لا بديل لدولة فلسطينية مستقلة !



الحقيقة التاريخية المجبولة بدماء الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي تؤكد ان مرور ستين سنة على النكبة واغتصاب الحقوق الوطنية الفلسطينية بتقرير المصير في اطار دولة مستقلة سيادية وتحويل الشعب العربي الفلسطيني الى شعب من اللاجئين بغالبيته الساحقة يعاني من مآسي اللجوء القسري خارج وطنه ومن جرائم الاحتلال الاسرائيلي في المناطق المحتلة منذ السبعة والستين ومن مآسي الاضطهاد والتمييز والقهر القومي العنصري في اسرائيل، هذه الحقيقة التاريخية تؤكد امرين اساسيين، الامر الاول ان الشعب العربي الفلسطيني، ورغم مرور الزمن، لم يتنازل عن حقوقه الشرعية وبقي متمسكا بثوابت حقوقه القومية الوطنية غير القابلة للتصرف، بحقه في تقرير المصير، بحقه في الدولة والقدس والعودة وفقا لقرارات الشرعية الدولية. والامر الثاني، ان الشعب العربي الفلسطيني وقيادته الوطنية ادركا حقيقة انه لا يموت حق وراءه مطالب، وان للحرية والاستقلال ثمنا باهظا لا مفر من دفعه، واثبت الشعب الفلسطيني للعالم انه مستعد للتضحية وقدم قوافل الالوف المؤلفة من الشهداء من خيرة ابنائه ومعاناة الملايين الفلسطينيين من مآسي التشرد والفقر وجرائم المحتل وظلم ذوي القربى، ولم يحن هذا الشعب هامته الشامخة على دروب الكفاح في مواجهة التحالف الثلاثي الدنس، الصهيونية والامبريالية وتواطؤ انظمة التخاذل العربية معهما، ومن اجل الحرية والاستقلال الوطني. بكفاحه المتواصل من اجل الحياة والحق المشروع والعدالة بلور هويته الوطنية المنظمة والمستقلة باقامة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد وشرعي للشعب العربي الفلسطيني، وخاض مختلف اشكال الكفاح السياسي والمسلح وفجر الانتفاضات الشعبية في مقاومة الاحتلال ومختلف مشاريع تصفية القضية الوطنية، دفن مشاريع التوطين اعتمادا على قانون التقادم الزمني، واتضح ان كل جيل فلسطيني جديد يتمسك اكثر بمواصلة حمل راية الكفاح المتمسكة بحق اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، كما دفن "الخيار الاردني" بانتفاضته الاولى المباركة، وحاول الاحتلال الاسرائيلي بدعم من الامبريالية الامريكية وبتواطؤ وتخاذل بعض الانظمة العربية المدجنة امريكيا فرض سياسة الامر الواقع بواسطة الاستيطان لتغيير الموازنة الجغرافية والديموغرافية في المناطق المحتلة بشكل يدفن الامل الفلسطيني بالدولة والاستقلال الوطني، غيّر المحتل الموازنة الجغرافية بالاستيطان وقزمت المقاومة الفلسطينية الموازنة الديموغرافية بالحد من عدد اوباش قطعان المستوطنين. حاول محور الشر الاسرائيلي – الامريكي تقزيم الحقوق الوطنية بدولة فلسطينية اشبه بمحمية استعمارية مقطعة الاوصال وعلى اقل من خمسين في المئة من المناطق الفلسطينية المحتلة منذ السبعة والستين وبدون عاصمتها القدس الشرقية وبدون حق العودة للاجئين الفلسطينيين. يطلق البعض، وعلى ضوء اتساع رقعة الاستيطان الكولونيالي في المناطق المحتلة، شعار التنازل عن حق اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمطالبة باقامة دولة "دمقراطية على كل اراضي فلسطين التاريخية دولة تضم اسرائيل والمناطق المحتلة، دولة كهذه لن تكون سوى دولة ابرتهايد عنصرية يعاني الشعب الفلسطيني من جرائمها جرائم العزل العنصري والاضطهاد القومي والعنصري.
واخيرا "طلع الفش من تحت القش" وعاد مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الامريكية، جون ماكين، يطالب باحياء عظام الخيار الاردني وهي رميم. فرسالة الشعب الفلسطيني المخضبة بدماء وقوافل شهدائه وجرحاه ومعاناة ابنائه المأساوية خلال سنوات النكبات المتتالية تقول لجميع المتآمرين لا بديل لشعبنا عن الحرية والدولة والقدس والعودة.
الجمعة 20/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع