..ونسوا أننا البلدوزر!!
الشبيبة الشيوعية في الطيرة تُنجِح كرنفال الطفولة والسلام رغم أنف (وتراكتور!!) البلدية



*رغم كل العراقيل: الألوف يهتفون من أجل السلام.. وضد العنف والاحتلال*

الطيرة- لمراسلنا- أقامت الشبيبة الشيوعية في الطيرة، مساء الخميس الأخير، كرنفال الطفولة والسلام 2008، بمشاركة أكثر من ألفي طفل وأولياء أمورهم.

 

كرنفال الطفولة والسلام 2008:
تحية حارة ومساءلة هادئة

أمجد شبيطة

كرنفال الطفولة والسلام 2008، أو "الكرنفال" مع أل التعريف، صار من ورائنا، انتهى بسلام ونجاح رائعين، فاقا كل التوقعات رغم أنف (وتراكتور) الكارهين. أقلنا إنه من ورائنا؟ نعم، لكن ليس بالضبط!
ونحن هنا مصممون على وضع الأمور في نصابها ومنح كل أمر ما يستحق من أهمية واعتبار، ومن هنا، فلن نسمح لتصرف البلدية المشين، على خطورته وسقوطه، أن يصبح هو الحدث، لا، وهي لا حازمة حاسمة وجازمة، بل ولا بأس من دوس الفاء، والانتشاء بواو الجماعة.. "فشروا"!
أما الحدث والحدث الجلل فهو البشرى التي بعث بها هذا الكرنفال من جديد، بشرى أن "لِسَّ الدنيا بخير.."  بشرى أن في هذه البلدة من هم مصرون على العطاء، على تجاوز العقبات والعراقيل.. على خوض المغامرة، تحمل المسؤولية ودفع الثمن إن لزم الأمر.. هذه هي البشرى التي أكدها رفاقنا الجدعان الأصايل، أبناء الشبيبة الشيوعية في الطيرة..
هم من ربطوا الليل بالنهار، وهم من ترجموا فعلا مقولة شاعرنا الفارس توفيق زياد "وأعطي نصف عمري- نصف عمري مش تراكتور- للذي يجعل طفلا باكيا يضحك".. وهم، هم من رسموا البسمة ومرروا الرسالة النبيلة وهم، هم من رفعوا رؤوسنا.. هم أحباؤنا لهم ولهنَّ كل التحية والتقدير، وكذلك لفرعي الحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة في المدينة.. نحبكم، لو تعلمون كم!!

 

أما بعد،
أعترف: عشت ساعات طويلة حالة غريبة من المزيج الدخيل ما بين الإنتشاء فرحا والتقطع غضبا، وأنا هنا أنتقل للحديث عما بدر من بلدية الطيرة من إساءة، لنفسها أولا وقبل كل شيء، وسأجتهد الآن بدوس المشاعر لأتحدث بهدوء وتروٍ على أمل أن تجد تساؤلاتي ردودا مقنعة من قبل البلدية.
ولنبدأ من البداية: كرنفال الطفولة والسلام في الطيرة بات في العقدين الأخيرين تقليدا سنويا ثابتا: يعقد في حزيران من كل عام في المدرج البلدي. والمدرج البلدي منذ نحو خمس سنوات يشكِّل خطرا حقيقيا على كل من يستخدمه أو يمر به بسبب اهمال البلدية له وعدم اصلاح ما لحقه من أضرار نتيجة بناء القاعة الرياضية المجاورة.. ومع ذلك وفي كل عام، تتجند كوادر الشبيبة لترميم المدرج، ولا بأس هنا من التذكير بأننا استأجرنا قبل أعوام جرافة ومعدات خاصة "للتنقيب" عن المنصة بعدما ردمت بفعل البناء المجاور والإهمال المتواصل، حينها أيضا حاولت البلدية منعنا وقطعت عنا الكهرباء دون أن تثنينا، لكنها عادت هذا العام أيضا للاندساس الأبله في نفس الماسورة!

 

ادعت البلدية في هذا العام بأن المدرج خطر لأن هنالك أعمال بناء، وحذّرتنا مشكورة، بل ووضعت يافطات تحذر من الدخول، وأنا أقول بكل جدية بأن هذه الخطوات كلها مسؤولة ومباركة، على الأقل لئلا تتحمل البلدية المسؤولية عن أي حادث كان من المعقول أن يقع في الحفل. لكن هنا لا بد من طرح أسئلة أخرى: ما دام المكان خطرا، فلماذا تبقونه مفتوحا، ولماذا لم تروا بأن من المناسب وضع يافطات التحذير مع بداية العمل؟ علما أن هذه المنطقة تعج بمئات الأطفال يوميا لقربها من المدرسة الإبتدائية والقاعة الرياضية؟ ولماذا كانت هذه اليافطات بائسة ويدوية الصنع؟! أهكذا تتصرف البلديات؟ ولماذا صورتم هذه اليافطات؟ ألم يكن من المجدي أكثر أن تزيلوا مصادر الخطر وهي قليلة؟ وما هي حقيقة هذا البناء الذي لم نر منه منذ شهر ونصف تقريبا إلا بعض الحفر، وخازوقين؟ ولماذا لم يطرأ أي تقدم ولو طفيف منذ أسبوعين؟! ما علينا.. قمتم بما قمتم به لتزيلوا المسؤولية والمساءلة عن أنفسكم وهذا حق لكم، ولكن لماذا امتنعتم عن التوصل إلى أي حل وسط؟ لماذا منعتمونا من استخدام ساحة المدرسة الزهراء رغم استعدادنا لتحمل ما شئتم من مسؤوليات وتكاليف؟ بل وأنتم لم تكتفوا بذلك بل أغلقتم أبواب الساحة المفتوحة يوميا، وأنتم بهذا فرضتم عقوبة جماعية على كل من شارك بالحفل وحرمتموهم من الشرب أو استخدام الحمامات، أهذا أيضا لأمانهم؟ ولماذا هددتم العمال في المؤسسات المجاورة من مدنا بالكهرباء، وما هي هذه السهولة بتهديدهم بقطع أرزاقهم؟! أأكمل؟! طيِّب ولماذا وضعتم تلك الجرافة، التي هددت أكثر من أي خشبة أو قضيب أمان الأطفال، وما الذي قدمتموه- غير حضرة التراكتور- للأطفال في السنة الأخيرة ؟!
الأسئلة كثيرة وإجاباتها معروفة، ولا يحتاج أي قارئ إلا القليل من الصدق ليجدها.. ولا بأس أن يتذكر الدعاء الثوري المحبب "اللهم من ظلمني مرة فاجزه ومن طلمني مرتين فاجزني واجزه ومن ظلمني ثلاث مرات فاجزني ولا تجزه..".
هذا الكرنفال انتهى بسلام ودون مفاجآت فكل منا عمل بأصله.. هم جلبوا التراكتور، ونحن أثبتنا من جديد صحة مقولة أبي الأمين بأننا البلدوزر.. كل جاد بما لديه.. والقول الفصل للناس.. والناس خير حكم، ورحم الله من حذّر وقال "بوسعكم أن تخدعوا بعض الناس كل الوقت وأن تخدعوا كل الناس بعض الوقت لكنكم لن تتمكنوا من خداع كل الناس كل الوقت".

وقد مر برنامج هذا الكرنفال- الذي تحول منذ نحو عقدين إلى تقليد سنوي ثابت- بنجاح فائق رغم كل محاولات البلدية عرقلته، والتي بلغت ذروة سقوطها بقطع الكهرباء عن المدرج البلدي ومنع مده بالكهرباء من المؤسسات المجاورة، أما المفاجأة الأكبر فكانت بإغلاق الطريق إلى المدرج بواسطة جرافة، هددت أمن الأطفال وسلامتهم!
إلا أن كوادر الشبيبة وبالتعاون مع فرعي الحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة تمكنت من تجاوز التحديات ورسم البسمة على شفاه أطفال المدينة مستخدمة لذلك ما أتيح من أدوات بسيطة كمولد للكهرباء (جينيراتور)، أما الجرافة فقد تحولت إلى سخرية، إذ زينت بالأعلام الحمراء والبالونات!
افتتح الكرنفال، الصحافي أمجد شبيطة بكلمة مقتضبة وصف فيها تصرف البلدية بالزعرنة لكنه أكد: "وبالمقابل فإننا نأخذ على نفسنا تحديا برسم البسمة على شفاه أطفالنا وليكن الثمن أيا كان.. وها نحن ننجح رغم كل العراقيل، فأطفال البلدة يستحقون المزيد، بل والمخاطرة إن لزم، فنحن أوفياء لإرث توفيق زياد القائل وأعطي نصف عمري للذي يجعل طفلا باكيا يضحك.. وإنا على العهد" وهو ما قوبل بالتصفيق الحار، علما أن تصرف البلدية قوبل باشمئزاز كبير من قبل الجمهور الواسع، على اختلاف انتماءاته العائلية والحزبية.
ثم تولى عرافة الحفل، عضوا الشبيبة نغم ناصر ومحمد جليلي، افتتحاه باستعراض نشاطات الشبيبة والتأكيد على شعارات الكرنفال التي جاءت هذا العام بشكل خاص ضد العنف المستشري في المدينة وضد سياسة هدم المنازل.
وكانت الكلمة الأولى لسكرتيرة فرع الشبيبة الشيوعية في الطيرة لين شبيطة التي أكدت على الرسالة الإنسانية النبيلة ليوم الطفل ووجهت تحية خاصة وحارة لأطفال فلسطين والعراق، كما تحدثت عن النشاطات المتواصلة للفرع وعن الاستعدادات المكثفة لإنجاح مخيم النجم الأحمر الـ 26 في المدينة، داعية جمهور الأطفال إلى الانضمام إليه.
كما كانت كلمة أخرى لمنظمة أبناء الكادحين التابعة للشبيبة الشيوعية، قدمتها الطلائعية يانا عبد الحي التي شكرت كل من أسهم بإنجاح هذا الحفل.
أما في البرنامج الفني فقد قدمت فرقة الغناء التابعة لأبناء الكادحين وصلة فنية مميزة إضافة إلى معزوفات قدمها الشقيقان الموهوبان محمد ووحيد طيبي، وكان مسك الختام بفقرة هادفة للفنان روني روك، الذي جعل من "الجرافة" سخرية النشاط فقال بأنها تمثل سياسة الهدم، هدم الإنسان والمأوى وأضاف "جلبوا تراكتورًا ونسوا ما قاله توفيق زياد بأننا نحن البلدوزر"..
وانتهى الكرنفال الضخم على أمل اللقاء في مخيم النجم الأحمر الـ 26 الذي تقيمه الشبيبة وتعتزم خلال الأسبوع القريب أن توزع منشورا مفصلا ببرنامجه

 

*سامح عراقي: الحقيقة الكاملة حول الكرنفال ودور البلدية!*

ومن جهته فقد عقب المحامي سامح عراقي، سكرتير جبهة الطيرة على هذا النشاط وتصرف البلدية بالقول: "لا بد أولا من لمحة قصيرة عن هذا النشاط، والذي تحول منذ نحو عقدين إلى تقليد سنوي يضم كل أبناء الطيرة بألوفهم، في المدرج البلدي.. سنويا تأتي كوادرنا قبل استخدام المسرح لتنظيفه وترميمه بشكل جذري ولا بأس أن نذكر بأننا وقبل نحو 4 سنوات وبعد بناء القاعة الرياضية في الطيرة استأجرنا معدات خاصة للحفر والوصول إلى منصة المدرج بعدما ردمت تحت مخلفات البناء والصور موجودة وتؤكد ذلك كما نذكِّر بأن هذا النشاط كان يأتي في السابق تتويجا لعدد من النشاطات والمسابقات التربوية التي كنا نقيمها بالتعاون مع جمعية بناة المستقبل في المدارس وهو ما ألغي بسبب عرقلة البلدية للموضوع، لأمر في نفس يعقوب وكأن هؤلاء الأطفال غرباء وكأنها تقول لهم لا أرحمكم ولا أسمح لرحمة ربكم بوصولكم!".
أما عما حدث يوم الخميس بالذات فقد أفادنا بالتالي: "حاولت البلدية منعنا من استخدام المدرج هذا العام بحجة أن هنالك أعمال بناء في المكان، علما أن البناء معرقل وانه لم يشكل أي خطر إضافي قياسا بسنوات سابقة ويثير ألف سؤال وسؤال ومنها: ما دام المدرج خطرا حقا فلم يظل مفتوحا أمام الجمهور علما أن مئات الطلاب يمرون يوميا منه في الطريق إلى المدرسة والقاعة الرياضية المجاورتين؟ ومع ذلك، ومع قناعتنا بأن تصرف البلدية الضيق لا يهدف إلا إلى العرقلة فقد تعهدنا خطيا بتحمل أي مسؤولية وفي مرحلة معينة اقترحنا نقل المهرجان من موقعه إلى ساحة المدرسة المجاورة مع استعدادنا لتكفل كل المسؤولية إلا أن البلدية رفضت ومديرها العام قال لوفد الجبهة بأن القضية صارت تحديا وقضية لي أذرع، فقبلنا التحدي وأتينا ونجحنا.. هذا هو نهجنا، وهو واضح ومعلوم وأما البلدية فما الذي تقدمه لهؤلاء الأطفال المتشوقين المتعطشين لأي برنامج ترفيهي؟ نحن في جعبتنا مخيم النجم الأحمر القريب فماذا يحملون هم؟!..".

 

كلمة الشبيبة الشيوعية- لين شبيطة
 
 
روني روك
 
 
أناديكم
 
أمجد شبيطة
الأحد 22/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع