تركيا: وثائق سرية تظهر تفاصيل الخطة الانقلابية



* "العدالة والتنمية" يقدم دفاعه أمام المحكمة الدستورية *

قدم مسؤولو »حزب العدالة والتنمية« الحاكم في تركيا، أمس، دفاعهم أمام المحكمة الدستورية للرد على اتهامات بالقيام بأنشطة تتعارض مع العلمانية يمكن أن تؤدي إلى حظر تنظيمهم، فيما نشرت الصحف التركية تفاصيل الخطة الانقلابية التي كان يعد لها تنظيم »ارغينيكون« السري.
وعرض نائب رئيس الوزراء جميل تشيتشك ونائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب بكير بوزداغ حجج الدفاع شفويا، في جلسة مغلقة، بعدما قاما بتسليمها خطيا لقضاة المحكمة، حيث رفضا اتهامات المدعي العام لدى محكمة التمييز عبد الرحمن يالجينكايا الذي كان أطلق في آذار الماضي إجراء حظر الحزب متهما إياه بأنه »بؤرة أنشطة تتعارض مع العلمانية«.
ويطالب يالجينكايا أيضاً بمنع حوالي ٧١ شخصية من الحزب من ممارسة نشاطات سياسية لمدة خمس سنوات، ومن بين هؤلاء الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. ومن المتوقع أن يضع مقرر المحكمة توصياته بعد الاستماع إلى وجهة نظر الحزب، قبل أن يضع جدولاً زمنيا للمداولات وإصدار الحكم.
وفيما يصر الحزب الحاكم على رفض الاتهامات التي وجهت إليه عبر التأكيد على احترامه للعلمانية، يجري الحديث في الكواليس السياسية في أنقرة عن إنشاء حزب جديد قريباً، يضم نواب »العدالة والتنمية« في حال حله.
من جهة ثانية، أكد الجيش التركي تمسكه بالتحقيق مع العسكريين الذين قُبض عليهم في إطار الحملة الأمنية ضد تنظيم الدولة السرية »أرغينيكون« أمام الادعاء العسكري.
وأشار بيان لرئاسة هيئة الأركان في الجيش إلى أنّ »مسؤولين عسكريين كانوا حاضرين خلال عملية القبض على قائد الجيش الأول السابق الجنرال المتقاعد خورشيد طولون، وقائد قوات الدرك السابق الجنرال المتقاعد شنر ارويغور، الثلاثاء الماضي، مضيفاً أن تفتيش منزلي ومكتبي القائدين السابقين تمّ بحضور المدعي العام كما يقضي بذلك القانون.
وفي السياق، ذكرت صحيفة »صباح« أن وثائق ضبطت خلال مداهمات جرت مؤخراً أظهرت أن جماعة »أرغينيكون« خططت للقيام بانقلاب تدريجي للإطاحة بالحكومة التركية.
وأوضحت الصحيفة أنّ الوثائق التي ضبطت في مكتب الجنرال ارويغور، الذي يرأس »جمعية الفكر الكمالي«، في اسطنبول تضمنت تفاصيل خطة سرية على أربع مراحل لتقويض ثقة الرأي العام في »حزب العدالة والتنمية«، وفي أسلوب معالجته للاقتصاد لإجبار الجيش في نهاية الأمر على التدخل.
وتابعت الصحيفة ان الجماعة خططت لتنظيم تظاهرات غير قانونية في السابع من تموز الحالي في ٤٠ منطقة بهدف إثارة اشتباكات مع قوات الأمن، فيما أشارت صحيفة »وطن« إلى أن هذه التظاهرات كانت ستدعو إلى حظر الحزب الحاكم.
من جهتها، ذكرت صحيفة »يني شفق« أنّ الجنرال طولون والمالك السابق لقناة »تورك« كانا سيقودان المسيرات في محافظة غازي عنتب جنوبي شرقي أنقرة، فيما لفتت صحيفة »راديكال« إلى أن دور الصحافيين الأعضاء في التنظيم، بينهم مدير مكتب صحيفة »جمهوريت« في أنقرة مصطفى بالباي ومدير صحيفة »ترجمان« أفق بيوك جلبي، كان تحريض الجماهير وتعبئتهم من خلال مقالاتهم وتعليقاتهم، فيما أوكل للمخرج السينمائي خالص ياغوز إشيكلار إعداد أفلام ومقاطع فيديو وحلقات تلفزيونية وموسيقى تستخدم لإقناع المواطنين بأهداف التنظيم.
وبحسب الخطة، فإنه كان من المقرر أن يصدر رئيس غرفة تجارة أنقرة سنان ايجون بيانا يعرب فيه عن القلق العميق إزاء وضع الاقتصاد التركي، ويدعم فيه إقامة حزب بديل عن »حزب العدالة والتنمية«.
وبحسب ما أظهرته الوثائق، فإن التنظيم السري قد أوكل إلى ٣٠ من القتلة المحترفين الذين تم تدريبهم بقيادة المجرم المحترف عثمان غوربوز، مهمة اغتيال عدد من الشخصيات المهمة في أنقرة واسطنبول وغيرها من المدن الكبرى بهدف زيادة تعميق الأزمة الاقتصادية ودفع المستثمرين الأجانب للهروب من الأسواق التركية وبالتالى إسقاط حكومة أردوغان .
(أ ش أ، أ ف ب، أب، د ب أ)


الجمعة 4/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع