الموقف الفرنسي، والفائدة من ورائه



شهدت الكنيست يوم أمس الاثنين، يومًا حافلا بالأحداث، وعلى رأسها زيارة الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، ومخاطبته للكنيست في كلمة باللغة الفرنسية عبّر فيها عن صداقة فرنسا لإسرائيل، وعن مدى سعادته بوجوده في إسرائيل، وعن التزام فرنسا بالدفاع عن إسرائيل "في وجه من يرغبون بالقضاء عليها".
كما قال في كلمته إنّ فرنسا ترغب بالتوصل إلى نهاية للصراع الاسرائيلي الفلسطيني يقوم على أساس إقامة دولة فلسطينية إلى جنب إسرائيل، وإزالة المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وضمان تحويل القدس غلى عاصمة للدولتين، إسرائيل وفلسطين.
ويمكن القول إنّ خطاب الرئيس الفرنسي، على الرغم من الحلف الوثيق، منذ أن اعتلى هذا الرئيس سدّة الحكم في فرنسا، مع الولايات المتحدة الأمريكية، اختلف جوهريًّا عن خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش في الكنيست، في زيارته الأخيرة إلى إسرائيل، قبل أكثر من شهر، حيث أعلن بوش التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن إسرائيل، وبأمنها، حتى آخر رمق، دون أن يتطرق حتى إلى الجانب الفلسطيني من معادلة الصراع، ودون أن يعلن موقفًا أمريكيًّا واضحًا من قضية المستوطنات، ومن قضية إقامة الدولة الفلسطينية، ومن قضية القدس. وفي المقابل، أتى الرئيس الفرنسي ساركوزي، الذي أخذ فرنسا باتجاه حلف دم مع الولايات المتحدة الأمريكية، وألقى كلمته أمام الكنيست، معلنًا فيها عن الالتزام الفرنسي بأمن إسرائئيل، وبالصداقة مع إسرائيل، إلا أنّه لم يغفل ذكر الجانب الآخر من المعادلة، وهو ضرورة إزالة المستوطنات، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس.
نحن لم ولن نغرق في حفنة من الماء، ولن تعمي هذه التصريحات أعيننا عن حقيقة الموقع الذي تشغله فرنسا في حلف الامبريالية العالمية، الذي تقوده الولايات المتحدة، وخاصة موقف هذا الحلف من ما يجري في لبنان، إلا أنّ موقفًا من هذا القبيل، يكون صادرًا عن أي عضو من أعضاء هذا الحلف، يكون في صالح القضية الفلسطينية، لأنّه يبرز اختلافًا في المواقف من هذه القضايا تحديدًا، قضايا المستوطنات والدولة الفلسطينية والقدس.
كلنا أمل أن تكون هذه التصريحات خطوة اولى نحو عمل دولي حقيقي من أجل إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني على أرضه.

الثلاثاء 24/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع