتلو في خمس وعشرين لوحة من لوحاته التي ازدانت بها جدران المعرض الذي افتتح في قاعة بلدية مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، ضمن فعاليات مهرجان "الخليل نافذة للحرية والثقافة"، اللحظة الفلسطينية منذ النكبة التي تركت جرحا غائرا في الجسد والذاكرة الفلسطينية.
واتضح فيها تجليات النكبة التي عاش بفعلها ملايين الفلسطينيين في الشتات والمخيمات، وتحريك الحلم والرمز تجاه الحق والمعاناة المتراكمة.
لم يأت اختيار الفنان يوسف كتلو لاسم معرضه الجديد ارتجالا، بل التصاقا بين دلالات معنى المفردات "صباح الخير يا يافا"، ورموز وعناصر اللوحات التي تجسد الألم والأمل معا، ألم يطغى على تفاصيل حياة الفلسطيني منذ ستين عاما وأمل تجاه تحقيق حقوق الشعب الذي تعرض للبطش والتنكيل والسلب ومحاولات الإلغاء الدائمة.
خمس وعشرون لوحة حطت رحالها في الخليل ضمن مهرجان ثقافي كبير تضافرت جهود وزارة الثقافة وبلدية الخليل ومركز المعلومات البديلة ومركز جدل ولجنة إعمار الخليل وجمعيتي العنقاء والتعاون الثقافي الخليل فرنسا، لإقامته، وتضمن إلى جانب المعرض أمسيات ثقافية وفنية.
يقول الفنان كتلو، انه تم استقدام اللوحات من يافا، حيث كانت تعرض هناك وراء الحواجز وكل أشكال العزلة والحصار والمنع الذي يفرضه الاحتلال على الداخل الفلسطيني، لتقول إنّها برمزيتها وحقيقتها أقوى من السجان واللص الذي يسطو على الأرض ويهجر ويقتل ويعتقل أصحابها.
 وأضاف أن لوحاته تحلق كالطائر والحلم متنقلة بين بيت لحم ويافا والخليل والجولان لتعلن أنها برمزيتها المعاشة وحقيقتها الدامغة أقوى من إجراءات شطب الذاكرة واستبدال ذاكرة جيل بنسيان أجيال، وهي أكثر من ذلك، خلجات نبض يتعلق بالهم الجماعي لشعب يتوق إلى الخلاص من الاحتلال.
"لوحات الفنان كتلو حققت مرادها بإبداع الفنان المثقف وانتصرت وشدّت الجمهور الذي وقف أمامها يقرأ التفاصيل وتجسيد الحلم الفلسطيني بطريقة ثقافية إبداعية متقدمة نحو الأرض والتمسك بها، وتناول الحلم بأبهى صوره رغم المعاناة جيلا بعد جيل " يقول مدير مكتب وزارة الثقافة بالخليل يوسف الترتوري.
وأشار الترتوري إلى أن اللوحات بمجملها، لوحات مخرجة بطريقة متقنة وفاخرة، تشم فيها رائحة الخشب العتيق واللون الدافئ، تنثر جمالها في عيون الزائرين، ألوانا ورموزا تتوحد فيها اللوحة بالمتأمل فتظهر جليا لحظات فلسطينية مبدعة، تنطق بالتاريخ المحفوظ في الذاكرة والألوان والقصائد والموسيقى وكل أشكال الإبداع، إبداع في تطوير المحافظة على الحلم الفلسطيني بالأرض والحرية يطغى على كل الأحلام.
 ويؤكد الكاتب نصار ابراهيم مدير مركز المعلومات البديلة واحد منظمي المعرض، أن لوحات الفنان كتلو في معرضه "صباح الخير يا يافا"، رسالة فنية متقدمة لا تموت وتؤرخ للحياة والتطلعات، منوها إلى أن المعرض في جملته تضامن واستذكار وإصرار على المحافظة على الذاكرة الفلسطينية وتألق الأمل، تاريخ لموروث نضالي عنوانه وحقيقته التمسك بالأرض والعودة والحرية والخلاص من الظلام والاحتلال.
وأضاف أنه في كل لوحة يتم شم رائحة البيت العتيق والأرض والبحر والذكريات، وتحترم اللحظة التي تهديك إياها لوحات تشكيلية تنطق بالمعاني الإنسانية المتعلقة بشعب وأمة، وإنسان يؤمن بالحرية.
الجمهور المتنوع والمتنور، أعرب ابراهيم من جانبه عن إعجابه وسعادته بالمعرض وما تضمنه من إبداع وحرفية تعكس رؤية الفنان التشكيلي يوسف كتلو، التي تشكل فلسطين والحرية أحد أهم العناصر في لوحاته وإبداعه.

الأربعاء 11/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع