اشترط التزاما أمريكيا وأوروبيا:
المعلم يستبعد لقاء الأسد أولمرت في باريس



باريس- وكالات- استبعد وزير الخارجية السوري وليد المعلم عقد لقاء بين الرئيس بشار الأسد ورئيس الحكومة إيهود أولمرت منتصف الشهر الجاري في باريس.
ومن المقرر أن يشارك الأسد وأولمرت بقمة الاتحاد من أجل المتوسط بدعوة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والمقررة يوم 13 تموز الجاري. 
وقال المعلم في تصريحات له في باريس التي يزورها للإعداد لزيارة الأسد إن السوريين والإسرائيليين لم يصلوا بعد إلى مرحلة المفاوضات المباشرة، لأن تلك المفاوضات تقتضي التزاما مهما من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا إضافة إلى وجود حاجة لدور للأمم المتحدة.
وفي جلسة أسئلة وأجوبة في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، اعتبر المسؤول السوري أن من السابق لأوانه الحديث عن مفاوضات مباشرة.
كما استبعد المعلم أن تنأى دمشق عن إيران كما تأمل في ذلك باريس وتل أبيب وواشنطن قائلا: "لا يمكن قبول شروط مسبقة لمفاوضات السلام، لم نطلب من إسرائيل أن تنأى بنفسها عن الولايات المتحدة". لكنه أوضح أنه ستكون لنتيجة مفاوضات السلام "انعكاسات على المنطقة برمتها".
واعتبر أن المحادثات غير المباشرة التي عقدت في تركيا بين سوريا وإسرائيل في بدايتها، وأنه من السابق لأوانه الحكم عليها.
وأشار الوزير السوري إلى أن الهدف من تلك المحادثات التمهيد لمفاوضات مباشرة من أجل التوصل إلى السلام، مؤكدا ما نقلته وكالات الأنباء عن تصريحات مسؤولين أتراك من اتفاق السوريين والإسرائيلين على عقد جولة رابعة من المفاوضات غير المباشرة، دون أن يذكر موعدها ومكانها.
وكانت وكالة رويترز نقلت عن مصدر حكومي تركي قوله إن الجانبين السوري والإسرائيلي اتفقا على عقد جولة جديدة من المحادثات في إسطنبول أواخر تموز الجاري، واصفا المحادثات "بالبناءة" وبأنها تطرقت "للقضايا الجوهرية".
وأضاف المصدر أن الطرفين اتفقا أيضا على عقد جولتين أخريين في آب المقبل، مشيرا إلى أن محادثات نهاية الشهر الجاري ستحدد ما إذا كانت الجولتان الخامسة والسادسة ستكونان مباشرتين أو غير مباشرتين.
وقد التقى المعلم في باريس الرئيس نيكولا ساركوزي. ويعد اللقاء الأبرز على هذا المستوى بين البلدين منذ سنوات، ومن شأنه إنهاء قطيعة بين باريس ودمشق بلغت ذروتها إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في شباط 2005.
وجاءت تصريحات المعلم ردا على ما يبدو على دعوة رئيس الحكومة إلى إجراء محادثات مباشرة بين تل أبيب ودمشق في القريب العاجل، ووصف المفاوضات غير المباشرة بأنها "جدية" زاعما أن "المشكلات أقل تعقيدا مما تبدو عليه".
وقال أولمرت في مؤتمر قيسارية الاقتصادي الذي عقد هذه المرة في إيلات: "نحن نتباحث بجدية مع السوريين، وفي تقديري أنه سيتعين في القريب العاجل أن تكون المفاوضات مباشرة، ولن يكون ممكنا الاستمرار فيها بالشكل الذي تجرى به حاليا".
واعتبر أن "توقيع اتفاق سلام مع سوريا ستكون له نتائج واسعة النطاق لإسرائيل والمنطقة" معربا عن اعتقاده بأن "المغزى الإستراتيجي لمثل هذه الخطوة لا يمكن إغفاله".
وتتركز المحادثات على مصير هضبة الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وتطالب دمشق باستعادتها كاملة بينما تتمسك إسرائيل بسيطرتها الكاملة على بحيرة طبريا التي تعد المصدر الرئيسي للمياه بالنسبة لها.
وكانت الكنيست تبنت الاثنين الماضي مشروع قانون لمنع الانسحاب من الجولان، وفرض استفتاء أو توفر أكثرية الثلثين في الكنيست للموافقة على ذلك.

الأحد 6/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع