لقاء مصيري غدًا في المفاوضات لتوحيد الجزيرة القبرصية



نيقوسيا – وكالات الأنباء - يلتقي الرئيس القبرصي ديميترس خريستوفياس ورئيس "جمهورية شمال قبرص التركية" محمد علي طلعت غدًا الثلاثاء في نيقوسيا في لحظة حاسمة من العملية التي اطلقت على امل اعادة توحيد الجزيرة المقسمة منذ 1974 .
وسيلتقي خريستوفياس ورئيس "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة في مقر رئيس بعثة الامم المتحدة في قبرص تاي بروك زريهون في المنطقة العازلة بين شطري الجزيرة في آخر عاصمة مقسمة في العالم.
وقال دبلوماسي اوروبي طلب عدم كشف هويته ان "هذا الاجتماع يرتدي اهمية كبيرة فعلا لان الامور اصبحت صعبة ونحتاج للانتقال الى المرحلة التالية".
واضاف ان "المهلة المحددة بثلاثة اشهر انتهت وعلينا الانتقال الى المفاوضات المباشرة".
وكان انتخاب خريستوفياس في شباط/فبراير لرئاسة جمهورية قبرص احيا الامال بالتوصل الى حل تفاوضي بعد فشل خطة الامم المتحدة لاعادة توحيد الجزيرة التي رفضها القبارصة اليونانيون في استفتاء عام 2004.
واتفق الرجلان في لقاء اول في 21 آذار/مارس على بدء مفاوضات مباشرة للسلام بعد ثلاثة اشهر على ابعد حد.
لكن فترة من التشكيك تلت مرحلة التفاؤل. فقد اجتمع خريستوفياس وطلعت في 23 ايار/مايو للبحث في المحادثات التحضيرية التي بدأتها 13 مجموعة عمل ولجنة فنية في نيسان/ابريل. وقد سجل تقدم ولكن ليس في الملفات الاساسية مثل الممتلكات العقارية والسيادة والامن.
وفي مواجهة هذا الوضع يتبنى الجانبان رأيين مختلفين. فالقبارصة اليونانيون يرون ان بدء المحادثات المباشرة ليس مجديا في غياب تقدم مسبق خلافا للقبارصة الاتراك.
واكد جورج ياكوفو كبير مستشاري الرئيس القبرصي الاثنين من جديد ان "اي تقدم حقيقي" لم يسجل في لجان العمل وقال انه يتوقع بدء مفاوضات مباشرة "بعد الصيف".
وقال الدبلوماسي الاوروبي ان خريستوفياس وطلعت اللذين سيلتقيان مجددا الشهر المقبل "يبدوان وكأن لديهما شيئا جديدا خلال هذه الاجتماعات لكن الاعلان (الثلاثاء) عن موعد للمفاوضات المباشرة سيكون مفاجئا".
وكان معبر جديد في وسط نيقوسيا فتح في آذار/مارس في خطوة رمزية لمناخ الثقة بين الجانبين.
وكان المسؤول في الامم المتحدة لين باسكو وضع خلال زيارة الى الجزيرة منتصف الشهر الجاري الجانبين امام مسؤولياتهما مؤكدا ان العالم يراقب "عن كثب" العملية.
ومدد مجلس الامن الدولي في حزيران/يونيو ولستة اشهر مهمة قوة حفظ السلام في الجزيرة التي تعمل منذ 44 عاما.
وتلقي تركيا ومسألة انضمامها الى الاتحاد الاوروبي بظلالها على الملف القبرصي.
وقال محلل في مجموعة الازمات الدولية (انترناشيونال كرايزس غروب) الفكرية في تقرير نشر في 23 حزيران/يونيو انه "اذا ضاعت هذه الفرصة في قبرص فسنحتاج الى سنوات قبل فتح نافذة جديدة".
وجزيرة قبرص مقسمة منذ اجتياح تركيا لقسمها الشمالي عام 1974 اثر انقلاب قام به قبارصة يونانيون قوميون بهدف الحاق الجزيرة باليونان.

الأثنين 30/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع