عودة سياسة المجازر إلى الواجهة



لا يمكن النظر إلى أحداث أمس الخميس في غزة، بمعزل عن التطورات الأخيرة في المنطقة، أو بمعزل عن زيارة أولمرت إلى الولايات المتحدة ولقائه ببوش، لقاء زعيمين على حافة إنهاء دورهما التاريخي.
ففي المطار، ولدى عودته من الولايات المتحدة، بعد لقائه الذي وصفه بـ"الحميم" و"المشجع" مع بوش، قال أولمرت إنّ شن عملية واسعة في غزة، يبدو أقرب من أي خيار آخر. وصدور هذا التصريح عن أولمرت في تلك الآونة يمكن أن يفسّر بشكل واحد ليس إلا: "أنا في مأزق، سياسي وأخلاقي، وأنا بحاجة إلى حرب، محدودة وصغيرة، تبعد الأنظار عني". وها هي هذه "الحرب الصغيرة والمحدودة" على شفا الاندلاع هذه الأيام، ضد أهالي قطاع غزة الذين يعيشون حصارًا قاتلا منذ نحو العام.
أما ما يجري على صعيد المنطقة، والقرار الصادر عن الحكومة في جلستها أول أمس، والقائل بأنّها "تعطي فرصة أخيرة" لمصر من أجل التوصل إلى تهدئة في غزة، ما هو سوى ضريبة كلامية لا تسمن ولا تغني من جوع. فالحكومة الإسرائيلية عازمة على شن عدوانها. مصلحتها في ذلك، ومصلحة رئيسها في ذلك، والجيش يلح لحصول ذلك، ولا يمكن لمصر أن تلجم كل هذه القوى المحرّكة باتجاه العدوان.
أمّا ما حصل أمس، من مجزرة، وقتل أحد عشر فلسطينيًّا، غالبيتهم من المدنيّين، فجاء بهدف دفع حماس، والفصائل الفلسطينية الأخرى للرد، وهو ما جرى في ساعات عصر أمس، حيث أطلقت فصائل المقاومة أكثر من أربعين قذيفة باتجاه المناطق الإسرائيلية، وسوف نرى اليوم "الرد" الإسرائيلي عليها، هذا إذا لم يأت هذا "الرد" خلال ساعات الليلة الماضية.
أولمرت يريد أن ينهي دوره في قيادة هذه الدولة، بـ"إنجاز"، وهو يعرف أنّه لن يحقّق أي إنجاز على صعيد السلام، لا مع السلطة الفلسطينية ولا مع سوريا، لذا فالحرب هي الجواب.


(الاتحاد)

الجمعة 13/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع