مؤتمر للجماهير العربيه كأرقى شكل لتنظيم الجماهير



الواقع السياسي والاجتماعي المعاصر للجماهير العربيه الفلسطينية في البلاد يفرض تحديات ومهات مفصلية جديده, تكون قادره عى نقل الجماهير العربيه الى مرحله ارقى من التنظيم والتاثير والقدره على إنجاز مكاسب لتحافظ على كيانها وجودها في ارض الاباء والاجداد, من جهة، ولتكون قادره على التاثير في الخارطه السياسيه للمنطقه والبلاد، من جهه اخرى , خصوصا وان تطورات حاسمه تحصل في المنطقه والبلاد وفي حياة الجماهير العربيه نفسها.

 

بعد 60 عاما على نكبة الشعب الفلسطني الكبرى عام 1948 واسقاطاتها على من تبقى في الوطن وخارجه... وبعد التحول الكمي والنوعي لهذه الجماهير وصولا الى المليون ونصف مواطن, ومرورا بالاحداث والتطورات الى مست مصير هذه الجماهير, جاء الوقت لتنظيم وبرمجه ووضع سلم أولويات شامل لهذه الجماهير , بغض النظر عن التنوع الحزبي والفرز الاجتماعي القائم.
فهناك قضايا أساسية مصيرية, مثل قضيه تصفيه الإحتلال , والسلام والدوله الفلسطينيه وقضية الارض والمسكن والمهجرين, وقضيه العنصريه المتزايده وخطر الفاشيه في اسرائيل, وموضوع يهودية الدوله وديمقراطيتها . وقضيه محاكمة القتله باحداث اكتوبر , وسلوك الشرطه المتسرع في الضغط على الزناد تجاه العرب, وقضايا الحريات الديمقراطية والتحريض الأرعن على النواب العرب.. وقضيه التعاون العربي - اليهودي وقضيه المواطنة واللغه العربيه والتعليم ، وقضايا مثل الخدمه المدنية والشرطه الجماهيرية, والعنف والبطالة في قرانا ودورالجمعيات والمؤسسات التمثيليه والشعبيه وقضايا المقدسات والمقابر والاوقاف .. كلها قضايا تفرض أسلوبا عصريا من التفكير والعمل الاستراتيجي , يكون قادرا على وضع حلول مستقبليه للاجيال تضمن بقاءها بعزه وكرامه وطنيه وانتماء, وتضمن الارتقاء في المهام لتستجيب لاحلام وحقوق المواطنين العرب, كبشر يحلمون بالمساواه التامه الفرديه والجماعيه , المدنيه والقوميه.
إن دراسه الخارطه السياسيه للجماهير العربيه تظهر بلا شك ان الجبهة الديمقراطيه للسلام والمساواه ,هي التنظيم السياسي الاكثر نشاطا وتنظيما وانضباطا.. وهو الأكثر مبادره لتبني القضايا الهامه.. وتتمتع الجبهه بحساسيه خاصه لقضايا الجماهير العامه , بعيدا عن المكاسب السياسيه والنفعيه الحزبيه الضيقه.. والأمثله كثيره .
من هذا المنطلق أتوجه لقياده الجبهه الديمقراطيه, بان تنطلق بمبادره لتنظيم وعقد مؤتمر للجماهير العربيه يكون سقفا للنقاش والحوار العلمي والمهني والجدي والمسؤول, ليفرز مواقف وخطوطا رئيسية وثوابت وضوابط تهم مصير الجماهير العربيه وتهم مسلكها الجماعي امام التحديات المذكوره.
إن تجربه الاعلان عن مؤتمر للجماهير العربيه والتي بادر اليها الرفيق الراحل إميل توما وتبناها الحزب الشيوعي آنذك, في السبعينات ومنع من قبل حكومه شامير باستعمال قانون الطوارئ الانتدابي السيء ,يجب ان تعلمنا الكثير , خصوصا في البحث عن ادوات فاعله تخدم جماعيه العمل والجهد للحفاظ على المصالح الحقيقيه والوطنيه للجماهير العربيه في البلاد.
إن المرحله الحاليه وبعد التطورات التى حصلت مثل احداث اكتوبر-الاقصى وملف التحقيق مع القتله المغلق .. والهجوم السلطوي على النقب وعلى الحريات .. والتهديدات الجديده بالهدم للبيوت العربيه.. وما يطرح من مقولات الخطر الديموغرافي والتبادل السكاني والترانسفير .. ومساله يهوديه الدوله مقابل ديمقراطيتها .. ونشاط النواب العرب في الكنيست ودور الجماهير العربيه في الانتخابات البلديه والبرلمانيه .. وظهور وثيقه التصور المستقبلي ووثيقه حيفا.. ودور لجنه المتابعه ولجنه رؤساء المجالس العربيه والاصطفافات الائتلافيه الأخيره والاجتهادات الكثيره لوضع الجماهير العربيه في تقوقع طائفي أحادي الطيف.. وقضايا الفقر والصحه والطفوله .. كلها قضايا ساخنه وبحاجه لدراسه ومعالجه ولتنظيم ووضع خطوط رئيسيه للنهوض بها بجهد جماعي تكافلي .
ان عقد مؤتمر غني بمضامينه وبنقاشاته قادر ان ينجز وثائق جديده , تصمم وتهندس العمل السياسي التكتيكي والاستراتيجي لجماهيرنا , مما يضمن بقاءها وتجذرها وتطورها وتحقيق مكاسب كبيره لها, والاهم انه قد يكون محفزا جديدا لوحدتها الكفاحيه ,هذه الوحده التي يمكن لها ان تحمل معها قدره جباره على التاثير على السلوك السياسي للمجتمع الاسرائيلي وللدوله ومؤسساتها. الامر الذي سيحسن من ظروف حياه المواطنين العرب كافراد وكجماعه قوميه في الدوله.
مؤتمر الجماهير العربية – يجب ان يكون مؤتمرا وطنيا وشعبيا , مندوبوه هم ممثلو الأحزاب والفعاليات والمؤسسات السياسية والإجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني واللجان الشعبيه والتطوعيه والنقابيه والمؤسسات الأكاديميه والبحثيه والطلابيه والمهنيه والنسائيه واتحادات الكتاب والمثقفين والطلاب والثانويون ولجان الاباء...
المؤتمر سيكون أداه متطوره لتنظيم الجماهير العربيه ومؤسساتها , وقراراته يمكن ان تكون حاسمه ومفصليه ذات نجاعه وتاثير جبار في عمليه صناعه مستقبل زاهر لجماهيرنا العربيه .
أختم بنداء للجبهة وقيادتها أن تباشر بدراسة الموضوع وتبنيه, وأطرحه للنقاش والحوار العقلاني والبناء أمام الجميع.

(ام الفحم)

د. زياد محاميد
السبت 14/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع