إيلان بابيه



     إيلان! أولا مبروك صدور كتابك "التطهير العرقي في فلسطين" عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية بطبعته الأولى- بيروت – تموز 2007. وثانيا مبروك صدور الطبعة المزورة في بلدنا. ولا ندري أين ومتى وكيف.. لكننا ندرك لماذا! فقراصنة الكتب يبغون الربح- الربح السهل.. وحتى نتوهم يرفعون السعر، فأنا الفقير لله تعالى أقتنيث نسختي بـ 58 شاقلا وصديقي الصفوري اقتنى نسخته بـ 48 شاقلا وانشرح صدره عندما اكتشف أنه أذكى مني.. وسوف ينقبض قلبه عندما سيكتشف فيما بعد أن الكتاب سيباع بثلاثين.
     عزيزي ايلان! آه لو تدري كيف اكتشف التزوير! فالنسخة المزورة كانت قد مرّت على قارئ طلائعي (بايلوت) وهذا البايلوت كان قد وضع علامات عند الأشياء المهمّة من وجهة نظره، فترك الأثر، ولا توجد جريمة كاملة...
     على كل حال يبقى كتابك هذا مهما جدا. سواء كان أصليا أو مزوّرا، وسواء كتبت دار النشر "حقوق الطباعة والنشر محفوظة " أو لم تكتب. وستبقى أنت يا أخي محفوظاًفي ذاكرتنا الفردية والجماعية لأنك تساهم في تعزيزها.
     وعليه فاسمح لي أن ألاحظ ثلاث ملاحظات كي تحاول تجنب الأخطاء في الطبعات التالية. أولا عليك الحذر بمسألة المصادر وخاصة الأرشيف الصهيوني ومذكرات بن غوريون وغيره من القادة العسكريين السياسيين الإسرائيليين.
فقد أوقعك بن غوريون هذا بخطأ جسيم حين اعتمدت عليه في مسألة تسليم الناصرة. ورد في ص 9- 198 أن مدلول بيك كان قائد حامية الناصرة وكان فيها حسب قولك خمسمئة متطوع من جيش الإنقاذ ( ولا تذكر فصيل الجهاد المقدس ولا المتطوعين المحليين) وأن مدلول هو الذي سلّم المدينة بنفسه في الساعة العاشرة ليلا في 16 تموز/يوليو 1948. والحقيقة وبموجب وثيقة التسليم من سلم المدينة في حينه ووقع على الوثيقة  رئيس البلدية يوسف الفاهوم ورئيس اللجنة القومية ابراهيم الفاهوم ونخلة بشارة أحد وجهاء طائفة الروم الارثوذكس ووجهاء آخرون يمثلون طوائف وعائلات الناصرة. وما يميز هذا التسليم وتلك الوثيقة استعمال كلمة (كيبوش) أي احتلال.
     والملاحظة الثانية هي (الخربطة) بين اسميْ طه محمد علي الصفوري ومحمد علي طه الميعاري الواردة في ص 179 فقد تم الدمج بين الشخصين حتى أصبحا شخصا واحدا.. وهنا  كان مرجعك كتاب ناجي مخول وهنا أيضا كان عليك التدقيق في صحة ودقة  المراجع وإن كان هذا عملا شاقا. طبعا هذا الخطأ غير جسيم كما في حالة الارشيف الصهيوني ومذكرات بن غوريون. ففي هذا الارشيف هنالك أخطاء مقصودة وهنالك "حقائق" تعتمد على وشايات، مجرد وشايات وتقارير مغرضة.
     أما الملاحظة الثالثة فهي على ما ورد في ص264 عن " القومية الفلسطينية" وأعتقد هنا أن الخطأ في الترجمة ويقع على عاتق أحمد خليفة المشكور على جهده، ومصدره إشكالية الكلمة العبرية (ليئومي) التي تُفيد الوطنية والقومية... فأنا كما تعرف "إسرائيلي" من حيث المواطنة وجواز السفر وفلسطيني من حيث الوطنية وعربي من حيث القومية.
لك مني قهوة الصباح حيث كنت...

وليد الفاهوم
الأحد 6/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع