لإنجاح الاتفاق وجهود الوفاق المبذولة !



حدثان اعلن عن مدلولهما امس الاول، يسران قلوب جميع انصار الحقوق الوطنية الفلسطينية ويبعثان على التفاؤل الحذر. فالحدث الاول الذي اُعلن عنه امس الاول، الثلاثاء، جاء ليعلن عن نجاح مبادرة الوساطة المصرية للتهدئة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل الاحتلال والعدوان.
وحسب المصادر المصرية الذي نقلته وسائل الاعلام المصرية والعربية والاجنبية ان الاتفاق حول التهدئة الذي تمت الموافقة عليه بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي من خلال الوساطة المصرية يشمل في مرحلته الاولى وقفا متبادلا لاطلاق النار، وان هذا الاتفاق يدخل حيز التنفيذ ابتداء من الساعة السادسة صباح يوم الخميس (اليوم)، وحسب المتحدث باسم حركة حماس سامي ابو زهري فقد اكد ان اتفاق التهدئة يتضمن وقفا متبادلا لاطلاق النار ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وفتح المعابر وفق آليات محددة! واكد ابو زهري ان موضوع التهدئة منفصل عن قضية الجندي الاسرائيلي الاسير شاليط، لدى المنظمات الفلسطينية، أي رفض الشرط التعجيزي الاسرائيلي باطلاق سراحه، في هذه القضية.
اننا نرحب باتفاق التهدئة لرفع المعاناة عن الشعب العربي الفلسطيني، رفع الحصار الاقتصادي والتجويعي الذي يفرضه المحتل الاسرائيلي على مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة، ووقف المجازر وجرائم الحرب التي يرتكبها المحتل وقواته الغازية ضد الفلسطينيين في الضفة والقطاع. فبالرغم من الاعلان عن التهدئة وموعد البدء بتنفيذها فان المحتل الاسرائيلي قد صعّد امس وامس الاول من جرائمه الدموية وغاراته الجوية التي اسقطت عشرات من القتلى والجرحى من الفلسطينيين، فأمس الاول سقط ستة شهداء وأول امس سقط عدد اكبر. وبعد الاتفاق على التهدئة تبقى القضية الجوهرية الضغط على اسرائيل الاحتلال في اتجاهين مترابطين عضويا وجدليا، الاول، الضغط على حكومة الاحتلال الاسرائيلي لتنفيذ اتفاق التهدئة وعدم خرقه كما هي عادتها في عدم الالتزام بالاتفاقات الموقعة عليها. والثاني، ان اتفاق التهدئة ليس ابدا بديلا لاتفاق سلمي ينهي الاحتلال الاسرائيلي وينجز الحق الفلسطيني بالتحرر والاستقلال الوطني، فالقضية الفلسطينية هي قضية سياسية في جوهرها ومدلولها وليست قضية نزاع حدودي مسلح بين دولتين، ونأمل ان توفر التهدئة المناخ والظروف الملائمة لدفع عجلة التسوية السياسية للحل الدائم والنهائي.
والحدث السار الثاني هو توجه وفد من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس محمود عباس الى غزة لشرح مبادرة الرئيس ابو مازن حول الحوار الوطني بهدف التوصل الى وفاق وطني يوحد فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني حول برنامج وطني كفاحي متفق عليه متمسك بثوابت الحق الوطني الشرعي الفلسطيني بالحرية والدولة والقدس والعودة. ما نأمله ان يوفق وفد رام الله في جهوده لبناء قاعدة حقيقية لاعادة اللحمة الى صفوف الوحدة الوطنية والجغرافية للشعب الفلسطيني وانهاء حالة الانقسام المضرة بالقضية الوطنية والتي لا يستفيد من ورائها سوى المحتل الاسرائيلي واعداء ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية من مساندي العدوانية الاسرائيلية وعلى رأسهم الادارة الامريكية.
الخميس 19/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع