تيمنا يفدُ الزائرون وتبركا
الى رحاب مقام اليعفوري
من اولياء الله الصالحين
في ارض الجولان الأبي المحتل
يفون بالنذور التي التزموا بها
والزائرون المتنزهون يستظلون
باشجار الجوز المعمّرة في الساحة
الرحيبة، تراقص اوراقها
نسمات ايار الربيعي
يستمتعون في التهام طعامهم
المزوّد بالدسم والتوابل
وتطل ابواب المقام الطاهر
على ساحة كبيرة، تصطف
على جوانبها حوانيت صغيرة
في مداخلها تشهر مبيعاتها
من فواكه المواسم وأشتال الورود
واخرى من دبس الرمان والخروب
وعسل ذي نكهة تغاير
طعم الشهد المصفّى
هناك امرأة نحيلة
ترتدي اللباس التقليدي المحتشم
تجاوز عمرها الرقم السادس
في خانة العشرات
تفترش الارض وتحتضن لجن العجين
ترقه على طبلية خشبية
وتنقل قطعة العجين من
يد الى اخرى بحركة لبقة
تشدّ الانظار اليها باعجاب
ترحب نظراتها بالوافدين
القاصدين استطعام خبزها
الذي حثت رائحته شهية الزائرين
تنفرج اساريرها ببسمة الرضا
والارتياح المرسومة على
وجهها الذي ينزّ عرقا
تلقي العجيب الذي تمتد مساحة
قطره مضاعفا على الصاج الحار
وتدهن الرغيف باللبنة المغمورة
بزيت الزيتون والزعتر
وتصنع منه لفّة يستسيغ مذاقها الآكلون
تلقّن ابناء هذا الجيل
ولا تستعين بمفردة من قاموس الشعارات
مفاهيم الكفاح مجهورا شريفا
في اكتساب العيش الكريم
ترسّخ في نفوسهم قيم البقاء
والصمود في وطنهم المحتل
والفلاحون الطامحون الى الوفير من الغلال
يستثمرون خصوبة الارض الغنية
فتنتج اياديهم المباركة
من الهضاب الجميلة
كروما وبساتين غنّاء
تفيض بالخيرات والثمار الطيبة
ويستديم مناخها ربيعا مديدا وخلابا
تبدو للناظرين كجنة الفردوس
على الارض الخالدة
ويختال الكرز في موسم قطافه
بأغصان منضدة بحبات الكرز
المستمدة من العقيق
لونها الاحمر القاني
وتحلو ثمارها اليانعة الشهية
كصبية فاتنة تزين
معصميها اساور ذهبية

(شفاعمرو)