ساركوزي يتوقع من الأسد مواصلة «طريقه الجديد»: اتفاق الدوحة تسوية دائمة.. تفتح الباب أمام السلام



دافع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مجددا عن انفتاحه على نظيره السوري بشار الأسد، وقال انه يتوقع منه مواصلة السير في الاتجاه الجديد الذي اختاره مؤخرا، واثبات أنه يريد تحويل سوريا إلى مركز استقرار وسلام في المنطقة، مشددا على أن فرنسا ستبقى دوما إلى جانب إسرائيل في ما يتعلق بأمنها.
وتحدث ساركوزي في بروكسل أمس، عن قمة الاتحاد من اجل المتوسط في 13 تموز المقبل في باريس، قائلا ان اللقاء بين الأسد ورئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت في باريس، في حال تحقق، سيكون علامة «تقدم مذهلة».
في مقابلة مع صحيفتي «يديعوت احرونوت» و«معاريف»، قبيل زيارته إسرائيل والأراضي الفلسطينية غدا الأحد، اعتبر ساركوزي ان اتفاق الدوحة اللبناني «سمح في المقام الاول بانهاء المعارك بين الاخوة التي ادت الى مقتل اكثر من 70 شخصا واصابة .250 لقد ابعد شبح الحرب الاهلية وسمح بالخروج من مرحلة انسداد سياسي ومؤسساتي كان لبنان يعاني منها منذ 18 شهرا».
وأضاف الرئيس الفرنسي «للاسباب تلك كلها، يشكل اتفاق الدوحة تقدما شديد الايجابية، وحاسما حتى... ان اتفاقا بين طرفين، هو تسوية على الدوام. صحيح ان المعارضة حصلت على الثلث المعطل، لكن الاكثرية نالت من جهتها غالبية الوزارات ومنصب رئيس الحكومة».
وتابع «أرى من جهتي انه اتفاق متوازن، بلا غالب ولا مغلوب، لأكرر صيغة غالية على قلب اللبنانيين. او بالاحرى اجل، ثمة منتصر: الشعب اللبناني كله»، موضحا ان «هذا الاتفاق يفتح الطريق امام ما ارجو ان يكون مرحلة جديدة من السلام والازدهار. ان انتخاب الرئيس التوافقي، ميشال سليمان، سيتبعه تشكيل حكومة وحدة وطنية ومن ثم انتخابات تشريعية في العام 2009».
واشار ساركوزي الى ان «الاتفاق ينص ايضا على اجراء حوار وطني، برعاية رئيس الجمهورية، تطرح خلاله مسائل كبرى، مثل سلاح حزب الله. كل ذلك يسير بالطبع في الاتجاه الصحيح».
وذكرت «يديعوت» أنه تم توجيه الأسئلة إلى ساركوزي مسبقا، مشيرة إلى أن المسؤولين عن السياسة الخارجية في الشرق الأوسط قاموا بفحص الإجابات بطريقة ترضي الدول العربية.
الأسد
وردا على سؤال حول تغير موقفه المتشدد من الأسد، قال ساركوزي « لا أحمل فكرة مسبقة عن الرئيس الأسد. ان موقف فرنسا ليس اقل صرامة من الماضي تجاه سوريا. وكل ما فعلناه (إيفاد مستشارين إلى دمشق).. كان رد فعل على مبادرات معينة قامت بها الحكومة السورية، والتي جعلت من الممكن تحقيق تقدم حاسم في الموضوع اللبناني».
وأضاف ساركوزي «في خطابي في القاهرة في كانون الأول الماضي، قلت بوضوح إنني سأعيد الاتصال معهم فقط بعد حصول تطورات ايجابية في لبنان. إن مثل هذه التطورات حصلت، احدها انتخاب الرئيس سليمان. لذلك اتصلت به (الأسد) للتعبير عن رضاي ودعوته للاستمرار في هذا الاتجاه. قلت له أيضا أن المحادثات مع إسرائيل تتقدم في الاتجاه الصحيح، وتحظى بدعم فرنسا الكامل. بالإضافة إلى ذلك، دعوته للمشاركة في قمة الاتحاد من اجل المتوسط، وأوضحت له أنه تمت دعوة جميع دول وحكومات البحر المتوسط بمن فيها إسرائيل».
وأوضح ساركوزي «أتوقع من الأسد ما يتوقعه المجتمع الدولي منه: مواصلة الطريق الجديد التي يظهر أنه اختارها مؤخرا، واثبات أنه يريد تحويل سوريا إلى مركز استقرار وسلام في المنطقة».
دعم إسرائيل
وحول الرسالة التي يريد توجيهها إلى الإسرائيليين، قال ساركوزي «أريد أن أقدم للشعب الإسرائيلي دعما، تأكيدا رسميا، أن أقول له إن فرنسا ستكون دوما إلى جانب إسرائيل حين يكون وجودها وأمنها مهددين. إن الذين يدعون بشكل مشين إلى تدمير إسرائيل سيجدون على الدوام فرنسا في مواجهتهم لتقطع عليهم الطريق». وأضاف «وجود إسرائيل غير قابل للنقاش، أمنها غير قابل للتفاوض».
ودعا ساركوزي الإسرائيليين إلى «تجاوز مخاوفهم والمضي قدما في العملية السياسية الجارية مع العرب، وفي مقدمهم الفلسطينيون، للسماح بإحلال سلام عادل ودائم في المنطقة». واعتبر أن ذلك «سيتطلب تسويات تاريخية وتضحيات أليمة»، مؤكدا ضرورة «تجميد تام للاستيطان الذي يشكل عقبة أمام أي تسوية نهائية. هذا هو ثمن السلام».
وحول البرنامج النووي الإيراني، قال ساركوزي «سنفعل كل شيء من أجل منع إيران من حيازة سلاح نووي.. بالنسبة لفرنسا فإن الأمور واضحة: تسلح إيران بسلاح نووي ليس مقبولا، ونحن مصرون على منعها من ذلك والأسلوب لتحقيق ذلك هو السعي لحل من خلال التفاوض وفق توجه يدمج الحوار والصرامة... وطالما أن إيران لا توافق على وقف أنشطتها الحساسة فإنه لن يكون أمامنا خيار سوى تصعيد الضغط الممارس عليها».
(«السفير»، ا ف ب، يو بي اي)
السبت 21/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع