تل ابيب- لمراسلنا- للمرة الثالثة على التوالي وبعد منع امني من الدخول وصل وفد رابطة الاطباء لحقوق الانسان الى قطاع غزة وذلك للاطلاع عن قرب على آخر المستجدات بعد التهدئة وتداعيات استمرار الحصار الظالم والجائر على شعب القطاع، وتقديم المساعدات الطبية واجراء العمليات الجراحية المعقدة خاصة للمرضى الممنوعين من الخروج لتلقي العلاج داخل الخط الاخضر.
وكان باستقبال الوفد الطبي والذي ضم الاطباء مصطفى ياسين، وعبد السلام اغبارية، وحسام عودة، وصلاح الحاج يحيى مسؤول العيادات الطبية والعمل الميداني في منظمة اطباء لحقوق الانسان كان باستقبالهم اركان وزارة الصحة وكبار العاملين في الجهاز الصحي الفلسطيني د. حسن خلف وكيل وزارة الصحة، ود. محمد الكاشف مدير عام المستشفيات في قطاع غزة ود. ناصر ابو شعبان مسؤول تنمية القوى البشرية في الوزارة وعدد كبير من المسؤولين.
وفي كلمته أمام المسؤولين قال يحيى رئيس الوفد الطبي الى قطاع غزة، اننا نأتي متضامنين مع اهلنا وشعبنا في القطاع في ظل استمرار الحصار الظالم ونقل حجم المعاناة والمأساة التي يعشها سكان القطاع الى العالم بأسره كونه مشارك في الجريمة البشعة التي ترتكب بحق الفلسطينيين وكذلك تقديم العلاجات الطبية والجراحية للمرضى خاصة المحرومين من مغادرة القطاع للعلاج. وأثنى الكادر الصحي في القطاع على عمل وجهود رابطة الاطباء والتي تنشط في الاراضي المحتلة منذ عشرون عاما.
وتوجه الوفد الطبي الى مستشفى الامروبي في خان يونس جنوبي القطاع حيث اجرى د. مصطفى ياسين عدة عمليات جراحية- زراعة مفاصل اصطناعية لمرضى منعوا من الخروج الى اسرائيل وبالمقابل لا يمكن اجرائها داخل القطاع. وقد شكلت هذه العمليات بنجاح كبير بعد الاهمال الطبي لتأخير في اجراء العمليات.
وفي نفس المستشفى قدم د. عبد السلام اغبارية اخصائي الامراض السرطانية الاستشارات الطبية لعشرات مرضى السرطان جزء كبير منهم كان ينتظر الدخول الى اسرائيل ومنع من ذلك امنيا، وقد استغنى عدد كبير عن الخروج الى الخط الاخضر بعد العلاجات محليا.
وفي مستشفى الوفاء التأهيلي قدم د. حسام عودة اخصائي التأهيل الاستشارة والعلاج لـ 30 حالة مرضية مصابين جراء القصف الصاروخي والمدفعي الاسرائيلي وجزء من الجرحى يعانون من بتر في الساقين او اليدين واعضاء اخرى بالجسم، وقد اعطى العلاجات والاستشارة والتوجيه السلم لاستمرار العلاج.
وقال صلاح الحاج يحيى الذي زار ايضا معبر رفح الحدودي مع الجانب المصري، انه خلال ثلاثة ايام متتالية لم يدخل مصر عبر المعبر سوى 22 مريضا بحالة صعبة بالاضافة الى وصول عدد كبير من الذين كانوا عالقون منذ شهور داخل الاراضي المصرية حيث انهوا العلاج ولم يسمح لهم بالعودة الى غزة، ويوم  الخميس الماضي نجح المئات من الدخول.
ولاحظ حاج يحيى المعاناة حيث العشرات من المرضى وغيرهم ينتظرون ساعات وايام في حدود المعبر بانتظار بارقة امل بخروجهم للعلاج. وكانت المشاهد مؤلمة جدا على امتداد القطاع من بيت حانون شمالا وحتى رفح جنوبا وذلك في محطات تعبئة الغاز المنزلي، حيث اصطف المئات من المواطنين عند كل محطة على امل ان يصل دوره ويحصل على تعبئة نصف بالون وهو الحد الاقصى الذي يحظى به المواطن.
وحول موضوع التهدئة اضاف حاج يحيى انه على امتداد شوارع غزة لوحظت عشرات الحواجز ومئات من قوى الامن الفلسطيني يحاولون تطبيق التهدئة ومنع اطلاق اية صواريخ باتجاه اراضي اسرائيل. اما عن تداعيات استمرار الحصار الظالم فقال يحيى انه سجلت 200 حالة وفاة من المرضى منهم 45 طفلا و75 امرأة، كذلك هناك 175 طفل داخل الحضانات في مشافي القطاع، وعند قطع التيار الكهربائي او النقص بالوقود فان حياتهم مهددة بالخطر.
كذلك هناك 450 مريض كلى يعالجون بالدياليزا (غسيل الكلى) في ظل استمرار تعطل 13 جهاز من اصل 72، وهذا يعيق استمرار العلاجات الذي يقدم على ورديات ليل نهار بسبب العدد الكبير من المرضى. وهناك 400 مريض بالسرطان 35% منهم اطفال يعانون بسبب حرمانهم من العلاج.
واضاف ان 1088 حالة مرضية سجلت للعلاج خارج قطاع غزة سمح لـ - 570 حالة والباقي اما ممنوعين من مغادرة القطاع او لم يتلقوا الرد حتى الآن وفي مجال الدواء هناك 49 صنف دواء رصيدها صفر، لمرضى القلب، السرطان، الكلى، الكبد وهناك 30 صنف رصيدها يكفي لأقل من شهرين. كما وهناك 91 صنف من المستلزمات الطبية رصيدها صفر و173 صنف آخر رصيدها يكفي لشهرين.
وحول موضوع فتح المعابر قال يحيى انه لم يرتقي الى مستوى اشباع حاجة المواطن الغزي فما زالت حاجيات اساسية كثيرة ناقصة واخرى بالغة الثمن، فلم يشعر المواطن بنعيم فتح المعابر والتي اغلقت عدة مرات اثناء التهدئة.
وفي الختام اكد صلاح الحاج يحيى ان رابطة الاطباء سوف تستمر بالدخول الى قطاع غزة طالما سمح لها والعمل على مساعدة ومساندة المرضى وتقديم العلاجات والعمليات الجراحية خاصة في مجال جراحة العظام، العيون، جراحة الاعصاب، قسطرة القلب التشخيصية والعلاجية، وتناشد الرابطة كل الجهات المساعدة والتطوع في صفوفها وذلك بهدف التحقيق من معاناة الاخوة والاهل في قطاع غزة.