أمي الغالية ...
الجو حولي هادئ...الشمس ساطعة... الأصدقاء من كل حدب وصوب...يهاتفون ...يزورون ...يكتبون ...ولكني بالبرد أشعر وبالحنين اكتوي ... وتكون الحرارة عالية ...لذلك ...
أرجوك غاليتي أتركيه ... أتركي معطفي الشتوي...وجزمتي ..واتركي مظلتي ولفحتي...
وكفوف يدي ...اتركي جواربي الشتويّة...أتركي الغطاء السميك...اتركي فِراشي وبجامتي الشتويّة ...وضعي الحطب في الموقد وأشعلي النار ...ثمّ ضعي إبريق الشاي...والبابونج..والبلسم...ولا تنسي حبات العنّاب ...ودعيه حتّى الاختمار ...
فشتائي أماه طويل ...طويل جداً ...وثلوج جبالي ...ما زالت متراكمة ..والنبع نبع عيوني ما زال جارياً....
أعذريني أماه ...وسامحيني والدتاه...لأني بصوت خريره أتمتع...وعليه أعيش...
أماه...
عواصف عاتيه تهب داخلي ..وأعاصير لا تهدأ في أعماقي ...وامواج بحري قاسية ..ارجوك أماه إضغطيني لأستمد قوّة منك ...وقبّليني والدتاه ...
ثمّ اتركيني ...واتركي حبيب القلب يحبني... يعصرني كما العنب يعصرون ...فأنا غاليتي ...اكره أن أكون زبيباً جافّاً ...
أكره أن تنكشف قشرتي ويأبى الذباب والنمل ألا أن يزورني آكلاً لحمي ...اكره أن تبقى بذوري داخلي ....وأكره أن لا أكون كما يجب أن أكون...
أماه …
غربتي قاسية..فلا أم تضمني ...ولا أخت تسمع شكوتي...ولا أب يرشدني...
ولا أخ يدللني...وحيدة هنا في غربتي...ولكن الوحدة هنا ..خير ألف مرّة من جليس السوء..لذلك أرجوك أماه ...أذكريني ...."فربّ ذكرى قرّبت من نزحا "..
ودمت أمّي ...

الاهداء ..
إلى كلّ أم من ابنها /ابنتها المغترب / المغتربة